ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›الشريعة والحياة›سياسة المنع أم ثقافة المناعة›السلطة المالكة لحق المنع والرقابة السلطة المالكة لحق المنع والرقابة الأحد 16 ذو الحجة 1429هـ طباعة د. سلمان العودة 1208 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: طبعاً هناك مشاكل شرعية في بعض الكتب تمنع بعض الكتب من أجل هذه المشاكل أيضاً.فضيلة الدكتور! طبعاً سياسة المنع تعني فيما تعني أن المجتمع والناس تحت الوصاية، من يملك اليوم حق الوصاية على المجتمع هل هم الحكام، هل هم العلماء والدعاة أم من؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، هو دعنا نؤكد فكرة المناعة، وأنها هي الأصل، نحن وإن كنا نقول: إن المنع وارد، لكن من الخطأ أن يكون هذا الكلام معناه أننا ننحاز لدائرة المنع، وإنما نحن ننحاز لدائرة المناعة على الأقل باعتبار أن هذا غير ممكن الآن، حتى وإن كنا نريد أن نمنع هذا لم يعد ممكناً، أسوأ الكتب يمكن أن تحصل وتنزله من الإنترنت في لحظة واحدة وبالمجان أحياناً مثلاً، أو بتبعة مالية زهيدة، وكذلك ما يتعلق بكل المنتجات التي يتم التحفظ عليها. إذاً المنع وإن كان له زاوية أو له خانة إلا أنه ليس هو الأصل، ولا يجب أن يكون هو الأصل، يجب أن يكون الأصل في التربية، والسياسة، والأسرة، والمجتمع، أن يكون الأصل هو وجود المناعة الذاتية، وجود القناعة عند الشخص، التي تجعله يترك الشيء حتى لو كان متاحاً له؛ لأنه غير مقتنع به، وأعتقد أن كثيراً من أمم الأرض تسعى في هذا بشكل قوي، بينما في عالمنا العربي والإسلامي نغلب جانب الوصاية كما تفضلت. الآباء مثلاً تجد أن الأب يشعر بالوصاية على أبنائه وبناته، ولذلك لا يكلف نفسه حتى محاولة إقناعهم بأن هذا يضرك، أو هذا دعه إلى مرحلة متقدمة، أو أن هذا عواقبه كذا، لما ترى ابنك أمام التلفاز لساعات طويلة، تجد أن الأب بمجرد ما يدخل يصرخ في الأولاد قوموا، ويغلق الجهاز أحياناً بعصبية، هو مشكور ومحمود على دوافعه، ولكن هذا سيجعل الأطفال يكرهون الأب، ويتمنون أن لا يأتي إلى البيت أصلاً، بينما لو أقنعهم أن التلفاز له وقت معين، أن مثلاً هناك أشعة كهرومغناطيسية تنطلق من الجهاز إلى أدمغتكم إلى عيونكم تؤثر عليكم، هذا يؤثر على إمكانياتك، على صحتك.. إلى آخره، سيكون الطفل هنا في وارد أن تخاطب قناعاته بهذه الأمور أن يوجد المناعة والقناعة عنده بدلاً من الرفض الذي يكبر هذا الطفل ويصبح رجلاً يتمرد على سلطة الأبوين، أو يتمرد المجموعة على سلطة الدولة أحياناً.المقدم: هناك سلطة الأبوين، هناك سلطة الدولة، هناك سلطة العلماء، يعني: هذا ما تريدون قوله فضيلة الدكتور؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، ولكني أقول: كل هذه السلطات يجب أن تتذرع بالإقناع، وأن تراعي حقوق الآخرين أيضاً؛ لأنه أنت ذكرت في مقدمتك قضية المسئولية الفردية، وأن الشخص نفسه مكلف، لا الدولة، ولا العلماء، ولا الأبوان يصادران مسئولية الفرد نفسه عن اختياراته، وعن توجهاته.المقدم: يعني: هل ترون أن الرقابة على الأخلاق الإسلامية هي رقابة ذاتية، وليست رقابة سلطوية أو فوقية؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هي رقابة ذاتية على الشخص، المسئولية ذاتية، لكن هناك الحفاظ على البيئة العامة، هناك على سبيل المثال التدخين الآن، في كثير من دول العالم التدخين ممنوع داخل الدوائر الحكومية، فمن أراد أن يدخن يخرج ليدخن في الشارع في الهواء الطلق؛ لئلا يلوث البيئة على الناس، وقد رأينا الناس في كل بلاد العالم طبعاً خلا البلاد العربية، إذا أراد الواحد منهم أن يدخن فإنه يخرج ويدخن ثم يعود إلى محله.المقدم: ولكن بصراحة هناك بعض الدول العربية تلتزم بهذا القانون.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تحاول، هناك محاولات جيدة، ولكنني أقول لك: إن في إحدى العواصم الأوروبية هناك شارع عربي مشهور اجوى رود، رأيت العرب في هذا الشارع يدخنون ليس فقط السيجارة وإنما الشيشة، والأولاد والبنات، وبشكل غريب، وقال لي أحد الخبراء: إن أصحاب هذا الشارع حاولوا أن يوجدوا ...، وقالوا: نحن متواضعون على هذا الأمر، ومعتادون عليه، ومتقبلوه، فدعونا ندخن داخل المطاعم وغيرها، لكن تم رفض هذا الطلب، فأقول: إن التدخين هذا مثال، يعني هنا إنه المحافظة على البيئة. الإنسان لما يريد أن يستقيم ولد أو بنت، افرض أنه بنت مثلاً في عالم متبرج، هذه البنت خيارها وقناعتها الشخصية أنها تريد أن تلتزم مثلاً بلباس معين، حتى لو لم يكن لباساً إسلامياً، حتى لو لم تكن هذه البنت مسلمة، قد تكون يهودية، اليهود عندهم نوع من الاحتشام أحياناً كما تعرف، أو مثلاً بعض المجموعات مثلاً المورمون في أمريكا هم نصارى ولكن عندهم قيم والتزام معين، فإذا أرادت البنت، أو أراد الولد أن يلتزم بقيم واعتبارات، المجتمع هنا لا يساعده عليها، سيكون هنا يصبح ضد التيار، ومن هنا فإنني أقول: إن القضية لا تتعلق بعسف الأفراد، وإنما تتعلق بالحفاظ على البيئة العامة، المناخ العام. التالي ممارسة المنع على البالغ العاقل سياسة المنع أم ثقافة المناعة السابق موقف العالم من مبدأ سياسة المنع سياسة المنع أم ثقافة المناعة مواضيع ذات صلة العلم يهدي إلى معرفة الله عز وجل الهمسة الثالثة لأخي همام القراءة الناقدة التناقض والازدواجية في التعامل مع الخطأ عدم الاستعجال في كل الأمور