ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›الشريعة والحياة›سياسة المنع أم ثقافة المناعة›مقدمة في سياسة المنع مقدمة في سياسة المنع الأحد 16 ذو الحجة 1429هـ طباعة د. سلمان العودة 1022 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.مرحباً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة.يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (( كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ))[الطور:21]، ويقول عز من قائل: (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ))[آل عمران:104].لقد جاء الخطاب القرآني موجهاً إلى الأفراد وإراداتهم الفردية والشخصية؛ محاولاً تربية النفس والضمير الديني الممتثل لأوامر الله طوعاً وقناعة، صحيح أن ثمة ما يسمى بالمحرمات في الشريعة الإسلامية؟ لكن التساؤل هنا حول: هل هذه المحرمات يخاطب بها الأفراد أنفسهم أم الأفراد والحكومات؟ وهل سياسة المنع السلطوي تجدي في فضاءات العولمة اليوم؟ وكيف نبني ثقافة المناعة الذاتية دون الحاجة إلى إكراهات السلطة؟ (سياسة المنع أم ثقافة المناعة)، موضوع حلقة اليوم من برنامج (الشريعة والحياة) مع الداعية الإسلامي الدكتور سلمان العودة ، المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم، مرحباً بكم فضيلة الدكتور.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مرحباً، أهلاً وسهلاً.المقدم: بدايةً البعض يرى أن السلاح المنع انتهى مفعوله في زمن العولمة والفضاء المفتوح، ما رأيكم؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. لا شك أن العنوان الذي اخترته لهذا الحديث: ثقافة المنع أو المناعة هو عنوان جميل في الواقع، وإن كان الأمر لا يستدعي بالضرورة أن تكون المناعة أو المنع ضدين لا يجتمعان، وإنما يمكن أن يكون هناك نوع من التزاوج بينهما.هذا موضوع جميل وضروري في عصر العولمة كما أشرت في مقدمة حديثك أيضاً، يمكن أن أشير قبل الدخول في جزئيات الموضوع وتفاصيله التي سوف تبحر فيها إلى ما يشبه أن يكون أسساً عامة، أو مقدمات عامة لا بد أن نصطحبها خلال التجوال في هذا الموضوع. على سبيل المثال موضوع ما يتحدث عنه الأصوليون دائماً بل يكادون أن يجمعوا عليه فيما يسمى بالضروريات الخمس، أن الإسلام جاء بحفظ الضروريات الخمس، وهي: الدين، والعقل، والنفس، والنسل، والمال، وأضيف مع أنه نقل الإجماع على هذه الأشياء، لكن في الواقع أنه لا إجماع؛ لأن هذه مسألة اجتهادية وجدت عند الأصوليين في مرحلة متقدمة، إنما هناك ما يمكن إضافته بل ما يجب إضافته وهو الاجتماع، فأنا أرى أن يضاف إلى الضروريات الخمس ضرورية سادسة وهي حفظ الاجتماع، حفظ الاجتماع هنا يعني: حفظ علاقة الفرد بالمجتمع، حفظ نظام الأسرة، حفظ نظام الدولة، حفظ نظام الأمة، فهذا من المقاصد العامة التي لا يستقيم حفظ الدين، والنسل، والعرض، والمال، والعقل إلا بها أيضاً، إذاً هذا مبدأ وهو حفظ الضروريات.. دعنا نقول: الضروريات الست، هذا مبدأ مهم.المبدأ الثاني أو النقطة الثانية: هل المنع مطلوب للمقاصد الشرعية أو للمقاصد الأخلاقية، أو هو مطلوب لشيء آخر؟ وفي تقديري أن المنع أحياناً هو مطلوب لاعتبارات أخلاقية، ومطلوب لاعتبارات أخرى، يعني: قد يكون المنع أحياناً لاعتبار اقتصادي، من أجل حماية المنتج المحلي من سطوة أو منافسة منتج أجنبي أحياناً، أو يكون المنع لغرض عسكري كما تجد تحفّظ كثير من الدول على أخبار، أو معلومات، أو حتى ترويج أخبار أو معلومات غير صحيحة من باب إرباك العدو، قد يكون المنع لغرض نفسي، حماية لنفسيات الأفراد، وقد يكون المنع لغرض أخلاقي وديني وشرعي، كما إذا كان المجتمع مجتمعاً إسلامياً يتواضع على مبادئ معينة، ويحترمها، فهذا أيضاً أمر ينبغي أن يكون في دائرة الاعتبار. التالي السلطة المالكة لحق المنع والرقابة سياسة المنع أم ثقافة المناعة مواضيع ذات صلة الإصرار على الخطأ الموقف من أخطاء الآخرين حاجتنا إلى التربية الذوقية النشاط الذهني هو أساس الإنتاج بينما رأس المال مجرد عنصر من عناصره القلب والعقل دليلا الاختيار