ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›الشريعة والحياة›ثم لا يكونوا أمثالكم›مفهوم الثورة مفهوم الثورة الجمعة 18 شوال 1432هـ طباعة د. سلمان العودة 1069 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص السلام عليكم، مشاهدينا الكرام.وأهلا ومرحباً بكم على الهواء مباشرة في هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة.المقدم: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))[المائدة:8].في حالة التخوين والتكالب على السياسة كيف نكون شهداء بالعدل؟ وما علاج داء العصبيات والحزبيات التي تطمس الحق، وتورث العداوة والبغضاء؟ وما أولويات ما بعد الثورة؟ ((ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))[محمد:38]، موضوع حلقة اليوم من برنامج (الشريعة والحياة) مع فضيلة الدكتور سلمان العودة ، والذي ينضم إلينا عبر الأقمار الصناعية من السعودية من مدينة جدة ، مرحباً بكم فضيلة الدكتور. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أهلاً وسهلاً ومرحباً بك وبالإخوة المستمعين والمستمعات الكرام.المقدم: نبدأ مع قول الله عز وجل: ((وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))[محمد:38]، انطلاقاً من هذه الآية دكتور هل الثورة هي لإبعاد أشخاص واستبدالهم، أم أنها قطيعة مع مرحلة وقيم ونظم ونهج؟ الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.الثورة دون شك يجب أن تكون قطيعةً مع منهج معين، وليست استبدال شخص بشخص، كثيراً ما يكون الاستبداد هو بديلاً عن استبداد أيضاً كما يقول الحكماء، فلذلك أعتقد أن روح الثورة يجب أن تكون وتظل قائمة وباقية حتى يتم تغيير الأوضاع كلها، بمعنى أن لا نقبل بأن يكون هناك استبداد يحل محل استبداد سابق، أو شخص محل شخص آخر، ليست القصة هنا فقط تغيير اللافتات، ولا تغيير الأسماء، ولا استبدال أناس بأناس مثلما الله سبحانه وتعالى في القرآن ذكر: ((يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))[محمد:38]، بينما في آيات أخرى ذكر الله تعالى الاستخلاف. فأنا هنا ألحظ أن مسألة الاستبدال كأنها خطاب لأولئك المستضعفين الذين مكنهم الله، ولذلك جاء في سورة القتال في سورة محمد: ((وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))[محمد:38]، بينما الاستخلاف جاءت في مخاطبة أولئك الذين أصبح لهم شأن، وأصبح لهم سلطة، واستخلفوا في الأرض، فمكنوا فيها. إذاً هنا القصة ليست تبديل عناوين، ومن أخطر ما يمكن أن تقع فيه الثورات أن تصاب بالمشكلة التي ثارت من أجلها، أو تقع في الخطأ الذي ثارت من أجله، إذا كانت الثورات قامت على رفض المظالم، قامت على محاربة تخلف التنمية، قامت على القضاء على الصراعات القائمة بين الأجناس والفرق والمدن والأقاليم، قامت على محاربة الأثرة، قامت على قمع كثير من الحكومات المستبدة للمعارضة، مجموعة من المظالم كانت هي السبب في حصول الثورة. فهنا أخطر ما يمكن أن تصاب به الثورات هو أن تقع في هذه الأشياء التي ثارت عليها، وهنا يقع ما يسميه الناس عادةً بالثورات التصحيحية، فالثورة ليست هي نهاية المطاف، ولا نهاية التاريخ، ولذلك الذين نجحوا ومُكنوا الله سبحانه وتعالى خاطبهم وقال لهم: ((وَإِنْ تَتَوَلَّوْا))[محمد:38] ولا تلتزموا بالشعارات التي رفعتموها، والمعايير التي أطلقتموها، والحق الذي تجمعتم عليه، ((يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))[محمد:38]. التالي الانتقال من الثورة إلى الدولة ثم لا يكونوا أمثالكم مواضيع ذات صلة وقفة مع تحولات النخب المنطقة العربية والإسلامية إلى أين؟! تقديس السياسة الشيعية وشخصنتها ضرورة إعادة النظر في علاقة الحاكم بالمحكوم واجب الجماعات الإسلامية في ظل الثورات العربية