ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›الشريعة والحياة›القرآن والحياة›قراءة القرآن بين التدبر وابتغاء الأجر الأخروي قراءة القرآن بين التدبر وابتغاء الأجر الأخروي الثلاثاء 12 شوال 1431هـ طباعة د. سلمان العودة 1208 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: فضيلة الدكتور! غالباً ما يرتبط في أذهان المسلمين قراءة القرآن بالأجر الأخروي، البعض ربما يطرح كيف يمكن أن ننتقل من القراءة بالمعنى التجاري كسب الأجر والثواب، إلى القراءة بمعنى الاستشهاد، والاستيضاح، والتوجيه، والدلالة في الحياة؟ أسمع منكم الإجابة إن شاء الله على هذا السؤال بعد وقفة قصيرة.فابقوا معنا مشاهدينا الكرام، نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج (الشريعة والحياة) والتي هي بعنوان (القرآن والحياة) مع فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة ، المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم.فضيلة الدكتور! كما ذكرنا غلبت على أذهان الكثيرين من المسلمين فكرة أن القرآن مرتبط فقط بالأجر، البعض يتساءل كيف يمكن أن نتجاوز هذه القراءة التجارية إلى موضوع أن نقرأ القرآن لنستفيد منه، لنتعظ منه، لنتوجه بتوجيهاته؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، أولاً أنا أرى أنه لا تحفظ على كلمة (تجارية)، يعني: أنت قلتها وأنت تبتسم، ومع ذلك أنا أقول: هي صحيحة، هي تجارة..المقدم: تجارة مع الله.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مع الله، أيضاً هي كذلك: ((يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ))[فاطر:29]، ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ))[فاطر:29] إلى قوله: ((يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ))[فاطر:29]، لكن أيضاً التجارة مستويات ودرجات، والحسنة أحياناً تكون بحسنة، وأحياناً بعشر، وأحياناً بمائة، وأحياناً بخمسة وعشرين، وأحياناً بسبعمائة، وأحياناً بما لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى، ولذلك أقول: إن مسألة القراءة للأجر فيها حديث: (من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، هذا معنى صحيح، لكن أيضاً عندنا في الحديث النبوي قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وأهل السنن، وهو حديث صحيح: (يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا)، هنا أولاً لاحظ (اقرأ وارق)، القراءة رقي، كما أن القراءة رقي في درج الجنان، القراءة رقي في درج الإيمان؛ لأن القراءة الصحيحة تزيد الإيمان، القراءة رقي في درج المعرفة، التفوق. ولذلك الحقيقة الذي يقرأ القرآن وفي باله هذا المعنى يدري أن الرقي هنا ليس بترديد ألفاظ كما لو كانت هذه الألفاظ ألغازاً، أو كلمات أعجمية لا يفهمها، وإنما القراءة هنا القراءة التي ينفتح عليها القلب والعقل، القراءة الواعية، الله سبحانه وتعالى يقول: ((إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا))[المزمل:6]، يعني: تواطؤ جميع فعاليات الإنسان، عقله، وروحه، وقلبه، ووجدانه يتجه إلى هذه القراءة، هنا يستفيد منها ويرتقي، فهنا يقال له: اقرأ وارق، في الدنيا كذلك، الترقي الدنيوي هو من خلال هذا اللون من القراءة الواعية، (اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا)، لاحظ هنا الترتيل، الله سبحانه وتعالى يقول: ((وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا))[المزمل:4]، ولذلك النبي عليه السلام كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها. أحياناً أنا أطرح على بعض طلابي سؤالاً: أيها أفضل أنك تقرأ وجهين من القرآن الكريم مرة واحدة، أو أحياناً تقرأ الوجه هذا نفسه مرتين أو ثلاثاً أو أربع مرات بقدر من التركيز؟ إذا كنا نعرف أن القرآن نزل للتدبر، وأصلاً الثواب الذي جعل على القراءة هو لحفز الناس حتى يقرءوا؛ لأن القراءة سوف تدعوهم إلى أن يتدبروا، وحتى الإنسان الذي لا يتدبر لا بد أن يكون هناك آيات تمر عليه بحيث أنها مزلزلة تؤثر فيه شاء أم أبى، حتى لو كان في حالة غفلة، إنما التدبر هنا يعني: اكتشاف معاني داخل النص. أنا أقول: إن القرآن الكريم معجز، ومن إعجازه أن الإنسان يقرأ السورة.. أنا مثلاً سورة الفاتحة وأنت نقرؤها باستمرار، حقيقةً أنا أقول عن نفسي: ما قرأت هذه السورة وأنا حاضر القلب في الفريضة في الصلاة إلا وجدت أن هناك معان جديدة تنقدح في ذهني حول هذه السورة، وهي معان أحياناً الإنسان يقطع بأنها معان صحيحة، ولكن كان المرء غافلاً عنها، فالقراءة هنا كيف تستطيع أنها تثير، ولذلك ابن مسعود نقل عنه مسألة: [ثوروا القرآن]، يعني: أن القرآن من شأنه أن يثير كثيراً من المعاني المستصرة أو الموجودة داخل النفوس. التالي الرؤية القرآنية في القصاص القرآن والحياة السابق السبل الكفيلة لتفعيل القرآن في واقع الحياة العملية القرآن والحياة مواضيع ذات صلة تقديم التدبر على الكم في تلاوة القرآن التدبر عند قراءة القرآن كيفية ترتيب الورد القرآني اليومي حفظ الله للقرآن الكريم من وسائل تثبيت القرآن في القلب