ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›الشريعة والحياة›القرآن والحياة›السبل الكفيلة لتفعيل القرآن في واقع الحياة العملية السبل الكفيلة لتفعيل القرآن في واقع الحياة العملية الثلاثاء 12 شوال 1431هـ طباعة د. سلمان العودة 917 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: نعم، فضيلة الدكتور! انطلاقاً مما ذكرتم الآن ربما القرآن أصبح غالباً ما يقرأ في المناسبات الحزينة، في الموت بشكل أساسي، هذا القرآن الذي أثر في الرعيل الأول، فغير حالهم من حال إلى أخرى، لماذا الآن يغيب عن واقع الحياة العملية، عن واقع الحياة الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، كيف نعيد هذا القرآن ليأخذ دوره في حياة الناس؟ ما السبل الكفيلة لهذه العودة؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أعتقد أن أهم سبيل أو ممكن نقول: إن السبل تقريباً هما سبيلان في نظري: في السبيل الأول الذي هو: قراءة القرآن نفسه بهذه الروح، يعني: الجيل الأول كيف كان يقرأ مثلاً، لو تقرأ من ((الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2] -سورة الفاتحة- ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ))[الفاتحة:6]، ستفهم أن الصراط المستقيم هنا هو الصراط المعتدل الذي لا ينحاز للروحانيات، وينغمس فيها، ويبتعد عن المادة، ولا يستجيب أيضاً لنزعات المادة ولو من جانب الروح، وإنما يعطي توازناً بين هذه المعاني. لما تنتقل إلى سورة البقرة مثلاً: ((وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ))[البقرة:3]، إذا كان هذا الإنسان ليس لديه قدرة، ولا مال، ولا غنى، من أين سينفق؟ لما تقرأ قول الله تعالى في نفس السورة: ((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً))[البقرة:201]، يعني: هنا تلاحظ أن الدنيا والآخرة ليس فيه ازدواجية، أو تناقض أن الإنسان من أراد الدنيا فكأنه يتخلى عن الآخرة، أو العكس، بل طريق الآخرة يمر بالحياة الدنيا ذاتها. يعني: شيء عجيب أنه مثلاً ما يتعلق في سورة البقرة مثلاً، يقول الله سبحانه وتعالى: ((لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ))[البقرة:198]، وهم في الحج، يعني: لا مانع أن تشتغلوا بالتجارة ومصالح الدنيا وأنتم في الحج.فيما يتعلق بالصلاة التي هي أعظم الأركان العملية للإسلام، تجد في سورة الجمعة: ((إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ))[الجمعة:9]، ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ))[الجمعة:10]، الصلاة تأخذ وقتاً محدوداً عند الإنسان، إذا قضيت الصلاة أين يذهبون؟المقدم: ((فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ))[الجمعة:10].الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ((فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا))[الجمعة:10]، طبعاً هنا معنا ابتغاء من فضل الله يعني: التجارة، والضرب في الأرض في الزراعة، في العمل، في الحرث، في المصالح الدنيوية، (إذا دخل النبي عليه السلام المسجد كان يقول: اللهم إني أسألك من فضلك)؛ لأن هذا من رحمتك.المقدم: هذا العمل الأول.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هذا العمل الأول، لكن إذا خرج كان يقول: (اللهم إني أسألك من فضلك)؛ لأنه هنا انتقل الإنسان إلى المصالح الدنيوية التي جاء الإسلام، هو فطرة عند الإنسان أنه يبحث عن هذه المصالح يقيناً، لكن جاء الإسلام ليعزز هذا المعنى، وليؤكد أنه لا يوجد أي تناقض، بل على العكس، يعني: بقدر ما يكون عند الإنسان من العلم، بقدر ما يكون عنده من المال، بقدر ما يكون عنده من الأداء الوظيفي الجيد تكون منزلته في الآخرة عند الله سبحانه وتعالى.المقدم: فضيلة الدكتور أعني أعود لك للتركيز على هذه النقطة؛ لأنه ربما مفيدة في حياتنا اليومية، الصحابة عندما كانت تنزل آية لتحريم أمر ما، كتحريم الخمر مثلاً، وجدنا شوارع المدينة تمتلئ بالخمر، حتى تبقى الرائحة ربما أياماً معدودة، الآن نسمع النداء، نسمع الخطاب القرآني، نسمع الأمر والنهي، وكأن الأمر لا يعني المسلم بشيء ما.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مضبوط، هذا سؤالك السابق يعني تأكيد عليه، أنه بالنسبة بالاستجابة كيف يمكن أن يكون؟ أنا أقول: لو قرأنا القرآن بهذه الروح، يعني: هب أن إنساناً يقرأ القرآن هذه المرة وهو يقول: أريد أن أبحث عما يتعلق -على سبيل المثال- بموضوع الدعوة إلى الحياة، مثلما مثلنا الدعوة إلى الحياة في القرآن الكريم، كل آية فيها دعوة إلى الحياة بكل معاني الحياة، حياة الروح، وحياة العقل، حياة الجسد، حياة الفرد، حياة الجماعة، حياة الأسرة، حياة الذات، حياة الآخرين، حتى لو أن إنساناً جمعها في ورقة ووجد أنه أمام شيء هائل ربما هنا سيكون أمام اكتشاف، أنه يكتشف معاني قرآنية لأول مرة، أنه يقرأ القرآن بهدف البحث عن دعوة القرآن للحياة، إذا كان الله سبحانه وتعالى يقول: ((اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))[الأنفال:24] هو هذا القرآن الذي دعاكم لما يحييكم. (طيب) أنا أريد أن أبحث أين دعاني الله تعالى إلى ما يحييني، ما هذا الشيء الذي يحييني؟ كيف أستجيب له؟ وكذلك أنا أقول: العكس الأمر الآخر: أنه لو عشنا الحياة ونحن نستحضر المعنى الإيماني، يعني: هنا مثلاً إنسان حينما يكون مع زوجته في البيت، ويشعر بأنه بقدر ما يقدم لها، أو هي أيضاً تشعر بأنها بقدر ما تقدم له من الحب، والوداد، والسعادة، والأنس، أن هذا مما دعانا الله تعالى إليه؛ لأنه مما يحيينا، حياة الأسر هنا، أو لما يحضن الإنسان طفله، لا يحضنه فقط بالدافع الفطري، يمكن الدافع الفطري أحياناً يخون، وتعرف قصة الأعرابي الذي (رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن و الحسين ، قال: إني عندي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم)، هنا الإسلام يفجر ينابيع العاطفة في النفس، والعاطفة هنا موجودة، فقط يمكن عليها غبار أو رمل الصحراء، يتم إزالته حتى يستوعب هذا الإنسان مثلاً يحضن طفله وهو يشعر بأن الله في عليائه وفوق سمواته يحب مثل هذا العمل، أو يحسن إلى فقير أو مسكين.أخي أنا ألاحظ أنه اليوم هناك سؤال كثيراً ما يطرح: هل هناك من يعمل الخير لذات الخير من دون ما تكون عينه على مصالح؛ لأنه يمكن يقدم لك مصلحة وهو يتوقع أنه يحتاجك يوماً من الأيام، هذا مفروغ منه، لكن إذا كان إنسان لا يتوقع أن هناك مصلحة تناله من وراء هذا الخير هل سيقدمه لك؟ أشك إلا في حالة واحدة، إذا كان هذا الإنسان وضع في اعتباره ما عند الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى في حال أبي بكر الصديق : ((وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى))[الليل:17-19]، ما في مردود، ((إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى))[الليل:20-21]. التالي الرؤية القرآنية في القصاص القرآن والحياة السابق ظاهرة ربط القرآن الكريم بالموتى القرآن والحياة مواضيع ذات صلة كلمة الانتظار في القرآن الكريم اتخاذ القرآن خليلاً الترابط الموضوعي بين سورتي قريش والفيل أصناف الناس في القرآن الكريم صناعة التعايش