ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›الشريعة والحياة›القرآن والحياة›وقفات مع قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول ..) وقفات مع قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول ..) الثلاثاء 12 شوال 1431هـ طباعة د. سلمان العودة 1143 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: ... الشريعة والحياة، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))[الأنفال:24]، أنزل الله سبحانه وتعالى آخر كتبه ليكون هدى ونوراً، لكن ما الذي حول ذلك الكتاب الذي جاء لينذر من كان حياً حوله إلى أحد الشعائر المقترنة بالموت، كيف نستعيد القرآن للحياة وفي الحياة؟ (القرآن والحياة) موضوع حلقة اليوم من برنامج (الشريعة والحياة)، مع فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة ، الداعية الإسلامي المعروف، والمشرف على مؤسسة الإسلام اليوم، مرحباً بكم فضيلة الدكتور.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مرحباً، أهلاً بك وبالإخوة والأخوات جميعاً.المقدم: فضيلة الدكتور! الآية التي افتتحنا بها هذه الحلقة ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))[الأنفال:24]، عن أية حياة تتحدث هنا؟ وكيف نحققها؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.نعم هو كما تفضلت، هذه الآية الكريمة أولاً فيها مناداة الذين آمنوا؛ لأنهم هم الذين تتوفر عندهم عوامل الاستجابة، المخاطبة لهم قبل غيرهم، مع أن في القرآن خطاباً آخر للناس: (يا أيها الناس)، إذاً هذا خطاب، وذاك خطاب، الدعوة إلى طاعة الله والرسول قال: ((إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))[الأنفال:24]، لم يقل: إذا دعوكم، مع أنه الله والرسول، فأعاد الضمير على واحد إشارة إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما هو مبلغ عن الله عز وجل، فعاد الأمر إلى أنها استجابة لله عز وجل، وهذه الاستجابة هي استجابة شرعية، استجابة للشريعة التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.لما يقول: ((إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))[الأنفال:24]، هذا حقيقة قد يثير العجب، وأنت تتلو الآية أنا يخطر في بالي أنه أحياناً ممكن لو قيل: استجيبوا إذا دعاكم لشيء فيه مشقة عليكم، هذا مفهوم ومعقول؛ لأن النفوس ربما تكره أن تقدم على ما فيه مشقة، وتعب، وعناء، وكراهية، كما قال سبحانه: ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ))[البقرة:216]، لكن الآن قال: ((اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))[الأنفال:24] إنه حتى الشيء الذي فيه الحياة الإنسان بحاجة إلى أن يحفز حتى يستجيب له، طبعاً من البدهي أنه لا يخاطب بهذه الآية إلا الإنسان الحي الذي هو فيه السمع والبصر، والقلب النابض، والحياة الذي هو قادر على الامتثال. إذاً ما المقصود بالحياة هنا: ((دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))[الأنفال:24] وهم أحياء؟ ما قيل لهم: (يا أيها الذين آمنوا) إلا أنهم بشر موجودون على ظهر هذه الأرض، وأيضاً هم مؤمنون بالله سبحانه وتعالى، ومع ذلك يدعون إلى ما يحييهم، هذا أولاً يشمل حياة الأرواح، حياة القلوب التي في هذا القرآن، الله سبحانه وتعالى يقول: ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا))[الشورى:52]، إذاً هناك روح في هذا القرآن إذا دخلت في قلب الإنسان صنعت منه شيئاً آخر، فهنا حياة القلوب بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، ولك أن تتصور أن الحياة إذا خلت من الإيمان أصبحت غير ذات معنى، وربما يكون الإنسان يملك من الأموال، أو التقنيات، أو التسهيلات الشيء الكثير، ولكن لأن صلته مبتوتة بالله سبحانه وتعالى لم تعد هذه الأشياء ذات تأثير عليه.المقدم: ربما هنا يتحقق قول الله عز وجل: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا))[طه:124].الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ((فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا))[طه:124]، هذا بالضبط صحيح، فالحياة الطيبة الحياة الكريمة ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً))[النحل:97]، أيضاً المؤمنون: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ))[يونس:62-64]، يعني: هنا معنى من معاني السعادة، معنى من معاني الاستمتاع، حتى بالحياة يعني: الإنسان يأكل ويشرب، ويتنعم بطيبات الحياة الدنيا، ومع ذلك يجد أن هناك متعة إضافية، فضلاً عن المتعة التي يجدها آحاد الناس، الذي يشعر بحرارة الإيمان في قلبه يجد متعة لتفاصيل هذه الحياة التي يعيشها أكثر مما يجدها الآخرون، إذاً هناك حياة القلب.هناك أيضاً دعوة في الآية الكريمة قد يكون فيها دعوة لحياة العقل؛ لأن القرآن من بين جميع الكتب القرآن هو جاء خصيصاً ليدعو الناس إلى أن يستخدموا عقولهم، حتى حينما يحتج عليهم على المشركين وغيرهم يستشهد بالعقل، ويحتج بالعقل، ويأمرهم بالاحتكام إلى العقل، بل أكثر من ذلك: ((قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا))[سبأ:46]؛ لأن العادة أن الناس يتأثرون بالجو المحيط بهم، والروح الجماعية، والعقل الجمعي كما يقولون، فهنا دعوة إلى أن الإنسان ينفصل عن المحيط، وعن المؤثرات، وعن الثقافات السائدة، ويكون واحداً أو اثنين، ويتفكرون بطريقة بعيدة عن الضغوط. إذاً القرآن يطلق العقل من أسره، ويمنح العقل حرية أن يفكر، وأن يصل إلى النتائج، ولذلك الإسلام لا يخاف من التفكير، ولا يخاف من العقل؛ لأنه يؤمن أن العقل الراشد العقل السالم من الهوى هو يصل إلى قرارات سليمة في الإيمان بالله، وفي تحقيق المعاني الصحيحة، بل وفي تحقيق مصالح الدنيا.أيضاً أنا أفهم من الآية الكريمة أن حتى الحياة بشكلها وصورتها المادية هي داخلة في الآية الكريمة، يعني: مثلاً في القرآن الكريم الله سبحانه وتعالى يقول: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا))[النساء:29]، وفي الحديث الصحيح الرجل الذي قتل نفسه يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (عبدي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة)، نحن نقول: الانتحار ليس كفراً بحد ذاته، لكنه جريمة، مثل قتل الإنسان للآخرين، وقتل الإنسان لنفسه هو ذنب عظيم، القرآن جاء ليحافظ على الحياة، ليجعل الحياة ذات قيمة، ذات قدسية، أنها منحة من الله، أو وظيفة لا تقبل الاستقالة، ما يجيء إنسان يقول: أريد أن أستقيل مثلاً من الحياة، أو تعب منها؛ لأنه في ظل الإيمان بالله سبحانه وتعالى سيجد حلاً لكل المشكلات. فهنا أنه حتى في الجانب المادي جانب الحياة المادية الآية الكريمة فيها دعوة إلى أن نحيا، ((دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))[الأنفال:24]، يعني: أن تحافظوا على حياتكم من الموت، من القتل، من الانتحار، أيضاً تحافظوا على حياتكم من كل ما يضر بها، ولذلك مثلاً ممكن ندخل في هذا المعنى، تحريم تعاطي المحرمات، المخدرات، السموم، الأشياء الضارة، الأدوية الضارة، الأطعمة الفاسدة، وغير ذلك مما يؤثر على صحة الإنسان، وعلى بدنه، وعلى حياته.المقدم: هل تشمل المعنى الإيجابي بمعنى رغد الحياة، ورغد العيش في هذه الحياة؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أكيد هذا، يعني: أنا أقول: (أن الرسول عليه الصلاة والسلام مرة لما خرج وكان جائعاً، ووجد أبا بكر و عمر وذهبوا إلى أحد الأنصار، فذبح لهم ذبيحة، وأحضر لهم قنواً من التمر، وأكلوا، وأحضر اللبن وشربوا، وظل ظليل، وماء عذب، النبي صلى الله عليه وسلم أكل وشرب، واستمتع بهذا، وقال: ما نحتاج كل هذا، بعضه يكفي، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ))[التكاثر:8])، ساق هذه الآية الكريمة أنه أخرجكم الجوع، ثم أنتم الآن وصلتم إلى هذا الطعام الطيب. ولذلك أقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يترك شيئاً من النعيم الدنيوي؛ لأنه نعيم، أو شيء من الطيبات؛ لأنه طيبات، وهنا يقع خلل في مفهوم الزهد عند كثير من الناس، فأنت تجد الرسول عليه الصلاة والسلام أكل، وشرب، ونام، واستمتع بالطيبات، وبالمباحات، وفي القرآن الكريم: ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ))[الأعراف:32]، في الدنيا يخالطهم فيها غيرهم، بينما في الآخرة هم ينفردون بها عمن سواهم، فالنبي عليه السلام كان لا يتكلف مفقوداً، ولا يرد موجوداً. وهنا أريد أن أشير إلى معنى، كثيراً ما نقول نحن مثلاً: الرسول عليه الصلاة والسلام مات ودرعه مرهونة عند يهودي على طعام اشتراه لأهله، وكثير ما نقول: الرسول عليه الصلاة والسلام نام على حصير أو على سرير، فأثر السرير في جنبه عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لم يكن عنده وطاء يقي جسده الطاهر من أثر السرير أو الحصير، ولما دخل عمر كان في غرفة النبي صلى الله عليه وسلم أهب معلقة جلود معلقة وكذا، كان فيه التواضع، هذا معنى، لكن أيضاً لا ننسى أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يمت حتى فتح الله عليه الأرض وخيبر وفدك، والنخيل والخير والبركات والخيرات، لكن النبي عليه الصلاة والسلام عود نفسه على مستوى متواضع من العيش، حتى لا يندفع، وحتى يكون قدوة وأسوة لمن لا يجد، لكن هذا لا يعني أبداً أن النبي عليه السلام كان لا يجد ذلك، إنما وسع الله عليه في الحياة، وأيضاً لا يعني أنه كان يمتنع منها، وإنما كان يستمتع بالطيبات منها، إنما يقدم الفقير والمسكين والمحتاج. التالي ظاهرة ربط القرآن الكريم بالموتى القرآن والحياة مواضيع ذات صلة الطائفة أو الجماعة من الناس تأملات في النصوص القرآنية المتعلقة بالعمى وقفات مع قوله تعالى: (واجتنبوا قول الزور) الجمع بين قوله تعالى: (وقولهم إنا قتلنا المسيح) وقوله: (بل رفعه الله إليه) وقوله: (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) معنى قوله تعالى: (ثم أنشأناه خلقاً آخر) والمقصود الحقيقي بتميز الإنسان