ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع المصطفى›يحب الجمال›خطر الكبر والخيلاء خطر الكبر والخيلاء الجمعة 15 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 1096 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، نحمده ونثني عليه الخير كله، ونصلي ونسلم على خاتم رسله، وأفضل أنبيائه، وخيرته من خلقه. في حديث رواه الشيخان عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قصة رجل من بني إسرائيل كان يمشي يتبختر مسبل إزاره، تعجبه نفسه، في خيلائه، فخسف الله تعالى به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ). هذا الحديث العظيم، المعبر عن روح التواضع ومعرفة النفس التي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ أن يعرف الإنسان نفسه وقدرها، ويضعها في موضعها، يؤكد على معنىً عظيم؛ وهو أن كل معاني الخيلاء إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبداً رسولاً، وجاء لإزالة كل آثار التعاظم الكاذب، والادعاء الموهوم، التي كثيراً ما يعطيها الناس أو بعضهم لأنفسهم؛ اغتراراً بمال أو جاه أو سلطة أو منصب أو شهرة أو لأي اعتبار من الاعتبارات، تخرج الإنسان عن بشريته.. عن ضعفه، مع أن الإنسان يعلم في حقيقته أن بدايته كانت بداية ضعيفة، كما قال الله سبحانه وتعالى: ((فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ))[الطارق:5-7]، فهذه البداية لا تهيئ الإنسان ولا ترشحه لأن يتعاظم ويتيه ويذهب بنفسه؛ لأن العظمة هي منحة من الله سبحانه وتعالى، حينما خلق آدم ونفخ فيه من روحه، وهكذا النهاية التي يصير إليها الإنسان، فإنه يصير إلى الموت، وإلى الفناء، وتجد أن أكابر الملوك والسلاطين والأباطرة والعظماء، في تلك المواقف التي يقبض عليهم فيها الموت ويغتالهم يصبحون صغاراً جداً، ويتمنون غير ما كانوا عليه: ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في رءوس الجبال أرعى الوعول كل حي وإن تعاظم يوماً صائر مرة إلى أن يزول فهكذا كان الأكابر ينتهي بهم المطاف. إذاً: الإنسان محصور بين قوسين، توجب عليه أنه مهما تمتع بنعم الله سبحانه وتعالى، وأرغد بالعيش ورزق، واستفاد وتوسع، إلا أن عليه ألا يغفل، وألا تنسيه هذه الأشياء حقيقته التي خلق منها وإليها يعود، وهذا يؤكد على معنى عظيم؛ وهو أن الخيلاء والكبر والتعاظم من أعظم وأكبر الذنوب التي حري بصاحبها أن يعاقب في الدنيا قبل الآخرة؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )، ذرة! ( قالوا: يا رسول الله! إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق، وغمط الناس ). ما هو الكبر؟ الكبر: هو بطر الحق، بمعنى: رد الحق واستنكاره، ترد الحق؛ لأن الذي جاء به إنسان آخر غيرك، ولو كان الأمر منك لقبلته؛ لكن ترفضه لأنه من سواك، وكأنك ترى أن الحق لا يكون إلا منك، فالنبي صلى الله عليه وسلم عبر وفسر الكبر بأنه رد الحق وجحده وكتمانه، واحتقار من جاء به، وأيضاً (غمط الناس) يعني: بخس الناس حقوقهم. التالي الحذر من ملاحقة أخطاء الآخرين وعيوبهم يحب الجمال مواضيع ذات صلة أسباب انتشار الكذب بين المسلمين خلق الاعتدال شتائم حضارية دور العطاء في إطالة العمر وزيادة الرزق معنى الرحمة