ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع المصطفى›يوم العقبة›موقف النبي عليه الصلاة والسلام من عرض ملك الجبال إهلاك أهل الطائف موقف النبي عليه الصلاة والسلام من عرض ملك الجبال إهلاك أهل الطائف الجمعة 8 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 1074 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص فهنا تلاحظ أن الأمر كان مرتبطاً بذلك؛ ولهذا ملك الجبال عرض على النبي صلى الله عليه وسلم أن يطبق عليهم الأخشبين؛ وهما جبلان محيطان بـمكة، وهذه ربما في نظري ونظرك فرصة نادرة، ودعنا نتخيل قليلاً أن الواحد منا كان هو في نفس ذلك الموقف، وعرض عليه مثل هذا العرض، فيقول: ما أجمله من عرض! إذا أطبق الأخشبان على أهل مكة ما الذي سوف يقع؟ في نظر الناس العاديين الذين لم يدركوا أبعاد الأمور كما أدركها النبي صلى الله عليه وسلم: أولاً: هؤلاء قوم مشركون كفار وثنيون، يكفرون بالله تعالى في البيت الحرام؛ مكة نفسها، الكعبة كان فيها ثلاثمائة وستون صنماً. ثانياً: هؤلاء قوم قد يقال: إنه قامت عليهم الحجة، ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعرفون صدقه وأمانته ونسبه، وهو فيهم من المكان المعلوم، ومع ذلك ردوا دعوته وكذبوه، ثم زادوا على ذلك أنهم حاربوا أصحابه، وطاردوهم في كل مكان، زادوا على ذلك أنهم منعوا قبائل العرب من الإسلام؛ لأن قبائل العرب كانت إذا عرض عليهم النبي صلى الله عليه وسلم نفسه سنة الحج أو في الأسواق أو غيرها، كانوا يتشاورون فيما بينهم ويتآمرون، ويقولون: لو كان ما يقوله حقيقة لآمن به قومه، فهم أكثر الناس عقولاً، ويعتبرون سادة عند العرب، فلو آمنوا به لآمنا، أما أن نتقدم عليهم ونسبقهم؛ نؤمن به حين كفروا فهذا غير مناسب لنا ولأعرافنا القبلية، فربما كان في زوال هؤلاء الناس المكذبين سبباً في قبول الناس للدعوة وزوال المانع.زد على ذلك أنه ربما يقول قائل: أن موت هؤلاء عن طريق الخسف أو الزلزال أو إطباق الجبلين عليهم، سوف يكون قصة رائعة جداً، يتسامع بها الناس القريب والبعيد، وسيقول العرب: لولا أنه نبي لما حصل هذا، وأن الله تعالى قد نصره ممن ظلمه، فربما أسرع الناس إلى دين الله سبحانه وتعالى، يعني هذه هي النظرة البسيطة الساذجة، بادي الرأي كما يقال.لكن لو نظرت إلى رد النبي صلى الله عليه وسلم لوجدته يقول وهو في قمة الانفعال والحزن، بعدما أفاق صلى الله عليه وسلم، قال: ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئاً ) ... ، كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: حتى على فرض الإياس منهم، وأنهم لم يؤمنوا، عندي طمع وتطلع أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده ويوحده ولا يشرك به شيئاً. إذاً: النبي صلى الله عليه وسلم لم يرض ولم ير أن يقع مثل هذا الأمر، بل استأنى الله تعالى بهم، وطلب من الله تعالى أن يمهلهم وأن ينظرهم، وهذا يدل على فضل النبي عليه الصلاة والسلام؛ بالنظر إلى إخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فإن من الأنبياء من استعجل العذاب على قومه بعدما أيس منهم، كما قال نوح عليه السلام: ((رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا))[نوح:26]. وفيه إشارة إلى أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته قائمة على الرحمة، وبذلك رحم هؤلاء القوم أن يموتوا على الكفر، واستأنى بهم. وفيه أيضاً إشارة إلى الصبر الذي جبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى رغم هذه المرارات المتواصلة والأذى والحرب الذي ربما لو وقع جزء قليل منه لي أو لك لفقدنا سيطرتنا على أعصابنا وأنفسنا وخرجنا عن طورنا، وطلبنا أن تنهار الأمور كلها بعضها على بعض، وكثيراً ما تسمع أحدنا يقول: ليس بعد هذا من مزيد، خلاص هذا نهاية المطاف، هذا أقسى وأقصى ما يمكن أن يقع، بينما النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده هذه السكينة التي أنزلها الله تعالى في قلبه، وهذا الإيمان، وهذا الهدوء، وهذا الصبر، حتى في أحلك وأشد المواقف. التالي وقفة مع قول النبي عليه الصلاة والسلام: (أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده) يوم العقبة السابق قصة ذهاب النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطائف للدعوة يوم العقبة مواضيع ذات صلة بيان العلماء في شأن سوريا تراجع الفلسفة الليبرالية الأمريكية في إدارة الحياة كلمة أخير للشيخ سلمان عن ليبيا التوأمة بين القدس وغيرها من المدن تحديد مدة مزمنة لانتهاء عمل اللجنة المكلفة بمتابعة هذا الحدث