ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع المصطفى›ولا تفرقوا›تعرض العالم الإسلامي اليوم للظلم بسبب تفرق المسلمين تعرض العالم الإسلامي اليوم للظلم بسبب تفرق المسلمين الأحد 10 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 822 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ونحن نجد اليوم أن العالم الإسلامي هو أكثر بلاد العالم يتعرض للظلم والعسف؛ بسبب ربما التخلف، بسبب التمزق والشتات، بسبب أنه لا يزال يعيش في سبات، بينما الأمم الأخرى قطعت مراحل طويلة جداً؛ ولذلك أصبح العالم الإسلامي منهوب الثروات، مأخوذ الخيرات، مصادر الإرادة، وأصبحت القرارات العالمية -حتى القرارات المتعلقة بالعالم الإسلامي- لا تعبأ بالمسلمين، ونحن نجد مثلاً: أن الدول الكبرى تدري أن مصالحها في العالم الإسلامي، وليست في ما يسمى بإسرائيل، ومع ذلك هم يراعون خاطر وضمير الشعب اليهودي المحتل في فلسطين، ويصوتون له ويعلنون دعمه سراً وجهاراً، ويتنافس الرؤساء المنتخبون لإظهار مزيد من الدعم والتأييد، بينما العالم الإسلامي الذي فيه الخيرات، وفيه النفط، وفيه الإمكانيات المادية، وفيه الأعداد البشرية الهائلة -مليار ومائتا مليون إنسان- لا يجد مثل هذه الاهتمامات، ولا يجد نظرة ولا التفات، والسبب: هو أن العالم الإسلامي منشق منقسم على نفسه، فأنت تجد هذا الشتات.. ليس فقط من خلال مجموعة من الدول؛ لأنه ممكن يكون مجموعة من الدول؛ لكن يكون هناك علاقات جيدة، يكون هناك ترابط وثيق، يكون هناك مصالح مشتركة، وبرامج مشتركة، وتعاون يسمح لنا بأن ندخل منتدى العولمة، ندخل ميدان الحياة، ونحن أقوياء متآزرون، يد أحدنا بالآخر؛ لكن حتى فيما هو أبعد من قضية الدول، داخل الدول نفسها تجد الأقاليم المختلفة منشقة بعضها على بعض، داخل الإقليم الواحد تجد كل مدينة تحمل نوعاً من الكراهية للمدينة الأخرى، أو نوعاً من العصبية أو التنافس -أحياناً- الذي لا يكون شريفاً، بل داخل الأسرة الواحدة أو القبيلة الواحدة تجد ألواناً من الخلافات والصعوبات، حتى إني أعرف أحياناً هناك أناس حتى الصلاة لا يصلون في المسجد الذي يصلي فيه أولئك، أو صلاة العيد مثلاً، العيد يوم فرحة للمسلمين، ويفترض أن يكون فيه مظهر من مظاهر وتجليات الاجتماع والوحدة، تجد الإنسان لا يصلي العيد، يوم العيد يا أخي! يوم الفرحة، يوم السرور، أذق قلبك طعم الفرح بإخوانك المسلمين، طعم تحقيق معنى من معاني الأخوة، وحتى في غير العالم الإسلامي.لا يفوتني أن أقول: أن كثيراً من إخواننا المسلمين في العالم الغربي: في أوروبا.. في أمريكا، وهذا شيء أعلمه يقيناً، وأتألم له والله! أشد الألم، أنه أيام العيد.. أيام رمضان.. تجد الانشقاق الكبير جداً في البلد الواحد.. في المسجد الواحد؛ هذا صائم، وهذا مفطر؛ لأن هذا يصوم تبعاً لدولته، وهذا يصوم تبعاً للبلد الذي هو فيه، وهذا يصوم باعتبار إكمال الشهر، وهذا كذا.. يمكن ثلاث.. أربع.. مجموعات، فإذا جاء العيد كان منهم من هو صائم ليكمل رمضان، والآخر مفطر، يعني: هذا يتدين بوجوب الفطر؛ لأنه يوم عيد، وهذا يتدين بوجوب الصيام؛ لأنه آخر يوم من رمضان، بالله عليك يا أخي! إلى متى سنظل نحن نلوك ونلت ونعجن مثل هذه الخلافات، ولا نمل منها، ونضريها، ونشجعها، ونلتمس لها الأسباب والمسوغات والمبررات، حتى صدق علينا قول القائل: بحثت عن الأديان في الأرض كلها وزرت بلاد الله غرباً ومشرقا فلم أر كالإسلام أدعى لألفة ولا مثل أهليه أشد تفرقا وحق علينا قول الآخر: وتفرقوا شيعاً فكل قبيلة فيها أمير المؤمنين ومنبر وقول الثالث: مما يزهدني في أرض أندلس ألقاب معتصم فيها ومعتضد ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد لن يكون للمسلمين حضور ولا قوة، ما لم يتربوا.. نعم أنا أؤمن بأن عوامل الاختلاف موجودة، ولا سبيل إلى تجاهلها، التعصب القبلي مثلاً، ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن.. )، وأنا أعلم الآن في كثير من المتدينين المحافظين، ربما يكونون أخياراً، ومع ذلك ينطلقون أحياناً من منطلقات عصبية قبلية، فإذا كان في عمل أو مسئولية ربما قرب ليس الأكفاء وإنما الذين ربما عندهم كفاءة؛ لكنهم أيضاً أقارب أو بنو عم أو بنو خال، وهكذا في أحاديثنا الخاصة ومجالسنا، وربما نتحدث علانية أو على المنبر، عن رفض العصبية القبلية، لكن إذا خلا بعضنا إلى بعض، وكنا من نفس المجموعة ونفس الطائفة، ربما تجرأنا على أن نتحدث عن الآخرين بأنهم هم ونحن، هذه مشكلة كبيرة جداً.إذا كانت هذه المعاني تظل تسيطر على تصرفاتنا.. على دوافعنا.. على أعمالنا، حتى في الأعمال الخيرية، في الفئات التي تدعو إلى الله سبحانه وتعالى، وتربي الشباب على الخير، وعلى الإيمان، وعلى الوحدة، ربما يكون هناك نوع من غرس الانشقاق من خلال تعميق الانتماء لهذه المجموعة أو تلك، أو هذا الشيخ أو ذاك، أو هذا المذهب أو ذاك، بينما نجد أن الأئمة والعلماء السابقين -حتى الأئمة الأربعة مثلاً أو غيرهم- كانوا على قدر كبير جداً من الوئام والانسجام واللحمة والمحبة، وإن اختلفوا فيما بينهم في مسائل، حتى الشافعي رحمه الله لما قال لـيونس الصدفي، وقد ناقشه وجادله يوماً من الأيام في مسألة، فلما قاموا من المجلس قال: [ لم أر أعقل من الإمام الشافعي! أخذ بيدي وضمها إليه، وقال لي: يا أبا علي! ألا يصح أن نكون إخوة وإن لم نتفق في كل مسألة؟ ]، متى نفقه قول هذا الإمام العلم، البحر، الحكيم، متى نستطيع أن ننظر أكثر إلى جوانب الاتفاق والوحدة؛ وحدتنا بالقرآن، بالإسلام، بالإيمان، باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، بأركان الإسلام التي اجتمعنا عليها، بالأمور العملية، بالأصول العامة، التي ندين الله تبارك وتعالى بها، متى نركز على هذه المعاني، ونخفف التركيز والنظر على جوانب التفرق والاختلاف، ونأخذها بحجمها الطبيعي، إنني أؤمن بأن الإنسان إذا كبر بعض الأشياء حجبت عنه الرؤية، فلو أن -مثلاً- إنساناً أتى بهذا الكأس ووضعه أمام عينه لا شك أنه سوف يحجب عنه رؤية العالم الفسيح من حوله؛ لكن لو وضعه في مكانه سيراه بحجمه الطبيعي.ينبغي أن نتربى في محاضننا المنزلية، والدعوية، والعامة والخاصة، على تقدير معاني الترابط مع هذه الأمة والوحدة والانسجام، وأن نضع جوانب الاختلاف في حجمها الطبيعي، ولا نجعلها تتغلب على وحدتنا وأخوتنا.أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجمع شملنا على الحق والتقوى، ويلهمنا رشدنا، إنه جواد كريم. السابق واقع المسلمين اليوم تجاه الأخوة والجماعة مقارنة بغيرهم ولا تفرقوا مواضيع ذات صلة ارتباط النقد بالنقص البشري وضرورة الاتزان فيه ضرورة إحياء الحوار حول قضايا الأمة الكبيرة ربط الموضوعات الفرعية بإطارها العام في الحوار الحاجة إلى الهدوء وترك العاطفة والعصبية في النقد الدافع في التعليق على أسلوب الشيخ الغزالي في النقد