ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع المصطفى›العبد الرسول›عبودية النبي عليه الصلاة والسلام وعفويته وتواضعه عبودية النبي عليه الصلاة والسلام وعفويته وتواضعه الخميس 7 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 1051 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص فهذه النبوة.. هذه العبودية، حتى أيضاً في الحديث الصحيح عند أهل السنن وغيرهم من حديث أبي مسعود وسواه: ( لما جاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ارتبك، وارتعد، وخاف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هون عليك )، لا تخف، ولا تقلق، ( إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بـمكة )، عبدٌ رسول صلى الله عليه وآله وسلم، فهنا تلاحظ يعني: ما من نبي علم الناس مثل هذه المعاني إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته، وإلا فإن العاديين من الناس جميعاً، حتى من قد يكون مدير شركة أو مدير مدرسة أو مسئولاً أو عالماً أو داعية أو إنساناً له مقام أو قدر، تجد هذا الإنسان ربما يسعى في كثير من الحالات إلى أن يحيط نفسه بنوع من الهالة والأبهة، والتفخيم والمجد، في تواصل الناس معه، في دخولهم عليه، في تخاطبهم، في علاقتهم. حتى إنني أذكر شخصاً مرض ودخل المستشفى فجاءه رجل يعوده، وقال له: طهور إن شاء الله، فغضب الرجل المريض، وقال: طهور؟! هل أنا عصيت حتى يكون هذا تطهيراً لي؟! نعم، ( كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون )، والنبي صلى الله عليه وسلم لما زار رجلاً قال له: ( طهور إن شاء الله، فلم يقبل الرجل هذه الكلمة، وقال: بل حمى تفور، على شيخ كبير، تزيره القبور، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذاً )، يعني: الأمر كما تحب، إنسان قدم له دعوة وتفاؤلاً أن يكون ما أصابه تطهيراً وتكفيراً، ورفعة لدرجاته، وزلفى إلى الله سبحانه وتعالى فأبى ذلك وامتنع منه. فالكثيرون من أهل الدنيا يحبون المجد ويحبون الأبهة، والفخفخة، والصولجان، ويريدون أن يكون بينهم وبين الناس فواصل وعوازل، وحدود وسدود، وألا يتعدى أحد قدره معهم، ولم يكن كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه نبي أمي، رضي واختار أن يكون عبداً رسولاً، لا أن يكون ملكاً رسولاً، فكان يمشي مع الناس، ويخسف نعله ويرقع ثوبه، ويخرج إلى السوق، ويحمل متاعه على ظهره أو في يده، ويبيع ويشتري، وحتى في بيته كان يكون كما تقول عائشة: ( في مهنة أهله، فإذا أذن المؤذن خرج صلى الله عليه وآله وسلم إلى الصلاة )، فهذه العفوية والتواضع والقرب، حتى إن الرجل يأتي إلى الصحابة رضي الله عنهم فلا يعرف أيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل ( لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وجاء هو وأبو بكر الصديق لم يكن الأنصار الذين استقبلوه -في بعض الروايات- يعرفون أيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر، الذين لم يروه من قبل، حتى إذا جاءت الشمس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصابته فقام أبو بكر عليه يظلله عرفوا أن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا أبو بكر ). وهكذا في الحج صلى الله عليه وسلم.. في زحمة الناس.. في المطاف.. في المسعى.. عند الجمرة.. عند المروة.. عند الصفا.. في تجمعات الناس.. في الدفع، الناس بزحمتهم وكثرتهم، مائة وأربعة عشر ألفاً إحصائية الحجاج؛ حجة الوداع، كلهم يذهبون مع النبي صلى الله عليه وسلم، ويردف خلفه مرة أسامة بن زيد، ومرة الفضل بن العباس، والناس يزحمونه، ويزحمون ناقته صلى الله عليه وسلم، ويطيفون به يسألونه عن أحكام الحج والحلال والحرام، ومن قدم ومن أخر، ومن.. إلى آأخرخره، والنبي صلى الله عليه وسلم في كل ذلك لا يحب أن يتميز عنهم بشيء، لا في خيمته، ولا في لباسه، ولا في شكله صلى الله عليه وسلم ولا في هيئته، حتى اللباس، اليوم أصبح الناس يتميزون، هذا لباس مثلاً خاص لهذه الفئة، وهذا ليس فيه حرج، حتى مثلاً الملابس التي يلبسها أحياناً ربما بعض الفقهاء أو العلماء في الأمصار؛ لكن ليست بلازمة أيضاً، وليست من باب السنة. ولو أن أهل العلم والفقه حاولوا أن يكونوا أقرب إلى الناس وأكثر تداخلاً معهم، وقرباً منهم وعفوية وتبسطاً، وتنازلوا عن قضية الرغبة مثلاً في المديح والرغبة في الثناء والرغبة في التبجيل، والرغبة في الخصوصية؛ لكانوا بذلك أكثر تأثيراً على الناس، وأكثر قرباً منهم، ولكانوا أيضاً أكثر اقتداءً وتأسياً واتباعاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي رضي واختار أن يكون عبداً رسولاً. رسول العلى لي في اتباعك وقفة أرجي بها خيراً لدى موقفي غدا لساني لم ينطق حراماً ولا أذى وشعري لم يضمن كلاماً مفندا ولم أتلون كالذين تلونوا وزاغوا وراغوا خسة وتصيدا وحسبي من الشعر الحلال قصائد نطقت بها تبقى إذا لفني الردى اللهم إنا نسألك أن ترزقنا اتباعه ظاهراً وباطناً، وأن توردنا حوضه، وتدخلنا في شفاعته، إنك جواد كريم. السابق وقفة مع كسوف الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم العبد الرسول مواضيع ذات صلة تعامله مع المنافقين والمشركين موقفه صلى الله عليه وسلم عندما ارتحله حسن أو حسين نموذج آخر في يسر النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة عتاب الله عز وجل لنبيه الكريم القدوة الشاملة لا توجد إلا في شخص النبي صلى الله عليه وسلم