ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع المصطفى›الرؤيا›مفاهيم خاطئة عند الناس في الرؤيا والواجب تجاه ذلك مفاهيم خاطئة عند الناس في الرؤيا والواجب تجاه ذلك الاثنين 11 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 1191 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص فكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول لـأبي بكر الصديق : ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً )، ثم يأبى أن يخبر أبا بكر أين أصاب وأين أخطأ، هذا فيه دليل على أن الرؤيا ليست من الأمور التي يجب أن يعرفها الناس، وأن يعرف أين الخطأ، وأين الصواب، وأن يكون هناك إلحاح وملاحقة لكل ما يراه الإنسان في نومه، ومتابعة وسؤال، ونوع من برمجة مثل هذه الأشياء وتوظيفها، وقد تتحول أحياناً إلى مكاسب مادية عن طريق التفسير بمقابل مادي، وليست المشكلة فقط في المقابل المادي بقدر ما إن المشكلة في تعلق الإنسان، وتسمح لي بعض أخواتي الكريمات أن أقول: أنه ربما المرأة أحياناً؛ لروحها العاطفية وتوهجها الانفعالي أكثر تعلقاً بالرؤيا، وأكثر سؤالاً عنها من الرجل أيضاً، وهذا أمر ملحوظ وملموس. ولذلك أقول: ينبغي أن نضع الرؤيا في نصابها، ممكن تكون الرؤيا مبشرة، تعطي الإنسان فرحة وفرصة وسعة في أمره، ممكن تعطيه وعداً، ممكن تعيطه تفاؤلاً، هذا جميل، ويحسن بالإنسان أيضاً إذا فسر أن يفسر بما يعطي للإنسان نوعاً من المتنفس والخير والبركة؛ ولهذا كان في كثير من الأحيان يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنه لما يسأل عن رؤيا يقول: خيراً رأيت )، أو: ( خيراً لنا وشراً لأعدائنا ). إذاً: مسألة التفاؤل جميلة وجيدة؛ لكن هذه غير أن نحول الرؤيا إلى برنامج، وإلى إلحاح شديد، وإفراط، وكثرة سؤال، حتى إن الإنسان يسأل عن الرؤيا أكثر مما يسأل عن أمور الشريعة التي تهمه، وأكثر مما يسأل عن مشكلاته، وأكثر مما يحاول الأسباب المادية والأسباب الطبيعية التي وضعها الله سبحانه وتعالى في الكون، وكأن الناس ينتظرون شيئاً غير مألوف، غير متوقع، كثير من الناس يبنون قرارات على أساس الرؤيا؛ مثلاً: فتاة تريد الزواج، وهذا خاطب، صلت ركعتين استخارة، بعد ذلك تنام وهي تنتظر الرؤيا؛ بل يصل الحال إلى حد الاحتيال، بعضهم يقول: إذا شربت ماءً مملحاً أو أكلت طعاماً مملحاً ونمت فإنك ترى، وهذه أشياء يراها الإنسان من تغير وتعكر المزاج، ولا تقدم ولا تؤخر، لا تدل على شيء، وبمجرد الإنسان ما يصلي ركعتين ويسأل الله تعالى أن يوفقه إن كان هذا الأمر خيراً أو يبعده عنه إن كان شراً، خلاص، انتهى دوره، سأل الله ودعا الله واستخار، وهذا هو المطلوب منه، وليس معناه: لا بد أن ترى رؤيا تدلك على أنه افعل أو لا تفعل. قرارات قد تكون متعلقة بالشركة.. بالأسرة.. بالمؤسسة.. بالعمل، بل أحياناً قرارات متعلقة بالأمة تكون مبنية على رؤيا يراها الإنسان، ثم يعول على هذه الرؤيا، ويبني عليها نتائج ضخمة وكبيرة، فضلاً عن بناء الأحكام الشرعية أيضاً: الحلال والحرام، والحق والباطل، والخطأ والصواب، أن يبنيه الإنسان على رؤيا. زد على ذلك بناء أحياناً مواقف؛ أنه يكره هذا الإنسان ويحب ذاك، ويعتقد هذا أقرب وذاك أبعد؛ بناءً على مجرد الرؤيا، والرؤيا -كما قلت- لا تدل على شيء؛ بل غالب ما تكون الرؤيا انعكاس لحال الإنسان، ولهذا ( النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الرؤيا ثلاثة أشياء: قد تكون من الله، وقد تكون من الشيطان، وقد تكون حديث نفس )، والذي أعلمه من خلال قراءتي ومتابعتي لهذا الباب، ومعرفتي بأحوال الناس في هذه النقطة: أن غالب ما يراه الناس هو من حديث النفس، يمكن 90% هو حديث نفس، يعني: خواطر وأفكار وأشياء تشغلك في اليقظة، فتتراءاها بالمنام، كما أن الإنسان أصلاً لما يكون مشغولاً بموضوع كلما جلس تحدث عنه، فهكذا في النوم يظل الإنسان يحدث نفسه بهذه الأشياء التي تشغله في اليقظة، وهذا حديث لا يدل على شيء، حديث سلبي، حديث محايد، لا يدل على خطأ ولا على صواب، ولا افعل ولا لا تفعل، ولا يمين ولا شمال، إنه مجرد انعكاس لشعورك أو حديث لنفسك أثناء ما أنت نائم، هذا هو الغالب؛ لكن الإنسان قد يرى هذه الرؤى مربوطة برموز ومربوطة بأشخاص ومربوطة بأشياء، ينبغي على الإنسان أن يعتدل في هذه الرؤيا، وألا يبالغ، ولا داعي أيضاً للسؤال؛ لأنه طالما أضعنا أوقاتنا، وأضعنا أوقات الآخرين الذين نطلب منهم أن يعبروا رؤانا، وقد تكون الرؤيا أحياناً -كما قال لي أحدهم- فيلم هندي؛ طويل وقصير، وسالفة، وقصة، وشيء من هذا القبيل، فقصة الرؤيا نفسها يحتاج إلى عشر دقائق.. ربع ساعة، وقد تكون النهاية من هذه الرؤيا لا تعني شيئاً، وإنما هي حديث نفس. الحمد لله عند الإنسان قرآن، وعنده حديث، وعنده إيمان بالله سبحانه وتعالى، وعنده عقل أيضاً يستخدمه، يفكر فيه، ويعرف أين الخطأ وأين الصواب، وماذا يفعل في هذه المواقف، وعنده استشارة إخوانه المؤمنين؛ من أهله.. من والديه.. من زملائه.. من الناصحين من الناس، في المواقف التي تلم به، في الحاجات التي يتطلبها أمره، وتبقى الرؤيا مبشرة إذا كانت من الله سبحانه وتعالى، وهذه واضحة، والله سبحانه وتعالى قال: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ))[يونس:62-64]، بعض المفسرين قال: من البشرى -وهذا صحيح- الرؤيا الصالحة، يعني: تبشر الإنسان بخير، وقد تكون تحذيراً للإنسان من شيء.. أو ما أشبه ذلك، فهذه تشكل نسبة من الرؤيا، وهي موجودة وواقعة، ولا ينبغي أن يكون هناك مجال للعبث والتلاعب، فإن الله سبحانه وتعالى ورد في كتابه ما يدل على أن الرؤيا فتوى: ((قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ))[يوسف:41]، إذاً: الرؤيا فتوى، وينبغي على الإنسان أن يتوقع فيها؛ فأولاً: لا يسأل، حتى الفتوى ليس معناها: أن الإنسان يسأل عن كل شيء، والمفتي أو المعبر عليه أيضاً أن يرفق بالآخرين، فلا يعبر له أشياء تخيفهم أو تزعجهم، وكم من إنسان مثلاً قضى حياته فترة طويلة وهو مهموم. أعرف ناساً كثيرين يتنظرون الموت أحياناً أو ينتظرون مصيبة أو نازلة، أو يعيشون هماً أو غماً؛ بل أعرف من أصبح يخاف على دينه أشد الخوف؛ لأنه رأى رؤيا وفسرت له بأنك سوف ينحرف سلوكك، وتبتعد عن دينك، وتضل عن سواء السبيل، فأصبح قلقاً مهموماً، ينتظر هذه الساعة، وهو يتساءل ويقول: كيف يحصل مثل هذا وأنا مؤمن وأنا.. وهو صدق هذه الرؤيا، لولا أن الله سبحانه وتعالى قيض له من يكشف عنه هذه الغمة، ويقول له: هذا تأويل خاطئ، ولا يمت إلى الحقيقة بنسب ولا بسبب.إذاً: قضية الرؤيا كما فسرها أبو بكر رضي الله عنه، وعلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي في أمور خاصة، وغالب ما يراه الإنسان من الرؤى الصحيحة -التي هي من الله- هي تتعلق بك وبشخصك، وبظروفك. بعض الإخوة يربطونها بأحوال الأمة ومستقبل وقضايا كبيرة، لا، ولو كانت رموزها كبيرة، إلا أن الغالب أن هذه الرؤيا تتعلق بك، وربما تتعلق بقضية صغيرة، ليست بالحجم الذي تتخيله وتتوقعه. أؤكد أن الكثيرين يعطون الرؤيا حجماً كبيراً في اعتقاد أنها رؤيا وليست حلماً من الشيطان، ثم في السؤال عنها، ثم في تفسيرها تفسيراً ضخماً بعيداً، يتجاوز الحدود الطبيعية التي تتعلق بها الرؤيا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان المرشد الأمين، حينما قال لـأبي بكر الصديق رضي الله عنه: ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً. يا رسول الله! والله لتخبرني أين أصبت وأين أخطأت، قال صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقسم ).صلى الله على نبينا محمد، ورضي الله عن الصديق وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين. السابق وقفات مع تفسير الصديق للرؤيا بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام الرؤيا مواضيع ذات صلة حكم الاشتغال بإيقاظ النائمين في سكن الطلاب عن إدراك تكبيرة الإحرام العلاقة بين حالة الإنسان النفسية ونوع الرؤى التي يراها في المنام حكم الشرب قائماً والنوم على البطن رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام توجيه بشأن ما يُرى في المنام مما يكره