ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع المصطفى›الروم أكثر الناس›وقفة مع حديث: (تقوم الساعة والروم أكثر الناس) وقفة مع حديث: (تقوم الساعة والروم أكثر الناس) الثلاثاء 12 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 5232 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم.اللهم لك الحمد، نحمدك ونثني عليك الخير كله ونشكرك، ونصلي ونسلم على خاتم رسلك، وأفضل أنبيائك، وخيرتك من خلقك، اللهم ارض عن أزواجه وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.في صحيح مسلم: أن المستورد بن شداد رضي الله عنه -وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- قال في مجلس كان فيه عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( تقوم الساعة والروم أكثر الناس. فقال له عمرو بن العاص رضي الله عنه: انظر ما تقول )؛ تأكد، هل سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ( قال له: ما أحدثك إلا ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: تقوم الساعة والروم أكثر الناس. قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: أما لئن قلت ذاك إن فيهم لأربع خصال: هم أحلم الناس عند فتنة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأرحمهم بمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك ). كلما قرأت هذا الحديث، وقرأت توصيف وتشخيص عمرو بن العاص رضي الله عنه لأخلاق وصفات الروم تملكني دهشة وعجب كبير؛ من دقة ورؤية عمرو بن العاص، وتخيلت مراكز الأبحاث والدراسات التي تقع اليوم غالباً في العالم الغربي، وتعنى بأحوال كثيرة جداً، منها: دراسة نفسيات الشعوب، والانطلاق منها في التعامل معها، فوجدت عمرو بن العاص رضي الله عنه قد أصاب كبد الحقيقة في هذه الأوصاف العامة الدقيقة لهذه الفئة؛ التي هي فئة الروم.وربما نعتبر امتداد الروم اليوم هو في العالم الغربي في أوروبا و أمريكا وغيرها، فتجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن الساعة تقوم والروم أكثر الناس. إذاً: هذا خبر نبوي وتأكيد صحيح، الكثرة هي ليست فقط كثرة عددية، وإنما الغالب أن الكثرة مربوطة بنوع من وجود نفوذ وقوة لهم، والعرب كثيراً ما تقول: "الكثرة تغلب الشجاعة"، نعم المسلمون يتميزون بالتضحية، والبسالة، والشجاعة؛ ولكن القوم الآخرون الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم يتميزون بالكثرة، وهذه الكثرة بقاؤها واستمرارها إلى قيام الساعة يومئ على أن يكون لهم قدر من السلطة، وقدر من النفوذ والاستقلال في مواقفهم وقراراتهم ودولهم ونظمهم، وهذا هو المشاهد اليوم.ثم إن عمرو بن العاص رضي الله عنه في إضاءته الدقيقة ربط هذه الظاهرة؛ التي هي ظاهرة بقاء الروم، وأنهم أكثر الناس إلى قيام الساعة، ربطها بأسباب، يعني: هذه الأمور القدرية التي تقع اليوم ليست أموراً اعتباطية، حاشا لله، وإنما القضاء والقدر يمضي وفق نواميس وسنن ركبها الله تبارك وتعالى في الكون؛ ولهذا مثلاً: العدل والإنصاف والصدق والعلم، هذه أشياء كبيرة مطلوبة، من تحلى بها ظفر، ومن تخلى عنها خسر، وقد تقع للمسلم فيكون له حظ وتوفيق، وقد يحرم منها المسلم فيحرم من الخير؛ ولهذا نقل ابن تيمية رحمه الله في كتابه: السياسة الشرعية عن جمع من أهل العلم أنهم يقولون: إن الله تعالى ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.إنني أعتقد أن المسلم تحق عليه السنة كما تحق على الأمم الأخرى، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ( إن الله عز وجل يقول: من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً )، فإنني أظن أن هذا الحديث شامل في معناه؛ يشمل أولاً: التقرب إلى الله تعالى بالطاعات والتوبة من الذنوب، فكل من تاب وأناب وعزم في قلبه عزيمة صادقة على أن يقلع عن ذنب أو معصية ارتكبها، سواء كانت معصية أخلاقية سلوكية أو مالية، أو قولية أو فعلية، خاصة أو عامة، قاصرة أو متعدية، واستجمع إرادته، وعلم أنه سوف يلاقي الله سبحانه وتعالى، فتاب وأناب وصدق، فإن الله تعالى يكون إليه أسرع بقبول التوبة.. وبإعانته على طريقه الجديد.. وبأنه سبحانه يبدل سيئاته حسنات.. ويوفقه بمن يساعده على هذا الطريق من أهل أو زوج أو صديق أو ما أشبه ذلك، هذا من عون الله تعالى للعبد؛ لكن أيضاً من تقرب إلى الله تعالى بمحاولة اكتساب عوامل القوة التي يفتقر إليها المسلمون: تحصيل التقنية.. تحصيل الصناعة.. تحصيل العلم.. تحصيل الوحدة.. تحصيل الإدارة والنجاح في السياسة.. إلى غير ذلك من المقاصد والمصالح التي بناءً عليها يوفق وينجح الإنسان في دنياه، فإن الإنسان إذا اجتهد في هذه الأمور ربما نقول: إن المسلم الصادق قد يحصل فيها في يوم ما لم يحصله غيره في شهر؛ بشرط أن يوجد عنده عزيمة وصدق وإرادة، وأن يسلك الطريق السليم الصحيح المؤدي إلى تحصيل هذه الأشياء، لا يكتفي بمجرد التمنيات والأحلام والظنون، أو أن ينتظر أن تأتيه هذه على طبق من ذهب دون جهد ولا عمل، كلا، فنحن نلاحظ عمرو بن العاص رضي الله عنه، وكيف يعقب على كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو يفسره بهذه الخصال الأربع، وخامستها الحسنة الجميلة التي بها أصبحوا أكثر الناس، وبها استحقوا هذا التمكين الذي كان لهم، ونطق به النبي صلى الله عليه وسلم، ونطقت به دلائل الواقع اليوم: ((وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ))[فصلت:46]. التالي شرح خصال الروم التي ذكرها عمرو بن العاص الروم أكثر الناس مواضيع ذات صلة الدروس والعبر من حديث خباب: ( ألا تدعوا لنا؟ ألا تستنصر لنا؟) فوائد حديث عائشة في ستر النبي صلى الله عليه وسلم لها وهي تنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد الجمع بين القول بعدم غزو مكة بعد الفتح وحديث ذي السويقتين المسائل الفقهية المتعلقة بحديث عمران وحديث جابر في كيفية صلاة المريض المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: (إلا أن يجعله على نفسه)