ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع المصطفى›أسرى بدر›تصويب رأي النبي صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر تصويب رأي النبي صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر الأربعاء 13 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 1174 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص نبقى هنا في سؤال: البعض يتساءلون ويقولون: لما نزل قول الله تعالى: ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ))[الأنفال:67]، هل هذا كان يعني أن رأي النبي صلى الله عليه وسلم و أبي بكر مرجوح، وأن رأي عمر كان هو الراجح؟ لا يظهر هذا؛ بل نصوص القرآن تدل على غير هذا، تدل على أن ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم كان صواباً، ولم يعاتبهم الله تعالى في شأنه قط، وإنما عاتبهم في شأن آخر، فقال لهم: ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى))[الأنفال:67]، يعني: عاتبهم على الأسر، بمعنى: أن الله تعالى كأنه يقول للمؤمنين: وقد لقيتم المشركين في ميدان المعركة، وشهروا سيوفهم في وجوهكم، لماذا تأسرونهم؟ لماذا لم تقتلوهم؟ وهذا شيء طبيعي جداً؛ ((فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ))[محمد:4]، ليس المعنى: لقيتموهم في الشارع، ولا في السوق، ولا في بيوتهم، وإنما لقيتموهم أين؟ في ميدان المعركة، وهم قد جاءوا واستعدوا وتهيأوا لقتالكم، فأي قانون في الدنيا أو نظام أو مبدأ أو دولة يمكن أن تقول: أن هؤلاء يواجهون بغير الحرب؟ قوم حاربوكم وقاتلوكم واستعدوا لقتالكم، لا بد أن يواجهوا بمثل ذلك: فما هو إلا الوحي أو حد مرهف تقيم ظباه أخدعي كل مائل فهذا دواء الداء من كل عاقل وهذا دواء الداء من كل جاهل إذاً: العاقل يواجه بالوحي، بالحجة، بالبرهان، والجاهل الذي يحارب ويقاتل ويشهر السلاح في وجه الإسلام لا بد أن يعامل بمثل ذلك، هذا هو المعنى تماماً، فالله سبحانه وتعالى يقول: ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ))[الأنفال:67]، يعني: عاتبهم على الأسر، لماذا تأسرونهم؟ لماذا لم تقاتلوهم كما يقاتلونكم؟ ولذلك في الآية الأخرى أيضاً يقول الله سبحانه وتعالى في سورة محمد: ((فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا))[محمد:4]، لقيتموهم أين؟ في ميدان المعركة، شاهري السيوف، مظهري السلاح، مستعدين، لابسي اللأمة، ((فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ))[محمد:4]، حرب بحرب، وضرب بضرب، وسيف بسيف، ومواجهة متكافئة، ((حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ))[محمد:4]، يعني: بالغتم في النكاية بهم وقتلهم، هنا: ((فَشُدُّوا الْوَثَاقَ))[محمد:4]، يعني: بالأسر، فالآية تدل على أن الأسر متى يكون؟ لا يكون في بداية الحرب طمعاً في المغنم وطمعاً في الفدية، وإنما يكون بعد الإثخان بهم، وهذا ما لم يقع في يوم بدر، فالله تعالى عاتبهم أنه ما كان لكم أن تأسروهم حتى تثخنوهم، فإذا أثخنتموهم فأسروهم، فإذا أصبحوا أسرى انتقلوا حينئذٍ من المقاتلين إلى أن يكونوا أسرى حرب؛ ولهذا قال: ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ))[الأنفال:67]، يعني: فإذا أثخن في الأرض كان له أسرى.طيب.. هؤلاء الأسرى ما حكمهم؟ ((فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ))[محمد:4]، بالقتل، هنا انتقلوا إلى المرحلة الأخرى؛ وهي: ((فَشُدُّوا الْوَثَاقَ))[محمد:4]، طيب.. شددنا الوثاق، صار هؤلاء أسرى حرب، بالمصطلحات المعروفة، هنا قال سبحانه: ((فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً))[محمد:4]، ولم يذكر الله سبحانه وتعالى هنا القتل، فذكر المن أو الفداء، وهذا هو الذي عمله النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قد يمن على بعضهم، كما منَّ على كثيرين، وقصة ثمامة بن أثال -في مسلم وغيره- هي مثال لذلك، ((فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً))[محمد:4]، يعني: أن يطلب منهم الفدية ويطلقوا مقابلها. وقد يكون النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من أئمة الإسلام يرى أن له أن يقتل الأسير لسبب معين، مثل ذلك الرجل أبو عزة الجمحي الذي خدع المسلمين مرة بعد أخرى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا أتركك تمسح عارضيك بـمكة وتقول: لقد خدعت محمداً مرة بعد مرة ). التالي الإسلام دين الرحمة والوسطية أسرى بدر السابق تغليب جانب الرحمة والهداية في أسارى بدر أسرى بدر مواضيع ذات صلة الحكمة من نزول النعاس أمنة على المؤمنين في غزوة بدر رغبة المسلمين في القافلة دون الحرب في غزوة بدر تضرع النبي في غزوة بدر قصة أسرى بدر تغليب جانب الرحمة والهداية في أسارى بدر