ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع المصطفى›أسرى بدر›وقفة مع استشارة النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه في أسارى بدر وقفة مع استشارة النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه في أسارى بدر الأربعاء 13 رمضان 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 1002 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم.السلام عليكم ورحمة الله.نحمد الله تعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ونصلي ونسلم على خاتم رسله، وأفضل أنبيائه، وخيرته من خلقه؛ محمد بن عبد الله، وآله وصحبه أجمعين.اليوم يوم بدر: ((يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ))[الأنفال:41]. إذا قامت الدنيا تعد مفاخراً فتاريخنا الوضاح من بدر ابتدا ويبقى صدى بدر يرن بأفقنا هتافاً على سمع الزمان مرددا بلاد أعزتها سيوف محمد فما عذرها إن لم تعز محمدا ولنا في هذا اليوم وقفة خاصة في الحديث الذي رواه مسلم وغيره -وهو في البخاري أيضاً- عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسر الأسرى استشار أصحابه في ذلك، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه.. )، وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أن يستشير أصحابه، لم يكن يستبد برأيه ولا يستأثره مع أن الوحي يأتيه بكرة وعشياً، ورأيه عقل وخبرته، إلا أنه كان يشاور أصحابه رضي الله عنهم، فكان أول من نطق وتكلم مقدمهم وإمامهم الصديق رضي الله عنه وأرضاه، فماذا قال؟ قال: ( يا رسول الله! بنو العم والعشيرة، ولا أرى أن نقتلهم؛ ولكن أرى أن نأخذ منهم الفداء، ولعل الله تعالى أن يهديهم ويمن عليهم بالإسلام )، هذا الموقف الصديقي الذي يمثل ويعبر عن رغبة في الهداية حتى لقوم واجهوا النبي صلى الله عليه وسلم بالسيوف المصلتة، وقتلوا من قتلوا من أصحابه، وأسروا ليس في الشارع، ولا في بيوتهم، وإنما أسروا في ساحة حرب ضروس بينهم وبين الإسلام بعدما اعتدوا على المسلمين، وطردوا النبي صلى الله عليه وسلم وطاردوه وحاربوه وقاتلوه حتى في المدينة التي هاجر إليها، ولقد لحظ أبو بكر رضي الله عنه جانب القرابة، فقال: (بنو العم والعشيرة)، واعتبر أن هذا الأمر مسوغ ومبرر لأخذ الفدية منهم، وألا يقتلوا. فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم الفاروق الذي كان الشيطان يفرق من ظله و( ما رآه سالكاً طريقاً إلا سلك طريقاً آخر )، فقال: ( والله يا رسول الله! لا أرى ما رأى أبو بكر )، هنا الوضوح في المواقف، هو يختلف عن رأي أبي بكر، فيقول: أنا يا رسول الله! لا أتفق مع الرأي الذي ذهب إليه أبو بكر رضي الله عنه، ( وإنما أرى أن هذا أول يوم أعز الله فيه الإسلام، وأن هؤلاء صناديد قريش وعتاتها، فأرى أن تمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه -أخوه- وأن تمكنني من فلان -ذكر نسيباً له- فأضرب عنقه )، وهكذا ذكر أن القريب يمكن من قريبه ليقتله، وكأن مراده رضي الله عنه أن يبين ويعلم الناس أنه ليس في قلوبنا مودة للذين كفروا، وإن كانوا أقرب الأقارب لنا.فهوي النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله أبو بكر، ولم يهو ما قاله عمر، وقال: ( أنتم ضعفاء فقراء فلا ينصرف أحد منهم إلا بفداء، فقدموا الفدية، ومنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وأطلقهم، ثم أنزل الله تعالى قوله: ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ))[الأنفال:67] ).وهنا وقفة مهمة جداً: أولاً: اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فهذا أبو بكر تذرع بالصداقة والقرابة والصلة والرحم في العفو عن هؤلاء القوم، وأخذ الفدية منهم، وعمر أخذ بمبدأ نقيض لمبدأ أبي بكر؛ وهو أنه اعتبر أن الصداقة والقرابة والرحم مسوغ للشدة على هؤلاء القوم وقتلهم، وحين أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر ولم يأخذ برأي عمر من المؤكد أن الموضوع انتهى عند هذا الحد، ولم ينقل لنا قط أن المسلمين انقسموا إلى مجموعات تصطف بعضها مع بعض، فهذه تؤيد رأي أبي بكر، وهذه تؤيد رأي عمر، وهذه في موقف ثالث، وهذه في أمر مريج، وهذه تعتزل.. وهذه.. وهذه، وإنما تبين أن الموضوع انتهى عند هذا الحد.إنها قضية من قضايا الحياة، يتم تدارسها والنظر فيها، ومن الطبيعي أن يختلف الناس في اجتهادهم حولها، ثم يتم اختيار قول من الأقوال من قبل الإمام أو الحاكم؛ وهو هنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهي الأمر عند هذا الحد؛ لأن المجتمع المسلم مجتمع بعيد عن الخصومات والمجادلات والصراعات الداخلية التي تنبعث من تعصب كل طرف لرأيه وإصراره عليه إلى النهاية.وأيضاً لم يكن بين أبي بكر وعمر بسبب اختلاف الرأي مشكلة، ولم ينقل أن أبا بكر استدعى عمر وجلس معه جلسة خاصة، وقال له: يا عمر! ما كنت أود أن تتكلم وقد قدمت رأيي؛ فكان عليك أن تصمت، ولا أن عمر اتصل بـأبي بكر أو خاطبه أو ساره وقال له: إن رأيك لم يكن جيداً وكان وكان وكان.. الكل يؤمن بأن المنطلق كان منطلق الإخلاص، والنية الصادقة، والرغبة في نصرة الدين؛ لكن أبو بكر رضي الله غلب جانب الهداية؛ وهو الجانب الذي يغلبه النبي نفسه صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك أخذ برأي أبي بكر، أما عمر فغلب جانب النكاية والانتقام من هؤلاء القوم، وإظهار عزة الدين، وأنه ليس في قلوبنا مودة للكافرين، فغلب هذا الجانب. إذاً: هذا مبدأ وموقف مهم جداً في معركة هي أول معارك الإسلام. التالي تغليب جانب الرحمة والهداية في أسارى بدر أسرى بدر مواضيع ذات صلة الحكمة من نزول النعاس أمنة على المؤمنين في غزوة بدر تغليب جانب الرحمة والهداية في أسارى بدر تصويب رأي النبي صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر قصة أسرى بدر رغبة المسلمين في القافلة دون الحرب في غزوة بدر