ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع الله›الظاهر والباطن›معاني اسم الله (الباطن) معاني اسم الله (الباطن) الثلاثاء 17 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 1067 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص والله تبارك وتعالى هو الباطن؛ الباطن عن إدراك الحواس؛ ((لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ))[الأنعام:103]، الباطن عن بلوغ الخيال، فمهما أطلق الإنسان لخياله العنان، ومهما تخيل وتصور، وخطر بباله من الصور والأخيلة عن الله عز وجل، فإن الله تعالى بخلاف ذلك؛ ولهذا قال العلماء: (كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك)، وهذه الكلمة في تقديري كلمة جميلة؛ لأنها تقطع كثيراً من الأوهام والوساوس التي تؤذي بعض الصالحين، وبعض الشباب، وتقلقهم، وتزعجهم، وربما حرمتهم لذة العبادة، بل لذة العيش، ولذة المنام، وأحدثت عندهم ألواناً من القلق والوسوسة والريب والشك، وحقيقتها: أن هذه الوساوس لو أدركها الإنسان وتفطن لها لعلم أنه لا قيمة لها لو أمكن الغفلة عنها وتجاوزها، فلو تصور الإنسان أن كل ما يخطر بباله من الأخيلة والصور والمعاني الرديئة والأوهام، أن هذه الأشياء لا يمكن أن تكون لله عز وجل؛ لأن الله تعالى لا تدركه الأوهام، ولا تصل إليه العقول، ولا يمكن أن تتصوره النفوس، فهذه الصور التي ترتسم في الذهن هي من وحي النفس، أو من وحي الشيطان؛ ولذلك لا عبرة بها، ولا قيمة لها، سواء حسنت أو قبحت، فإنها صور وأخيلة، لشيء آخر، ليس هو الله عز وجل، فإن الله تعالى مما لا يدركه الخيال ولا الحس، وهذا من معاني كونه الباطن سبحانه. ولذلك تلاحظ أن الله تعالى ظاهر بالعقل، ظاهر بالحجة، ظاهر أيضاً بالشرع، وما جاء في أسمائه وصفاته في القرآن الكريم، وحديث النبي المختار عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك فإنه باطن، لا تدركه الأبصار، ولا تجري عليه قوانين المادة، التي اعتاد الناس أن يتعاملوا معها، وأن يحتجوا بها، وأن يستحضروها ويتذكروها، كلما مر بهم أمر يتعلق بها.وهو أيضاً الباطن الذي يعلم كل شيء، فلا يخفى عليه شيء، مهما لطف وخفي ودق، فمع علوه سبحانه وفوقيته، وأنه على العرش فوق السموات، إلا أنه قريب من عباده، كما قال سبحانه: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ))[ق:16]، فذكر تعالى من لطفه وكونه الباطن أنه يعلم ما توسوس به نفس الإنسان، وربما انطلق الإنسان في وساوس وهواجس وخواطر، ربما حتى هو كان في غفلة عنها، ولم يتصورها أو يتخيلها أو يدرك أنه فيها، إنه في حالة سرحان، ومع ذلك الله تبارك وتعالى من فوق سبع سموات يعلم ما توسوس به النفس؛ ولهذا قال سبحانه: ((وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى))[طه:7]، فهو مع علوه إلا أنه محيط بخلقه، قريب منهم، عليم بهم؛ ولهذا جمع الله تبارك وتعالى بينهما أيضاً في سورة: ((طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))[طه:1-5]، فذكر علوه سبحانه وفوقيته، ثم قال: ((وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى))[طه:7-8]، فذكر علمه المحيط الشامل بكل دقيق وجليل، وذكر أنه له الوحدانية التامة، وله الأسماء الحسنى، والصفات العليا.ومن معاني الباطن أن الله تبارك وتعالى له كل شيء، فالله سبحانه وتعالى يملك كل شيء، فحيث ما يممت وجهك رأيت نعيماً وملكاً كبيراً، إنه لله تعالى الواحد القهار. التالي عظمة اسم الله (الظاهر والباطن) الظاهر والباطن السابق معاني اسم الله (الظاهر) الظاهر والباطن مواضيع ذات صلة معنى العبادة ما تضمنته الآية من إثبات النظر إلى الله عز وجل يوم القيامة من آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى صفة العين البلاغة في وصف الله بالأحد في الآية