ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع الله›الظاهر والباطن›معاني اسم الله (الظاهر) معاني اسم الله (الظاهر) الثلاثاء 17 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 1045 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، ((الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))[الحديد:3]، وصلوات الله وسلامه على نبيه ومصطفاه، ثم السلام عليكم ورحمة الله.الدعاء الذي تلوناه أمس كان النبي صلى الله عليه وسلم يبتهل ويتبتل به إلى ربه تبارك وتعالى، كما في صحيح مسلم : ( اللهم رب السموات ورب الأرض، رب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر )، فالله تعالى هو الأول والآخر، وهو أيضاً الظاهر والباطن. مع الله في السر مما خفي مع الله في الجهر مما ظهر مع الله في ترك ما قد نهى مع الله في طوع ما قد أمر مع الله في وعظ قلب طغى وإن له في الورى مزدجر الظاهر: هو العلي الأعلى سبحانه، الذي هو فوق كل شيء: عليٌ بذاته، عليٌ بصفاته، عليٌ بقهره وقدره وعظمته وسلطانه؛ ولهذا وصف الله تعالى نفسه في سبعة مواضع من كتاب الله تعالى أنه على العرش استوى: ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))[طه:5]، ((ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ))[الفرقان:59]، وقال سبحانه: ((أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ))[الملك:16]، ((وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ))[الزخرف:84]، وهو الذي قال عن نفسه: ((يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))[النحل:50]، يعني: الملائكة، فهم يخافون ربهم تبارك وتعالى من فوقهم، حتى شرع الله تعالى للعبد في سجوده أن يقول: سبحان ربي الأعلى، فإذا عفر الإنسان وجهه بالتراب، وجعل أعز ما فيه -حر جبينه- في الأرض؛ اعترافاً بعظمة الخالق المبدع الحكيم جل وتعالى، وتألهاً له وتعظيماً وعبودية، فإن الدعاء المشروع له حينئذٍ أن يقول: سبحان ربي الأعلى؛ إشارة إلى أن العبد وقد نزل وهبط إلى الأرض؛ تواضعاً لعظمة الجبار المتكبر جل وعز، فإنه يسبح الله تبارك وتعالى، ويثني عليه، وينزهه عن كل ألوان النقص والعيب، ويصفه بالعلو والمجد، كما قال سبحانه: ((يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ) [النحل:50].هو الظاهر: الذي ظهر للعقول وقهرها؛ بحججه وبراهين وجوده، وأدلة ربوبيته ومظاهر وحدانيته سبحانه: فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد ولله في كل تحريكة وفي كل تسكينة شاهد وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد الظاهر بمعنى: القوي الغالب المنتصر، الذي ينصر أولياءه، وينصر دينه، وينصر الحق مهما تطاول ليل الظلم والبغي والعدوان والانتقام؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ((فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ))[الصف:14]، وقال عز وجل: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ))[التوبة:33]. إذاً: الله تعالى هو الظاهر من الظهور، بمعنى: الغلبة، وبمعنى الانتصار، فدين الله تعالى ظاهر، والحق ظاهر؛ ظاهر بالقوة، ظاهر بالحجة، ظاهر بالبرهان، وهو أيضاً ظاهر بالقوة والقدرة وفق حكمة الله تبارك وتعالى وإرادته ومشيئته، كما قال سبحانه: ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ))[غافر:51]، ولا شك أن النصر ليست صورته الوحيدة هي الغلبة في المعركة، فإن الإنسان ربما انتصر في المعركة في ظاهر الأمر، ولكنه خذل وانهزم من حيث لم يكن يحتسب ولا يتوقع، وها نحن نرى على سبيل المثال: ما جرى لقوات التحالف -كما تسمى- في العراق ، كيف حصدت نتيجة المعركة خلال فترة وجيزة، فيما يظن الناس ويحسبون، وسط هتاف وتصفيق واستغراب عجيب، ولكن لم يمر إلا بضعة شهور حتى أصبح الناس كلهم يتساءلون ويتعجبون من هذا الانفتاح الهائل في المشكلات والصعوبات والمخاطر، حتى إننا نقرأ في هذا اليوم بالذات: أن مجموعة من الأطباء النفسيين أتوا إلى العراق لدراسة أحوال بعض الجنود، والتساؤل عن الأسباب وراء انتحار عدد منهم.إن النصر ليست صورته الوحيدة هو أن يحصد الإنسان انتصاراً سريعاً عاجلاً غير مدروس ولا مؤسس ولا مؤصل، فإن النصر له سنن ونواميس وقواميس واعتبارات كثيرة، وعلى الإنسان أن يدري أن الله تبارك وتعالى لا يخلف الميعاد؛ ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا))[غافر:51]، أحياناً أن يكون الأمر ظاهراً قوياً عزيزاً، ولو لم يكن هو المتغلب على كل الأشياء، ولا شك أننا نجد اليوم على رغم الهزيمة التي منيت بها الأمة الإسلامية في كثير من دولها وأوضاعها وأحوالها، وهي في تقديري ونظري هزيمة داخلية نفسية قبل أن تكون هزيمة خارجية، وربما الهزيمة الخارجية هي صدى للهزيمة النفسية، والإحباط الداخلي، ومع ذلك كله فإنك تجد لهذا الدين سطوعاً ولموعاً وانتشاراً وقوة وخلوداً، وتأثيراً إعلاماً، ومكاسب جديدة، وأنصاراً ومساحات، يأخذها يوماً بعد يوم، فالكل يدركون أن هذا الدين له بقاء وخلود وتأثير، من خلال ما يقرءونه أو يسمعونه في وسائل الإعلام، في نشرات الأخبار، في التقارير، في الإحصائيات، وفي غير ذلك من المؤشرات والدلالات. إذاً من معاني الظهور: القهر والغلبة لله تبارك وتعالى، ولدينه ولرسله وأوليائه. التالي معاني اسم الله (الباطن) الظاهر والباطن مواضيع ذات صلة صحة وصدق الإيمان بالله عز وجل والدار الآخرة الله الستيّر الأسماء الحسنى [2-2] العلم بأسماء الله اختلاق القصص والأحداث بحجة حمل الغافلين على توحيد الخالق