ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع الله›الأول والآخر›واجب العبد تجاه الوسوسة في أولية الله واجب العبد تجاه الوسوسة في أولية الله الاثنين 16 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 978 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إن ما ركب في الإنسان من نقص وعجز في النظر ربما يجعله أحياناً يقع في أشياء من الوسوسة؛ فيسأل.. ويسأل.. ويسأل: من خلق كذا.. من خلق كذا، حتى يسأل عن الله عز وجل؛ كما في حديث أبي هريرة في الصحيح وغيره، فليستعن الإنسان بربه وليستعذ به، وليقل كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم: ( آمنت بالله )، يذكر نفسه ويتذكر بأن الأمر متعلق بالإيمان بالله عز وجل، والتسليم المطلق له، والإيمان بنبوة الأنبياء وبرسالاتهم، وبما جاء عن الله عز وجل في كتابه، وعلى ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام، وأنه لا مدخل للعقل في ذلك بحال من الأحوال. وفي بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ سورة: ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ))[الإخلاص:1]، حيث فيها قوله عز وجل: ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ))[الإخلاص:3]؛ إشارة إلى أن الله تبارك وتعالى له من ألوان الكمال والجمال والصفات العليا ما لا يدركه عقل، ولا يحيط به حد، بخلاف ما للبشر، فإن البشر لهم بداية؛ تكون بالولادة، ولهم نهاية؛ تكون بالوفاة، فهم فروع وأصول، وآباء وأبناء، وهكذا ربما كثير من البشر بسذاجتهم وقلة إدراكهم وضعف عقولهم ربما يقيسون الأشياء كلها على ما يعرفون، حتى إنه لو أن إنساناً -مثلاً- سجن في غرفة، ولم ير من المخلوقات كلها إلا مخلوقاً صغيراً صغيراً جداً، كالفأر مثلاً، فكلما ذكر له مخلوق آخر وبولغ في وصفه، فإنه يحاول أن يقيسه إلى ما رآه وما شاهده، فهو إذا ذكر له الأسد أو ذكر له الفيل أو ذكر له النمر أو ذكر له الديناصور أو ذكرت له مخلوقات أو طيور أو تماسيح أو غيرها، قاسها إلى ما يعرفه، فهكذا العقل البشري يتكون ويتركب على مثل هذه المعاني، ويعتمد على بعض الخلفيات التي ألفها وعرفها، ولا يستطيع أن يدرك الأشياء الكلية المطلقة، ولله تعالى المثل الأعلى في السموات والأرض.فقال الله عز وجل: ((اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ))[الإخلاص:2-3]، ثم عقب بقوله سبحانه: ((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ))[الإخلاص:4]، فلا تضرب لله تعالى الأمثال: ((فَلا تَضْرِبُوا للهِ الأَمْثَالَ))[النحل:74]، وهكذا يجب على العبد أن يؤمن بالله تبارك وتعالى.وفي بعض الأحاديث قال صلى الله عليه وسلم: ( فليستعذ بالله ولينته )، يعني: أن ينهى نفسه عن مثل هذا الأمر، وألا يسترسل وراءه؛ فإنه لا طائل من مثل ذلك، فالله تبارك وتعالى لا تدركه الأوهام، ولا يشبه خلقه، ولا يخضع للقياس.وقصارى ما يملكه العقل البشري أن يؤمن بالله تبارك وتعالى، فإن العقل يملك ذلك ويستطيعه؛ بل العقل لا يملك إلا ذلك، ولو أكره العقل وقسر وأجبر على الكفر بالله عز وجل أو الجحود لكان يتهرب من مثل هذا المعنى، كانت الشيوعية تجعل الإلحاد مذهباً سياسياً، وتفرضه على الناس بقوة الحديد والنار، وكان الناس يهربون من ذلك، ويؤمنون بالله تبارك وتعالى سراً، حتى المؤمنون كانوا يعبدون الله تعالى في كهوفهم ومغاورهم التي يبنونها داخل بيوتهم، أو يصلون إليها في أقاصي الجبال، وكان غير المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى من المسيحيين وسواهم يفعلون مثل ذلك، وكان البشر الأحرار يفرون من هذا الجحيم، ويتجاوزون ذلك السور الحديدي الأحمر؛ ليعلنوا إيمانهم بالله عز وجل.إذاً: العقل لا يملك إلا أن يؤمن بالله تبارك وتعالى، وإلا أن يعظمه، وإلا أن يؤمن برسالاته، ويصدق ما جاء عن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، ثم أن يعبد الله تبارك وتعالى؛ لأن الله تعالى هو الحكيم الذي لا يدع خلقه دون أن يوجههم؛ لأن خلقهم لم يكن إلا لحكمة، وهذه الحكمة هي أن يعبدوه سبحانه، ولا يشركوا به شيئاً؛ ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))[الذاريات:56]، فالعقل يدرك ذلك كله، يدرك هذه المعاني، ولكنه لا يستطيع أن يحيط بالله تبارك وتعالى علماً، كما لا يستطيع أن يحيط بأسمائه ولا بصفاته. ولهذا كانت مهمة الأنبياء والمرسلين: التعريف برب العالمين جل وتعالى، وكانت مهمتهم عليهم الصلاة والسلام رسم صور العبادة التي يتعبد بها البشر لربهم؛ لئلا يكون ذلك مدخلاً إلى أن يجتهد الناس في ألوان من التعبد لله تعالى، مما لم يشرعه الله عز وجل ولم يأذن به. التالي إطلاق اسم (القديم) على الله تبارك وتعالى الأول والآخر السابق معنى اسم الله (الأول والآخر) الأول والآخر مواضيع ذات صلة وهم اليأس من الفوز بالجنة الحاجة إلى السكينة لدفع الوساوس طرق التخلص من الوساوس والشكوك في الصلاة الاتزان النفسي الوسواس في الأمور الغيبية وعلاجه