ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع الله›اللطيف›صور من لطف الله تعالى على الإنسان صور من لطف الله تعالى على الإنسان الأحد 15 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 3062 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص من لطفه سبحانه أن يخلق الجنين في بطن الأم، فلا يرفضه الرحم، مع أنه مادة أجنبية عنه؛ لكن الله تعالى يهيئ استقباله والتقبل له في هذه اللحظة. من لطفه سبحانه الذي خلق الجنين في هذه الظلمات الثلاث، وفي هذا الرحم أن يقوم بتغذيته عز وجل بوساطة الحبل السري. من لطفه إلهامه الجنين أن يلتقم الثدي بعدما يخرج إلى هذه الحياة الدنيا، وأن يصيح ويتألم كلما جاع أو احتاج إلى شيء أو أصابه شيء؛ ليكون ذلك سبباً إلى تغذيته، وإلى معالجته، وإلى تصحيحه.من لطفه: أن يعد الإنسان للتعلم، فيرزقه من القوى والقدرات ما يجعله خليقاً بالمعرفة؛ ولهذا لما خلق الله آدم، قالت الملائكة: ((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ))[البقرة:30]، ولما قال الله تعالى لهم: ((اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا))[البقرة:34]، بين الله سبحانه وتعالى فضل آدم عليهم: بأمرهم بالسجود له، وبين فضله أيضاً بأن الله تعالى علمه الأسماء كلها، وسأل الملائكة فقالوا: ((لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا))[البقرة:32]، ثم سأل آدم فأنبأهم بأسمائهم، وهنا قال ربنا جل وعز: ((أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ))[البقرة:33]، فجعل للإنسان المكرم المصطفى المختار القدرة على المعرفة، وهذا ورثه الناس عن أبيهم آدم، بحيث إن الإنسان عنده القدرة على معرفة الأشياء، على معرفة اللغات، على العقل، على التفكير، على الإدراك، وهذا من فضله جل وعز، ورزقه ولطفه، فهو أعد الإنسان للتعلم والتنقل من حال إلى حال، منذ أن كان صبياً صغيراً.. فشاباً.. فكهلاً.. فشيخاً، وهكذا يتنقل في المراحل والأعمار.من لطفه سبحانه: تزويد الإنسان بالأجهزة المتنوعة لقوام بدنه، واستمرار حياته، من الأعصاب والهضم والتناسل والتفكير، وغيرها، وتأهيله للاكتشاف، والاختراع، والإبداع، ومعرفة السنن والنواميس، وقراءة الكون من حوله، والاستفادة من ذلك فيما نرى بعض تجلياته ومظاهره، فيما وصل إليه الناس اليوم من ألوان التيسيرات والخدمات البشرية، التي سهلت الحياة البشرية في جوانب كثيرة، في العلاقات، في السفر، في الاتصالات، في المواصلات، في ألوان الحياة، وإن كانت في الجانب الآخر أضرت كثيراً بسبب سوء الاستخدام، وبسبب انفصال العلم عن اسم الله تبارك وتعالى، فأصبحت كثير من هذه العلوم قد توظف مثلاً في قتل الإنسان، أو في تدمير الإنسان، أو في التلاعب بالجينات البشرية، أو في ألوان من العبث بالحياة الإنسانية؛ لكن الله تعالى أقدر الإنسان من حيث الأصل على هذا الاختراع والاكتشاف، واستعمله وتعبده أن يجعله في طاعة الله، ووفق ما فيه مصلحة العباد في العاجل والآجل.ومن لطفه جل وعز: أنه نوع الأرزاق للناس في مآكلهم ومشاربهم ومشاهداتهم، تخيل كم في البر مثلاً من مخلوقات الله عز وجل، كم في الغابات من ألوان الأشجار والحيوانات، كم في البحر من ألوان الأسماك، التي لو رآها الإنسان لتعجب واندهش، ولم يملك إلا أن يسبح لله اللطيف الواحد القهار.من لطف الله عز وجل: تذليل الصعاب، وأن الأشياء الصعبة يذللها من مخلوقاته، حتى إنك تجد الطفل الصغير ربما يقود الجمل، وحتى السائس ربما يقود الأسد أو الفيل أو غيرها من الحيوانات المفترسة دون أن يضره ذلك، حتى إنك تجد البحار كيف ذللها الله سبحانه وتعالى، ولو رأيت البحر وهو يهدر، والأمواج وهي تتلاطم لشعرت بالخوف؛ لكن الله سبحانه وتعالى قهره بالنواميس والسنن التي أودعها فيه؛ ولهذا يقال: إنه في عام 1737م هاج البحر في ميناء اسمه باب جوك ، فكان من نتيجة هذا الهيجان الطوفان الفيضان الضخم أنه قتل ثلاثين ألف إنسان، ودمر حوالي عشرين ألف مركبة في لحظات قصيرة: يا بحر كم من شراع يا بحر كم من سفين أسلمتها للوداع على مدار السنين وشبت والدهر شاب وحنكتك الحياة والبحر باد الشباب والزهر يقفو خطاه فهذا من لطفه تعالى. من لطفه: أنه ضبط نظام الكون ونظام الحياة، فلو أن الشمس مثلاً أبعد مما هي عليه الآن بنصف المسافة لربما كان الناس متجمدين الآن، ولو أنها أقرب مما هي عليه الآن بنصف المسافة لربما كان الناس قد احترقوا وصاروا رماداً ورفاتاً رميماً منذ زمن بعيد، لو زاد الأكسجين مثلاً أو نقص، لو كان الليل أقصر أو النهار أقصر مما هو عليه الآن، لو كان ماء البحر حلواً -على سبيل المثال- لتعفنت المحيطات، وتعذرت الحياة على وجه الأرض، حتى الجوع، وحتى الألم، وحتى النسيان، هي من لطفه، من لطف اللطيف الخبير جل وتعالى، حتى الابتلاءات، إذا رزق الله تعالى العبد الصبر عليها والرضا والتقوى فإنها تكون خيراً؛ ولهذا ذكر الله تعالى لنا قصة يوسف عليه السلام، وما جرى له على أيدي إخوانه، ثم في الجب، ثم في قصر العزيز، وما آل إليه الأمر من الملك والقوة والتمكين والسلطان، وكان عليه السلام يقول في نهاية المطاف: ((إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ))[يوسف:100].فكثير من المصائب التي تقع على نطاق الفرد أو الجماعة أو الأمة، الناس يتذمرون بها؛ لأنهم ينظرون المشهد الأول منها، ولا يطيقون أن يمدوا أبصارهم إلى رؤية القصة كاملة، وإلى اكتمال المشاهد كلها، حتى يدركوا جانباً من عظمة اللطيف الخبير جل وعز.ومن لطفه سبحانه: أنه يسر الشريعة لعباده؛ ((وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ))[القمر:17]، فكان التيسير من أصول الشريعة وقواعدها، وإذا ضاق الأمر اتسع، ( وما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً )، فكل ما يخلقه الله تعالى فهو من اللطف الظاهر أو الخفي.حتى المصائب التي تنزل بهم، وحتى النكال الذي قد يصيب بعضهم: يا رب لا شكوى ولا من عتاب ألست أنت الصانع الجسم فمن يلوم الزارع التم من حوله الزرع فشاء الخراب لهذه والماء للثانية هيهات تشكو نفسي الراضية إني لأدري أن يوم الشتاء يلح في الغيب سينزع الأحزان من قلبي وينزع الداء فأرم الدواء وأقطف الأزهار في دربي ألم منها باقة ناضرة أرفعها للزوجة الصابرة وبينها ما بقي من قلبي وبينها ما ظل من قلبي الله تعالى لطيف بعباده، ولو تأمل العبد مظاهر اللطف في نفسه وما حوله لم يملك إلا التعبد والتسبيح للطيف الخبير، فعلى العبد كلما ضاقت عليه الأمور، وحزمته الصعاب، واشتدت من حوله، وادلهمت الظلمات، عليه أن يتذكر اللطيف الخبير، فيهتف باسمه: يا لطيف! الطف بي، ونجني مما أخاف. اللهم إنا نسألك بلطفك يا حي يا قيوم! أن تلطف بنا وبالمسلمين جميعاً، وأن تخرجنا وإياهم من ذل المعصية إلى عز الطاعة، وأن تجعلنا وإياهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وأن ترزقنا جميعاً العلم الصحيح بأسمائك وصفاتك، والتقرب إليك، تباركت وتعاليت، لا إله إلا أنت.اللهم صل وسلم على محمد وآله.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السابق معاني اسم الله (اللطيف) اللطيف مواضيع ذات صلة تكرار التذكير بالنعمة واستحضار صنع الله تعالى معنى قوله تعالى (فقدرنا فنعم القادرون) من ثمار تحقيق الرضا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً اليهود والتوحيد المجد الحقيقي هو لله تبارك وتعالى