ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع الله›اللطيف›معاني اسم الله (اللطيف) معاني اسم الله (اللطيف) الأحد 15 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 1770 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم.حمداً لك اللهم، وصلاة وسلاماً على عبدك ورسولك ومصطفاك محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. وسلام عليكم أيها الأحبة! ورحمة الله وبركاته.من أسماء ربنا تعالى: اللطيف، فيا ترى ما معنى اللطيف؟ اللطيف: هو الرفيق الذي يتلطف بعباده، ويرفق بهم، ويصبر عليهم، ولا يعاجلهم بالمؤاخذة على الذنب أو العقوبة على المعصية. من أسمائه اللطيف: الذي سخر الأبوين للأولاد، والذي سخر العباد بعضهم لبعض؛ بل سخر لهم الملائكة، حتى إنه ذكر تعالى أن: ((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا))[غافر:7]. من لطفه تعالى إيصاله العبد إلى ما يحب ويرضى سبحانه وتعالى، بلطف ورفق خفي، ربما لا يدركه العبد إلا بعد حين.من معاني اللطيف: البر، المتفضل، الذي يكرم ويهدي ويعطي؛ ولذلك تقول: جاء فلان بلطائف جيدة، يعني: هدايا جميلة حازت على إعجابنا، فالله تعالى لطيف بعباده فيما يعطيهم، كما هو لطيف بعباده فيما يمنعهم جل وعز؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ((اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ))[الشورى:19]؛ ولذلك فإن من لطفه سبحانه أن يعطي عباده إذا كان العطاء خيراً لهم، ويمنعهم إذا كان المنع خيراً لهم، وفق مقتضى حكمته ورحمته وعدله جل وتعالى. اللطيف: هو الخفي الذي لا تدركه الحواس، ولا تراه الأبصار؛ ولذلك قال عز وجل: ((لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))[الأنعام:103]، ومع ذلك فهو واضح في أدلة العقل والنقل؛ ولكن الأبصار لا تستطيع أن تدركه في هذه الحياة الدنيا؛ ولهذا لما قال موسى عليه السلام: (( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ))[الأعراف:143]، إذاً: (( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ))[الأنعام:103]، وإنما يراه المؤمنون يوم القيامة، وذلك فضلاً منه وتكرماً وجوداً، وكم هو شيء عظيم عظيم من كرم الله تعالى وجوده أن يمن على بعض عباده: أن يمنحهم القدرة على رؤيته عز وجل، فيرون الله تعالى، ويكون في ذلك من النعيم ما لا يخطر لك على بال، ولا يتصوره خيال، ولا يدركه وهم، فإن الله تعالى له من الجلال والجمال والكمال الشيء العظيم، ولو أن الإنسان رأى في الدنيا بعض مظاهر العظمة والخلق الإلهي في بعض جوانب الطبيعة أو الحياة أو المظاهر المألوفة المأنوسة القريبة؛ لكان الإنسان مدهوشاً، ربما غاب عما حوله لشدة الرؤية وجمالها، فكيف إذا رأى ونظر إلى هذا الإله العظيم، الذي هو كمال من كل وجه؛ فلذلك امتن الله تبارك وتعالى على عباده المؤمنين في الدار الآخرة برؤيته وحجب عنها المنافقون والكفار: ((كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ))[المطففين:15].وهو سبحانه اللطيف الذي لا تخفى عليه الأشياء ولا تغيب عنه، مهما تناهت في الدقة، ومهما بالغت في الصغر، إلا أن الله تعالى محيط بها؛ ولهذا كان من وصية لقمان لابنه: ((يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ))[لقمان:16]؛ ولهذا كان يقول القائل: يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل ويرى تحرك مخها في ساقها والمخ في تلك العروق النحل فتخيل عظمة الله تعالى ولطفه أنه لا تخفى عليه خافية، وأنه يدرك كل الأشياء سبحانه ويعلمها علماً تاماً، كما قال سبحانه: ((لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ))[الأنعام:103]، فلله تعالى العلم التام الشامل، المحيط بكل الأشياء، دقها وجلها، سرها وعلانيتها، يعلم السر وأخفى، في ليل أو نهار، أو بر أو بحر، أو فضاء أو أرض، أو دنيا أو آخرة، فهذا من معاني اللطيف: أنه يعلم الأشياء الدقيقة اللطيفة على حقيقتها. ولهذا أعطى الشيخ أحد تلاميذه النبلاء النجباء حمامة، وقال: اذهب واذبحها حيث لا يراك أحد، فذهب التلميذ الصغير، وكلما اختفى في مكان تذكر أن الله تعالى يراه، فرجع إلى شيخه، وقال له: لا مكان إلا والله تعالى يراني فيه، فهكذا خليق وحري بالإنسان أن يتذكر هذه الرقابة الإلهية، وهذا اللطف المحيط بكل شيء.اللطيف: هو العليم بدقائق المصالح وخفيها، فإنه يخلق هذه المصالح الدقيقة الخفية، وييسرها للعباد من حيث يعرفون ولا يعرفون، ومن حيث يحتسبون ولا يحتسبون. التالي صور من لطف الله تعالى على الإنسان اللطيف مواضيع ذات صلة إثبات القرب لله تعالى صفة الوجه فائدة اقتران اسم العليم بالخبير رزق الله تعالى لخلقه اختيار الله ما شاء من خلقه