ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع الله›الغفار الغفور›أثر الأعمال الصالحة في مغفرة الذنوب أثر الأعمال الصالحة في مغفرة الذنوب الأربعاء 11 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 985 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص وهكذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألواناً من الأعمال الصالحة التي تكفر السيئات، فإن الأمر كما قال ربنا سبحانه: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ))[هود:114]، فمن أسباب الحصول على مغفرة الله تبارك وتعالى العمل الصالح: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ))[هود:114]، والميزان -كما هو معروف- له كفتان؛ ولهذا: ( ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة البغي -الزانية- من بني إسرائيل، التي سقت كلباً يلهث، يلعق الثرى من شدة العطش، فقالت: بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي، ثم سقته فغفر الله لها وشكر الله لها، قالت الصحابة: يا رسول الله! وإن لنا في البهائم لأجراً؟ )، هذا كلب! قال: ( في كل كبد رطبة أجر )، فكيف بالإنسان؟ فإن الله تبارك وتعالى هو ذو الفضل الذي لا يضيع عليه شيء سبحانه.فلذلك كان الإحسان إلى الخلق والتفضل عليهم والجود والكرم من أسباب الوصول إلى مغفرة الله؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ((وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالمَسَاكِينَ وَالمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ))[النور:22]، فمن أحب أن يغفر الله له فليغفر للناس، وليسامحهم وليعفو عنهم وليصفح؛ بل وليتعد ذلك إلى الإحسان إليهم، كما قال سبحانه في صفة عباده المؤمنين: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ))[آل عمران:134]، وارتقى درجة ثالثة: ((وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ))[آل عمران:134]؛ ولذلك فإن مثل هذه الأعمال الصالحة من الإحسان إلى الخلق من البهائم والدواب والبشر وغيرهم، سواء كان ذلك بنفس أو أهل أو مال أو جاه أو دعوة أو إصلاح أو بر أو معروف، إنه مما يقرب إلى الله عز وجل.فلذلك علينا أن ننشر هذه الروح، التي توجد في قلوب بعض الخلق للمعدمين والأرامل، واليتامى والمساكين، والعمال والمسحوقين والضعفاء، وغيرهم، ولقد ( تجاوز الله تبارك وتعالى عن رجل مسرف؛ لأنه كان يبيع ويشتري فيقول لعماله: تجاوزوا عن الناس؛ لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا، فلما كان يوم القيامة سأله الله تعالى إن كان عنده من حسنة - وهو أعلم سبحانه- قال: كنت أنظر المعسر وأتجاوز عن الناس، فقال الله تعالى: أنا أحق منك بالتجاوز، فعفا الله تعالى عنه وغفر له )، فلنجعل إذاً التسامح صفة قائمة بيننا في علاقاتنا، ألا يستوعب الإنسان حقه: وسامح ولا تستوف حقك كله تواضع فلم يستوف قط كريم إن قدرة الإنسان على أن يتسامح مع الآخرين، طبعاً التسامح في الغالب مع من تعاملهم: التسامح بين الزوجين، التسامح بين الأب وابنه، التسامح بين الأستاذ وتلميذه، التسامح بين الرئيس والمرءوس، التسامح على كافة المستويات من شأنه أن يعيد العلاقة إلى دفئها، وأن يعيد أيضاً للإنسان شيئاً من الاعتبار والقيمة والأهمية، وأن يجعله أقرب إلى الفوز برضوان الله تبارك وتعالى ومغفرته، بدلاً من أن يكون كل إنسان يطالب بحقه كاملاً موفوراً غير منقوص، وربما لا يقوم بما عليه كاملاً، وهذا ما نجده في كثير من الناس اليوم.وهكذا: ( ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً عزل غصن شوك عن الطريق فغفر الله تعالى له )؛ أزال غصن شوك، لماذا لا نجعل من همنا وجهدنا أن نعزل الأشواك عن طريق الناس بدلاً من أن نغرس الأشواك في طريقهم؟ وأن نمهد سبيلهم إلى السعادة.. وإلى الرضا.. وإلى النعيم في هذه الدنيا، وأن نبذل جهدنا ونجعل هذا جزءاً من مهمتنا ورسالتنا؟ ولقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً: ( أنه يجاء يوم القيامة برجل عنده تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مد البصر، فيها من الذنوب والأخطاء ما الله به عليم، فتوضع في كفة، ويقال: لك شيء؟ قال: لا، والله، فيقال: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنك لا تظلم اليوم شيئاً، فيؤتى ببطاقة فيها: لا إله إلا الله، فتوضع فتثقل لا إله إلا الله، ولا يثقل مع اسم الله تبارك وتعالى شيء )، وهذا الحديث وإن تكلم بعض أهل العلم في سنده إلا أنه في الجملة من المعلوم أن التوحيد والإيمان بالله عز وجل هو أعظم الطاعات وأهمها ولبها، ولا شك أن العبد إذا أتى بالتوحيد صادقاً لله عز وجل، فإنه قد ملك شيئاً كثيراً، وأوتي فضلاً عظيماً، ويبقى ما وراء ذلك من الذنوب، إما أن يؤاخذ بها ثم يكون مصيره إلى الجنة، أو يتجاوز الله تبارك وتعالى عنه ويدخله الجنة ابتداءً.وقد يكفر الله تعالى عن هذا العبد أو عن غيره ذنوبه تلك بأشياء كثيرة؛ إما من أعمال صالحة كما ذكرنا، مثل: أن يكون صادقاً في إيمانه، صادقاً في توحيده، مخلصاً في قلبه، أو يكون ختم حياته في لحظاته الأخيرة بتوبة إلى الله عز وجل، وندم صادق على ما مضى منه، أو يكون ذلك أيضاً بسبب مصائب نزلت بالعبد، فمحا الله تعالى بها من ذنوبه، فإن المصائب قد تكفر كثيراً من السيئات، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنه لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله تعالى بها من خطاياه ).فاللهم إنا نسألك أن تغفر لنا، إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، اللهم اغفر لنا خطأنا وعمدنا، وهزلنا وجدنا، وكل ذلك عندنا.اللهم اغفر لنا سرنا وعلانيتنا، وظاهرنا وباطننا، وذنوبنا كلها، أولها وآخرها، ودقها وجلها، إنك أنت الغفور الرحيم.ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم اغفر لنا مغفرة من عندنك، وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.اللهم إنا نسألك أن تصلي وتسلم على حبيبك وخليلك وخيرتك من خلقك سيدنا محمد، وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السابق الحذر من اليأس من مغفرة الذنوب الغفار الغفور مواضيع ذات صلة أعظم آثر العبادات تزكية النفس السبب السادس: الثقة بوعد الله تعالى أثر استشعار المقاصد الشرعية على العبادات الزهد والورع والتقوى الإكثار من الحسنات