الرئيسة ›برامج›مع الله›الغفار الغفور›سعة مغفرة الله سبحانه وتعالى سعة مغفرة الله سبحانه وتعالى الأربعاء 11 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 701 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ثم السلام عليكم ورحمة الله.سبحان ربنا وبحمده تبارك وتعالى، ذو الفضل والمن، من أسمائه جل وتعالى: الغفار، الغفور، هو الغفور الرحيم، يغفر الذنوب جميعاً: توضأ القلب من ظني بأنك غفار وصلى وكانت قبلتي الأمل دع الهوى لذويه يهلكوا شغفا أو فاقتل النفس فيه مثل من قتلوا إليك شكاية ذنب مضى إليك حكاية إثم غبر إليك المناب إليك المتاب ومنك العتاب ولا معتذر أسير الخطايا رهين البلايا كثير الشكايا قليل الحيل يرجيك عفواً وأنت الذي تجود على من عصى أو غفل إلهي أثبني إلهي أجبني ووفق إلهي لخير العمل إن الله تبارك وتعالى ذكر في كتابه الكريم قول النصارى: ((إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ))[المائدة:73]، وأعقبه بقوله سبحانه: ((أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[المائدة:74]، وذكر جل وعز أصحاب الأخدود: ((الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ))[البروج:10]، أما لو تابوا إلى الله تعالى وأنابوا -كما دلت هذه الآية- لغفر الله تعالى لهم وتقبل منهم؛ ولذلك نادى الله تعالى على المشركين، وعلى المذنبين، وعلى الخطائين، وفتح لهم أبواب عفوه ومغفرته ورحمته جل وتعالى، وقال لهم: ((لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ))[الزمر:53]: لا تيأسوا، ((إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))[الزمر:53]، وتلاحظ هنا أن الله تعالى قال: ((يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا))[الزمر:53]، ولم يستثن منها شيئاً قط، حتى الشرك، حتى الكفر، نعم يغفره لمن تاب منه، وأقلع عنه، فهذه الآية فيمن ترك الذنب الذي كان عليه، بينما في آيات أخرى قرن الله تعالى المغفرة بمشيئته، كما في قوله سبحانه: ((إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ))[النساء:48]، فهذه في حق المؤمنين الذين آمنوا بالله تعالى والتزموا هديه؛ ولكن ندت منهم ذنوب وعيوب وخطايا وبلايا وأوزار، فإن الله تعالى أذن أن تكون هذه الذنوب مهما عظمت تحت مشيئته سبحانه؛ إن شاء غفر، وإن شاء عذب؛ ولذلك صح أن الله تبارك وتعالى ينادي في الثلث الأخير من الليل: ( هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه سؤله ). فتأمل أخي الحبيب! أختي الكريمة! هذا الكرم العظيم، وهذا الفضل الذي لا يحد، الله تعالى الغني يقول لعباده: من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ من يسألني فأجود عليه؟ إن هذا هو الكرم العظيم؛ ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا.. )، يعني: بملء الأرض خطايا، ( ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة )، ويقول سبحانه: ( يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي )، فالله تبارك وتعالى من أسمائه الغفور الرحيم، وإنما سمى نفسه سبحانه: الغفور؛ لأنه خلق عباداً علم أن من شأنهم أن يذنبوا، وأن يستغفروا؛ ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله تبارك وتعالى لهم )، نعم عند الله تعالى ملائكة، ((لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))[التحريم:6]، فهم يسبحون الله تبارك وتعالى لا يفترون، ما بين قائم وراكع وساجد، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، يسبحون الله تبارك وتعالى، ( والسماء -كما جاء في الصحيح- أطت، وحق لها أن تئط )، وهو الصوت؛ صوت الثقل، ( ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته لله تبارك وتعالى أو راكع أو قائم )، لكنه سبحانه أذن وأراد بحكمته أن يخلق خلقاً آخر من البشر، يهدى السبيل الأقوم فيستقيم، أو السبيل الآخر فينحرف؛ ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا))[الإنسان:3]، يختار هو بمحض إرادته طريق الخير، فيعبد الله تبارك وتعالى، ليس لمجرد جبلة جبل عليها لا مخلص له منها، وإنما باختياره وإرادته، يختار هذا السبيل، هذا الأمر الذي خلق الله تبارك وتعالى البشر بحكمته سبحانه؛ ولهذا قال: ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً))[هود:118]، ثم قال سبحانه: ((وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ))[هود:118-119]، فهذه الجبلة التي جبل الله وخلق الناس عليها؛ ولذلك أذن سبحانه أن يستغفر هؤلاء الناس، وشرع لهم ذلك، ووعدهم أن يغفر لهم إذا استغفروه؛ ( لغفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ). التالي الحذر من اليأس من مغفرة الذنوب الغفار الغفور مواضيع ذات صلة تعرف إلى الله الشهادة بوحدانية الله تعالى وعبادته وحده بما شرع معنى اسم الله (المتكبر) حكم كتابة عبارات وجمل فيها لفظ الجلالة في الحمامات تعلق سورة الإخلاص بذات الرب تبارك وتعالى