الرئيسة ›برامج›مع الله›نعم الله لا تعد ولا تحصى›بيان نعم الله على نبيه عليه الصلاة والسلام من خلال سورة الضحى بيان نعم الله على نبيه عليه الصلاة والسلام من خلال سورة الضحى الثلاثاء 10 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 5107 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ولهذا قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ((وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى))[الضحى:1-4]، أعطاك الله تعالى في الدنيا وأكثر، وما تركك ولا هجرك ولا قلاك، كما يقول عنك الخصوم والأعداء؛ بل هو قريب منك سبحانه وتعالى: ((وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى))[الضحى:5]، يعطيك من ألوان العطايا والنعم، والفضل والجود، والكرم والإحسان، وقد أعطاه الله تبارك وتعالى، أعطاه الذكر العظيم: فضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه كي يجله فذو العرش محمود وهذا محمد وأعطاه الله تبارك وتعالى الأتباع الصالحين من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، وأعطاه الله تعالى الأمة العظيمة، التي تظل قائمة إلى قيام الساعة، وأعطاه الله تعالى الوحي والقرآن، والذكر والحكمة، وأعطاه الله تعالى الخلق العظيم؛ ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))[القلم:4]، وأعطاه الله تعالى المنزلة الكبيرة العظيمة عنده، فهو أفضل الأنبياء، وأولهم دخولاً الجنة، وخاتمهم، وأعظمهم منزلة، وإمامهم، فله من المنزلة في الدنيا وفي الآخرة وعند الله تبارك وتعالى ما لا يبلغه غيره من الخلق قط.فهذا بعض عطاء الله تبارك وتعالى لعبد من عباده، سماه: عبداً: ((تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا))[الفرقان:1]، ((وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا))[البقرة:23]، فسماه: عبداً، وميزه بهذه النعم العظيمة.((وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى))[الضحى:5]، ثم قال سبحانه: ((أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى))[الضحى:6]، فكان في يتم عليه الصلاة والسلام؛ قد مات أبوه قبل ولادته، وماتت أمه في صباه، ثم آواه الله تبارك وتعالى، وتكفل برعايته وحفظه، وكلأه بعينه عز وجل، حتى وصل إلى ما وصل إليه، وحفظه سبحانه من كل ما كان عليه أهل الجاهلية.((أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى))[الضحى:6-7]، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدري ما الكتاب ولا الإيمان، حتى أنزل الله تعالى عليه هذا الوحي، وهذا القرآن، وهذا الروح من أمر الله عز وجل، فهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وبصر به من العمى، وأصبح أتباعه سادة الأمم، وقادة التاريخ، وبناة المجد والحضارة.((وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى))[الضحى:7-8]، فقد كان فقيراً عليه الصلاة والسلام، ( وقد مات صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً ودرعه مرهونة عند يهودي )، ولم يكن عنده مال؛ بل قال عليه الصلاة والسلام: ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث؛ ما تركناه صدقة )، وقد جاء الصحابة رضي الله عنهم إلى بيته.. إلى غرفه الخاصة، فوجدوا فراشاً بسيطاً، ووجدوا شيئاً قليلاً من الجلود والأهب معلقة، ليس في هذه البيوت ألوان من ألوان ما يتمتع به الناس اليوم، كانت في غاية التواضع والبساطة، ومع ذلك قال الله سبحانه: ((وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى))[الضحى:8]، فقد فتحت الدنيا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجاءته ألوانها وصنوفها، ولو أحب أن تأتيه الجبال ذهباً لدعا ربه فأعطاه ذلك، ولكنه صلى الله عليه وسلم رضي أن يكون عبداً رسولاً، فلما جاءت الدنيا وفتحت عليه بأموالها وإبلها وبقرها وغنمها وذهبها وفضتها وزعها على الناس وقسمها عليهم، ( حتى كان صلى الله عليه وسلم يصلي ثم ينفتل من صلاته مسرعاً ويقول: ذكرت شيئاً من تبر كان عندنا، فأمرت بلالاً رضي الله عنه فقسمه )، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يحب شيئاً من هذه الدنيا أو يتعلق به، مع أنه ما ترك شيئاً قط من أجل أنه من الطيبات، لا طعام ولا شراب ولا لباس ولا غيره، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الطيب؛ لكن هديه ألا يتكلف مفقوداً ولا يرد موجوداً، فكان يأكل من الطعام ما تيسر، ومن الشراب مثل ذلك، ويقعد على ما تيسر له من الفراش، وكان يحب أن ينفق ذلك في سبيل الله عز وجل، حتى إنه قال للناس: ( إنه لو كانت عنده مثل أحد من الذهب والفضة لقسمها بينهم، ثم لا يجدونه بخيلاً ولا كذاباً ولا جباناً )، بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وآله وسلم، فكان هذا من شكر نعمة ربه تبارك وتعالى: أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمر المحجب فكان يحمد ربه عز وجل بقلبه، حمد الشاكر المعترف بالنعمة، وأن الله تعالى خالقها ورازقها، وموليها ومسديها، وهي منه وإليه سبحانه وتعالى.ثم بلسانه، وقد تقرأ في هديه صلى الله عليه وسلم وسيرته من ألوان التبتل إلى الله عز وجل، والثناء عليه: ( اللهم لك الحمد، أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم حق، اللهم لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك )، في ألوان من التبتلات والابتهالات للرب العظيم الخلاق الرزاق تبارك وتعالى، ورثها عنه أصحابه والمؤمنون من بعده. وهكذا الأمر الثالث؛ وهو توظيف الجوارح والأعضاء في استخدام هذه النعم في طاعة الله تبارك وتعالى، فإنه عليه الصلاة والسلام كانت حياته كلها لله عز وجل، كما أمره ربه: ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ))[الأنعام:162-163]، فكان عليه الصلاة والسلام في قيامه وقعوده، ويقظته ومنامه، وحركته وسكنته، وإقامته وسفره، وغناه وفقره، وتقلب أحواله، كان هو مثال العبد المؤمن الشاكر لله عز وجل، فهذا من معاني قوله سبحانه: ((أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى))[الضحى:6-8].ثم قال سبحانه ليبين الحق المترتب على هذه النعم: ((فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ))[الضحى:9]، كنت يتيماً فهكذا ارحم الأيتام.. اعطف عليهم.. امسح على رءوسهم.. قبلهم.. أحبهم.. تلطف معهم.. احضنهم.. قدم لهم ما تستطيع من الخدمة.. كن خلفاً لآبائهم بعدما فقدوا آباءهم، وتذكر أنك كنت يتيماً فآواك الله عز وجل، فآوِ عباد الله من اليتامى.((وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ))[الضحى:10]، فإذا جاءك محتاج أو فقير أو سائل وعليه علامات الذل والفقر والمسكنة والحاجة فعلاً، وليس خداعاً أو تمثيلاً أو تكسراً، فلا تنهر ولا تغضب ولا تزجر، ولا تتكبر عليه، فإن وجدت شيئاً فأعطه وإلا فاصرفه بهدوء وسلام، وهكذا إن جاءك سائل يستفتي أو يسأل عن حكم الله عز وجل أو عن ما أشكل عليه، فلا تنهره ولا تقهره ولا تغضب عليه ولا تزجره، وإنما علمه كما علمك الله تعالى، ((وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى))[الضحى:7]، فهكذا من جاءك سائلاً فأعطه ولا تنهره.((وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ))[الضحى:11]، حدث بهذه النعم العظيمة، التي أكرمك بها ربك تبارك وتعالى، وتحدث عنها بلسان عربي مبين، اذكرها، ليس على سبيل التعاظم بهذه النعم؛ لأنها ليست لك ولا منك، وإنما هي محض فضل من ربك عز وجل، وإلا فإن العبد لا يستحق على ربه شيئاً أصلاً: ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع اللهم لا تعذبنا وأنت علينا قدير، وارحمنا إنك أنت الرحيم الخبير. التالي واجب العبد تجاه نعم الله عليه نعم الله لا تعد ولا تحصى السابق بيان كثرة نعم الله على الإنسان نعم الله لا تعد ولا تحصى مواضيع ذات صلة تذكير الله نبيه بألوان من عطاءاته السابقة عليه طلب الله من نبيه الشكر مقابل عطائه برعاية الفقراء والمساكين تطمين الله لرسوله بعدم تركه إشراقات في قوله تعالى: (والضحى، والليل إذا سجى) أمر الله لرسوله بشكر نعمه ببعض العمل