ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مع الله›الخالق›وقفة مع فكرة (المصادفة في الخلق) وقفة مع فكرة (المصادفة في الخلق) الاثنين 9 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 957 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص عندما يحاول الإنسان أن يطبق ما يسمى بفكرة المصادفة في الخلق، ماذا يستطيع؟ يقول العلماء والمختصون: إن الإنسان لو أراد أن ينظر إلى احتمال خلق مجرد جزيء صغير من جزيئات البروتين مصادفة لكان محتاجاً إلى ثلاثة بلايين سنة لمجرد حصول هذا الاحتمال، مجرد حصول احتمال خلق جزيء صغير من البروتين، فكيف بخلق الكون كله، إنه أمر لا يمكن أن يتخل عاقل إلا أن وراءه إرادة الله تبارك وتعالى، العليم الحكيم، هب أنك رأيت ورقة ملقاة، فحملتها فإذا فيها اسم معين: محمد أو عبد الله أو صالح، يقيناً ستدرك أن هذا الاسم كتبه أحد بإرادته وطوعه واختياره، فلو قال لك قائل: إن هذا الاسم لم يكتبه أحد، وإنما انكتب من قبل نفسه أو كتب بالصدفة؛ لكان هذا أمراً يدعو للسخرية والتعجب والرثاء؛ بل ولاتهمت هذا القائل في عقله، فإذا جاءك إنسان وكلمك أن صفحة كاملة من الورق، فيها من العبارات والألفاظ الأدبية أو الشعر المنظوم الجميل الموزون المقفى، وقال لك: إن هذه القصيدة الجميلة الرائعة المعبرة، إنه لم يكتبها كاتب، وليس وراءها شاعر، وإنما هي صنعت ذاتها؛ لكان هذا الأمر وراء العقل عندك، بل هو تحت العقل عندك، فكيف لو جاءك بموسوعة فيها عشرات المجلدات؛ بل مئات المجلدات، وآلاف الصفحات، وفيها صور ورسوم، وتعابير وتعاريف، ودقائق ومعلومات متطابقة تماماً مع الواقع، ومع ما يقوله العلم الحديث، هل يمكن أن يقول عاقل أو غير عاقل: إن هذه الموسوعة الضخمة لم يكن وراءها أحد؟ كلا؛ بل إن وراءها أجهزة ولجان وأعمال وتدقيق وتحقيق، وبحث وكتابة وطباعة وتجليد، ومجموعة من المراحل مرت بها، حتى وصلت إلى هذا المستوى، وهذه من البدهيات البسيطة؛ ولذلك كان الإلحاد في الغالب لدوافع نفسية أو ظروف شخصية أو أهداف سياسية، وكان مصيره إلى الرد والرفض، فإن الإنسان الملحد هو الإنسان اليائس، الذي أغلقت أمامه الأبواب والسدود، الذي لم يجد من يأخذ بيده، الذي عاش ظروفاً صعبة شديدة، انعكست على نفسيته؛ ولذلك فإن المؤمن يشعر بطمأنينة كبيرة وهو يتأمل في ملكوت الله تبارك وتعالى: قل للجنين يعيش معزولاً بلا راع ومرعى ما الذي يرعاكا قل للوليد بكى وأجهش بالبكا لدى الولادة ما الذي أبكاكا وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فاسأله من ذا بالسموم حشاكا واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاكا بل سائل اللبن المصفى كان بين دم وفرث ما الذي صفاكا وإذا رأيت البدر يسري ناشراً أنواره فاسأله من أسراكا واسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد شيء ما الذي أدناكا يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي بالله جل جلاله أغراكا إن التأمل في خلق الله تعالى عز وجل يقود إلى رسوخ الإيمان به سبحانه؛ ولهذا قال سبحانه: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))[آل عمران:190-191]، فالتأمل في ملكوت الله عز وجل يقود إلى الله تعالى، إلا من أبى، فتأمل وسبح وتعبد لمن خلقك وذرأك، وإليه المصير. التالي علاقة الخلق بالربوبية الخالق السابق عظمة خلق الله تبارك وتعالى الخالق مواضيع ذات صلة التعليق على تقرير أحمد الفهيد العالم ومشكلة الإرهاب طغيان العولمة الشيوعية بين الظهور والأفول لقاء بعض المشايخ بالشيخ العودة لمناقشة قضايا الإرهاب في فترة السجن