الرئيسة ›برامج›مع الله›مع الله›حاجة جميع الناس إلى ربهم سبحانه وتعالى حاجة جميع الناس إلى ربهم سبحانه وتعالى الاثنين 2 رمضان 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 572 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إننا نجد الكل من الناس، الناس كل الناس: أكابرهم، عظماءهم، تجارهم، ملوكهم، رؤساءهم، أباطرتهم، يضطرون ويعودون إلى الله تعالى في وقت من الأوقات، ربما بسيف الضرورة، فإذا ألمت بالواحد ملمة أو نزلت به نازلة، أو عاجله موت أو احتضار أو مرض مقعد أو هم أو أزمة أو مشكلة فإنه يفزع إلى الله تبارك وتعالى، ويصيح: يا الله، حتى أولئك الذين ربما مرت بهم لحظات تنكروا فيها لوجود الله عز وجل من الذين تأثروا بالمذاهب المادية كالشيوعية مثلاً، وربما قضى الواحد منهم زمناً طويلاً، وكتب وألف وحاضر وناظر جاحداً لوجود الله وتبارك وتعالى أصلاً، فما هو إلا أن يقع في المصيدة، ويشعر بالضعف البشري الإنساني إلا وتجده يصيح بوعي أو بغير وعي: يا ألله! فينساقون بسيف الضرورة. وها هو فرعون سيدهم الأول الذي تبجح وقال: ((أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى))[النازعات:24]، وقال: ((مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي))[القصص:38]، ثم قادته الضرورة آخر أمره وهو يغرق في قاع البحر: ((آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ))[يونس:90]، فآمن بالله عز وجل، ودعا الله تعالى وناداه وناجاه؛ ولكن كان هذا بعد فوات الأوان: ((آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ))[يونس:91-92]. وهكذا كل الأكابر الذين ابتعدوا عن الله عز وجل، أو تنكروا له، أو اغتروا بظاهر من الأمر من زخرف الحياة الدنيا: من سلطتها، من مالها، من بهرجها، من جمالها، من شهرتها، من زينتها، إنهم يعودون إلى الله عز وجل؛ لكن ربما بعد فوات الأوان، وبعدما واجهوا ما واجهوا، وانتقلوا من عالم الشهادة إلى عالم الغيب، ومن عالم الاختيار إلى عالم الاضطرار، فلم يعد ينفعهم إيمانهم، كما قال الله سبحانه وتعالى: ((فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا))[غافر:85]. وهكذا تجد حتى من ملوك الإسلام وأكابره وعظمائه.. أذكر مثلاً: عبد الملك بن مروان يذكر أنه لما حضرته الوفاة تلفت يميناً وشمالاً، وقال: ليتني كنت قبلما قد بدا لي في رءوس الجبال أرعى الوعولا كل عيش وإن تطاول دهراً صائر مرة إلى أن يزولا وقل لي بالله عليك أيها الأخ الحبيب! وأنت تستقبل هذه الأيام الطيبة واللحظات السعيدة والفرص الجميلة: كيف تتخيل نهاية أولئك الأكابر الذين نردد أسماءهم كثيراً؟! كيف تتخيل نهاية أمثال جنكيز خان مثلاً أو هولاكو أو هتلر أو ماركس أو لينين ، أو غيرهم من أباطرة الدنيا وسلاطينها، أو من أباطرة المال أو من المشاهير الذين لم يكن لله تعالى في وجودهم حظ بطاعته وعبادته فيما يختارون، وإن كانوا بقواهم القهرية، وبأجهزتهم الاضطرارية كانت هذه الأجهزة تسبح الله تبارك وتعالى؛ لكن فيما يختارون مما تنطق به ألسنتهم، أو تكتبه أقلامهم، أو تصدر به قراراتهم، أو يتحدثون به، أو يعملون، كانوا بعيدين عن هذه اللحظة التي صاروا إليها في نهاية المطاف. فلماذا لا يكون المؤمن مقبلاً على الله عز وجل بطوعه واختياره بدلاً من أن يكون مسوقاً إلى الله تعالى بسوط الضرورة؟!إن القرب من الله تبارك وتعالى لا يحرمك شيئاً من لذة الحياة الدنيا المباحة، ولا من متاعها الطيب؛ بل إنه ينمي هذه المتعة ويباركها ويزكيها؛ ولكنه في الوقت نفسه ينظمها، ويحمي الإنسان من المرتع الوبيء، والمستنقع الآسن، واللقمة المسمومة، وغير ذلك مما لا خير فيه للإنسان في دنياه ولا في أخراه. التالي روعة وجمال القرب من الله عز وجل مع الله السابق ضرورة التعرف إلى الله تبارك وتعالى مع الله مواضيع ذات صلة شمولية خلق الله تعالى لكل شيء أوجه مناسبة (الغفور الودود) لسياق السورة ومعناهما إقامة التوحيد قاعدة: (الإثبات المفصل والنفي المجمل) في أسماء الله وصفاته قدرة الله تعالى على إحياء الموتى