ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›السلام عليكم›السلام عليكم [8]›تحقيق السلام مع الغرائز البشرية تحقيق السلام مع الغرائز البشرية الثلاثاء 28 جمادى الآخرة 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 1067 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: جميل! لعلي أسجلها حتى لا ننساها، نتحدث أيضاً ما دمنا تكلمنا عن الغرائز يا شيخ! الطبائع أيضاً تختلف، طبيعة الإنسان تختلف، عند الإنسان طبائع مختلفة، كيف يمكن أن نحقق السلام مع الطبيعة الخاصة للإنسان؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، طبعاً لعل المقصود بالطبيعة هنا يعني التكوين الخاص عند الإنسان، كل إنسان له طبيعة معينة، أشرنا قبل قليل أن من الناس من يحب المال أكثر، ومنهم من يحب الجاه والشهرة، ومنهم من يحب اللذة والمتعة والشهوة، وهكذا طبائع الناس في الغضب والرضا، والشدة واللين، والقوة والضعف، تتفاوت تفاوتاً كبيراً، حتى إنك لا تجد اثنين يتطابقان تماماً.. المقدم: صحيح.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: في مثل هذه الأشياء، على الإنسان حينئذ أن يحقق سلاماً مع طبيعته فلا يتكلف مثلاً ما ليس من طبعه؛ أن يعرف الإنسان طبيعته، ولو نظرنا مثلاً إلى المواهب الموجودة عند الإنسان، قد تكون موهبة هذا الإنسان في الخطابة؛ فحينئذ عليه أن ينمي هذه الموهبة، وأن يتدرب على الخطابة بحيث يحقق من خلال هذه الموهبة واكتشافها مصلحة لنفسه ومصلحة لأمته. قد يكون شاعراً، وأذكر أنني قرأت أن شاعراً لم يكتشف نفسه إلا بعد الستين من عمره؛ لأنه لم يوفق بمربي أو أستاذ أو موجه، يعني ما بقي في العمر كما مضى كما يقال. المقدم: ... قصيدة يعني ...الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم بقي خير، ربما قصيدة تعدل عشرات القصائد.نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان من أكثر الناس سعة في طبيعته؛ لأن الله تعال جعله قدوة وأسوة: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا))[الأحزاب:21]، فكان النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس.. في طبيعته متوافقاً مع كل الناس، تأتيه القبائل والوفود، من الشرق والغرب والشمال والجنوب، ووسط الجزيرة، ومن العرب ومن العجم، وكل القبائل، وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم بما آتاه الله من حسن الطبع ما يتوافق به مع كل هؤلاء، يعرف طبائعهم، ويعرف عاداتهم، بل يعرف لغاتهم أحياناً، ويتعامل معهم، حتى لما جاءه وفد عبد القيس وحدثهم عن بعض العادات الموجودة في منطقتهم منطقة الأحساء ، وسألوه عن أشياء: الحنتم، والنقير، والمزفت، والمقير.. وأشياء كانوا يشربونها ويشربون بها، ولما جاءه أهل نجران ، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عنده من التوافق مع طبائع الناس الشيء الكبير، وعنده أيضاً من المرونة، الآن ربما في حياتك العملية لما تلتقي بالناس تجد هذا الإنسان ذوقه في الطعام كذا، وهذا لا يأكل اللحم الفلاني، وهذا لا يأكل الطعام الفلاني، تجد الكثير من الناس، كذلك في لباسهم، النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده نوع من السعة والمرونة في طبيعته؛ ولهذا مثلاً لما جاءوه بالسمك، قصة: أبي عبيدة رضي الله عنه في غزوة (جاءوا فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالسمك، فلما سألوه عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: هل معكم منه شيء؟ قالوا: نعم، فأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأكل منه ). المقدم: الحوت يعني العنبر.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الحوت، نعم. كذلك كان يحب الحلوى والعسل. اللباس، لبس كل أنواع اللباس، لبس جبة رومية، ولبس لباس العرب، ولبس العمامة، ولبس الحذاء، ولبس أشياء كثيرة جداً، وهذا كتب فيه العلماء، كما في كتاب: إمتاع الأسماع للمقريزي ، وكما في كتاب الكتاني وغيرها من الكتب التي عنيت بهذا الجانب في حياة النبي عليه الصلاة والسلام. التالي مجاهدة الإنسان نفسه للتخلص من الطبائع السيئة السلام عليكم [8] السابق الغرائز البشرية والتصريف الشرعي لها السلام عليكم [8] مواضيع ذات صلة حيلة تحميل الآخرين المسئولية مثل الإنسان الفعال وغير الفعال آلية توليد الأفكار أفكاري الضائعة السعادة الحقيقية