ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›السلام عليكم›السلام عليكم [7]›كيفية تعامل الإنسان مع نفسه كيفية تعامل الإنسان مع نفسه الأحد 19 جمادى الآخرة 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 974 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: أيضاً لا بد أيضاً للإنسان المقابل للشخص هذا أن يتعامل معه وفقاً لنفسه التي تمر به الآن، سواء كانت نفس لوامة، نفس مطمئنة، نفس أمارة بالسوء، هذا أمر مهم، كيف يتعامل الإنسان مع الشخص الآخر الذي يمر بمراحل النفس؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وكيف يتعامل مع نفسه أيضاً؟ المقدم: إيه نعم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يعني هذا السؤال الأول: كيف يتعامل الإنسان مع نفسه؟ من المهم أن يفقه ويفهم الإنسان نفسه وذاته، بحيث أنه كما أنك لو أردت أن تتعامل مع شخص يجب أن تعرفه جيداً، كذلك أنت تتعامل مع نفسك، الأشخاص الآخرون يذهبون ويجيئون، وربما تلتقي بالواحد منهم اليوم ولا تلقاه إلا بعد سنة أو عشر سنوات؛ لكن نفسك معك على طول الطريق؛ ولهذا يجب أن تفهم نفسك فهماً جيداً، وأن تدركها، مع أن كثيراً من الناس يقولون: إن الإنسان قد يعرف من الآخرين أكثر مما يعرف من نفسه، وذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله مثالاً لذلك: أن الإنسان قد يرى وجوه الآخرين، فلو أن فيهم شامة أو علامة فارقة -كما يقال- أدرك ذلك بشكل جيد، وقد لا يدرك ما يكون في بدنه، كما لو كانت في كتفه أو في موضع خفي عن عينه، فإنه لا يدرك هذا الأمر، فكما أنه يخفى على الإنسان من أمر بدنه أشياء لا تكون بمرآه، كذلك يخفى عليه من أمر نفسه أشياء كثيرة؛ ولهذا نقول: إن كثيراً من الناس قد تخفى عليهم دوافعهم، لا يعرفون حقيقة الدوافع التي تحملهم على شيء ما. ولعلي أذكر هنا القصة التي ذكرها الإمام أبو حامد الغزالي وغيره: أن رجلاً كان يعبد الله سبحانه وتعالى في صومعة، فجيء وقيل له: إن في مكان كذا وكذا شجرة تعبد من دون الله تعالى، فغضب وأخذ فأسه ليقطع هذه الشجرة، وفي الطريق لقيه رجل وقال: إلى أين؟ قال: إلى شجرة تعبد من دون الله، فنهاه عن ذلك، فهذان الرجلان تصارعا، فصرع الرجل العابد الرجل الآخر، وكان هو الشيطان، فقال له: دعني، فتركه، وقال: هل لك إلى ما هو خير من ذلك؟ قال: ماذا؟ قال: الشجرة تقطعها اليوم.. المقدم: ويخرج بدلها غداً.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ويخرج بدلها غداً غيرها، أو يعبد الناس سواها؛ لكن ارجع إلى صومعتك وسوف أعطيك في كل ليلة مائة دينار، فتتصدق، وتنفق في سبيل الله، وتطعم الفقراء والمساكين، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتحاول أن تنهى الناس عن هذه الشجرة وعن عبادتها، فالرجل وجد في ذلك شيئاً طيباً، ورجع إلى صومعته، ووجد مائة دينار في الليلة الأولى، في الليلة الثانية كانت خمسين، في الثالثة كانت خمساً وعشرين، في الرابعة كانت خمسة دنانير، فقال الرجل: غداً لن أظفر بشيء، فأخذ الفأس وذهب إلى هذه الشجرة مرة أخرى، فلقيه الشيطان في الطريق، فقال له: إلى أين؟ قال: إلى الشجرة، فتصارعا، فأخذه الشيطان حتى كان بين قدميه مثل العصفور الصغير، قال له: دعني، لم غلبتني؟ قال: في المرة الأولى كان دافعك الغضب لله عز وجل؛ ولهذا غلبتني بقوة هذا الدافع، بينما في المرة الثانية كان دافعك هو الغضب من عدم.. المقدم: نقص المال.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الوفاء بالوعد، ونقص المال؛ ولذلك غلبتك، فهنا طبعاً هذه قصة رمزية، قصة إسرائيلية؛ لكن مضمون القصة: هو أن الإنسان بحسب قوة الدافع الذي يدفعه إلى فعل الخير، قوة الإرادة في النفس المطمئنة يستطيع الإنسان أن يتجاوز كل العقبات والعوائق، وكلما ضعف الدافع كلما أصبح الإنسان ممكن أي عائق يعوقه عن العمل. المقدم: يوقفه، جميل، أيضاً بالحديث عن هذه الدوافع وبعد هذه القصة أستأذنك في إنهاء هذه الحلقة على أن نستكمل في حلقة قادمة بإذن الله تعالى.مشاهدي الكرام! نلقاكم في حلقة قادمة مع ضيفنا فضيلة الشيخ: سلمان بن فهد العودة ؛ المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، حتى ذلكم الحين نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السابق مقدار السلام مع النفس الأمارة بالسوء السلام عليكم [7] مواضيع ذات صلة التشجيع على الإبداع دفع الغضب عن الإنسان جوانب تعزيز الضمير الذاتي اجتماع النفوس الثلاث في الشخص الواحد أفكاري الضائعة