ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›السلام عليكم›السلام عليكم [7]›مقدار السلام مع النفس الأمارة بالسوء مقدار السلام مع النفس الأمارة بالسوء الأحد 19 جمادى الآخرة 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 1079 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: جميل. شيخ! الحقيقة نود أن نتحدث عن جزئيات السلام مع النفس، أنتم ذكرتم قبل قليل أن النفس المطمئنة هذه حققت السلام التام، النفس اللوامة هذه في صراع مع نفسها في تحقيق السلام، النفس الأمارة بالسوء ما مقدار السلام معها؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هذه تأمر صاحبها بالسوء، وهذا طبعاً تجده عند كثير من الناس الذين يلغون في المعاصي، بحيث يكون الإنسان مدمناً لمعصية معينة ومصراً عليها، سواء كانت من معاصي الشهوات: المخدرات، الزنا، العلاقات المحرمة بشكل عام، أو الأموال، أو الظلم، كل ألوان الذنوب والمعاصي والسوء؛ ولهذا قال: ((لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ))[يوسف:53]، فكل هذه الأشياء يعني كأن هذه النفس أصبح السوء جبلة غالبة عليها، وهذا قد يصل إلى درجة أن تكون نفساً كافرة لا تفرق بين حق وباطل، وهدى وضلال، ولا ترقب الله تعالى، ولا ترقبه في عباده، وقد يكون الأمر متعلقاً بمؤمن ومسلم؛ لكن غلبت عليه المعاصي؛ ولذلك ربما مثلاً يؤوب إلى الله تعالى في بعض المناسبات وربما يستغفر؛ ولهذا: ( لما سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عبد الله بن جدعان في الجاهلية، وهل ينفعه ما كان يعمل في الدنيا من الأعمال الصالحة؟ قال لها: لا يا عائشة ! إنه لم يقل يوماً من الدهر: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ). إذاً: المؤمن الذي يعرف ربه، ويشهد له بالوحدانية، ويشهد لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ويقوم ببعض الأعمال الصالحة بين الفينة والأخرى، ولا يرتكب الأمور التي يخرج بها من دائرة الإسلام، وإنما يقع في الذنوب والمعاصي، وربما يتوب مرة ويصر مرة أخرى، هذا الإنسان قد يكون ضمن أصحاب النفوس الأمارة بالسوء. المقدم: جميل، هل يمكن أن يحقق الإنسان صاحب النفس اللوامة مثلاً أن يحقق السلام أحياناً ولا يحققه أحياناً؟ مثل الأمارة بالسوء، ما دمنا نقول: إن أنواع النفس ممكن أن تمر على الشخص الواحد، تكون نفسه لوامة، وأمارة بالسوء، ونفس مطمئنة في فترات مختلفة، أيضاً مقدار تحقيق السلام مع النفس قد يختلف من فترة إلى فترة، قد يحقق السلام في جزء طويل من حياته لكن في جزء معين، ولا يحققه في جزء معين، التعامل مع هذه النفس أيضاً مهم يا شيخ.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أعتقد والله أعلم أن مستويات النفس لا يمكن أن تتناهى، يعني: النفس المطمئنة لها مستويات لا تتناهى، حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال له ربه: ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ))[الحجر:99]. إذاً: ظل النبي صلى الله عليه وسلم يرتقي في مدارج العبودية لله تبارك وتعالى حتى آخر لحظة في حياته عليه الصلاة والسلام، وكان يقول كما في الصحيح: ( إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة أو مائة مرة ). إذاً: النفس المطمئنة تترقى في المدارج، وكلما وصلت إلى مستوى لاح لها مستوىً أفضل وأعظم منه. وأيضاً النفس اللوامة مثل ذلك لها مستويات كبيرة، ولا يمكن ضبط حالة النفس، لا يمكن أن تستقر بحالة معينة في الغالب، وإنما يكون لها تقدم، ويكون لها تأخر، ويكون لها أحوال متعددة، وبكل حال فإن النفس المطمئنة هي أكمل النفوس. وأود أن أشير إلى نقطة مهمة؛ وهي: أن كثيراً من الناس قد يخلطون بين هذا المعنى، وبين نوع من المعاناة مع مرض معين يعني: الأمراض النفسية.. المقدم: يخلطون بين معنى..؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بين معنى طمأنينة النفس، وبين بعض الأمراض، قد يكون عند الإنسان مثلاً نوع من الاكتئاب؛ مرض نفسي، قد يكون بعض الناس عنده ليس بالضرورة مرض بقدر ما هناك ضعف نفسي أو مشكلة نفسية أو قلق أو توتر في النفس.. المقدم: انفصام مثلاً كما يقولون.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مثلاً، هذه الأمراض أحياناً تكون نوعاً من الابتلاء، لا يلزم أن تكون نتيجة ضعف إيمان، كما قد يتخيل البعض، ولا يلزم أن تكون نتيجة معصية وقع فيها الإنسان، كلا، بل قد يكون الإنسان عنده طمأنينة في نفسه، عند طمأنينة بإيمانه، عنده رضا بالله تبارك وتعالى، عنده تسليم، عنده رغبة فيما عند الله عز وجل، لديه من نوافل العبادات الشيء الكثير، ومع ذلك قد يعاني في جانب من نفسه كما يعاني في جانب من بدنه، مثلما إذا تخيلت إنساناً مريضاً.. المقدم: صالحاً تقياً ...الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مبتلى بنوع من الأمراض، وهو مع ذلك صالح تقي. المقدم: صحيح.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: فهذا المرض يكون رفعة لدرجاته، يكون تكفيراً لسيئاته، قربى إلى الله تبارك وتعالى، وقد يكون سبب المرض مثلاً جانباً وراثياً، وقد يكون معاناة عانها الإنسان في طفولته: سوء تربية، أو عدوان، أو اغتصاب، أو انفصال بين الأبوين، فهنا ينبغي أن يكون ثمة تفريقاً؛ لأن بعض المرضى النفسيين يضغط عليهم زيادة شعورهم أو توقعهم أو ظنهم بأن هذا المرض النفسي الذي يعانونه هو نتيجة ضعف إيمان، مع أننا نؤكد أنه في الجملة الإيمان من أقوى أسباب الطمأنينة والاستقرار النفسي؛ لكن كون عند الإنسان معاناة معينة هذا لا يلزم منه أن يكون بسبب ضعف إيمانه، أو بسبب وقوعه في معصية من المعاصي. التالي كيفية تعامل الإنسان مع نفسه السلام عليكم [7] السابق أقسام النفوس السلام عليكم [7] مواضيع ذات صلة السعادة غاية يقصدها كل البشر وجود الاستقرار النفسي والاجتماعي حرمان المجتمع للموهوب من التفكير ومنعه من هامش الحرية الذي يحتاجه التربية النفسية والوجدانية بعض العوامل المؤثرة في البرمجة الإيجابية