ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›السلام عليكم›السلام عليكم [6]›مسئولية الإنسان تجاه نفسه مسئولية الإنسان تجاه نفسه الثلاثاء 14 جمادى الآخرة 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 5183 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إذاً: الإنسان عليه مسئولية تجاه نفسه، أن يكون قادراً على تحقيق التوفيق والانسجام بين عقل الإنسان وما يؤمن به وما يقتنع به، وبين القلب وما يحبه القلب وما يهفو إليه، وبين قوى النفس أيضاً وما تتجه إليه الإرادة. وأيضاً قوى البدن، وهذا جانب مهم جداً أيضاً فيما يتعلق بالانسجام، ألا يكون الإنسان يمارس شيئاً يتناقض مع قناعاته، كأن يكون الإنسان مقتنعاً مثلاً أن الربا حرام، ثم يكون هو يأكل الربا، هذا يتبعه قدراً من عدم الانسجام وعدم التوافق، قدراً من التناقض والازدواجية في حقيقة النفس، وحينما تكون الفتاة مثلاً متدينة ومعتقدة بأنه يجب عليها أن تتحجب ومع ذلك ربما تكشف شعرها، ربما تكشف جزءاً من نحرها، ربما تتبرج في بعض ملابسها، تشعر بأنها تتناقض مع حقيقة الدين الذي تستشعره في قلبها، ومع الصورة الظاهرة التي تقدم لها. حينما يكون الإنسان يعمل عملاً، يعمل في مؤسسة معينة، إعلامية أو تعليمية، ويؤدي عملاً هو نقيض القناعة التي يؤمن بها في داخله، هنا يكون الإنسان مشتتاً، مثلما يقول الله سبحانه وتعالى: ((ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ))[الزمر:29]، يعني: لو فرضنا أن ثمة شخصاً مأموراً عنده مجموعة من الرؤساء ومجموعة من المدراء، هذا المدير يقول له: تعال الساعة ستة.. وهذا يقول: تعال الساعة الثامنة مثلاً، هذا المدير يقول له: اذهب، وهذا يقول له: تعال، هذا يقول: أحضر لي مثلاً شاياً، وذاك يقول: أحضر لي طعاماً، في نفس الوقت، هنا يكون الإنسان تتوجه إليه مجموعة من الأوامر المتناقضة في نفس الوقت، بما لا يستطيع معه أن يوفق بينها، خصوصاً إذا كانت هذه الأوامر ينقض بعضها بعضاً، يعني: لو كان مثلاً الإنسان، لو كان يقول رجل لبنته أو لزوجته: اخرجي إلى الشارع وأنت سافرة، بينما ضميرها وإيمانها يطلب منها أن تكون محجبة، أو قل: زوجها يطلب منها أن تكون محجبة، تكون أمام أمرين لا يمكن أن تنفذهما في الوقت ذاته، فلا بد أن تطيع أحد هذين؛ لكن إذا كان عند الإنسان قناعة ذاتية في داخله، في ضميره بأنه يجب أن يفعل ما هو الصحيح، وما هو الصواب، فهنا الإنسان يكون منسجماً مع نفسه، ومنسجماً حتى في أعماله وتصرفاته ومظاهره. المقدم: جميل! إذاً :كيف يمكن لنا أن نحقق السلام مع النفس؟ وبالذات أن ننطلق بتحقيق السلام مع الغرائز، أمر مهم، نستأذنك بأن يكون في حلقة قادمة بإذن الله تعالى.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إن شاء الله. المقدم: مشاهدي الكرام! كيف يمكن لنا أن نحقق السلام مع أنفسنا؟ وبالذات كيف يمكن لنا أن نحقق السلام مع الغرائز المختلفة ومع الطبيعة البشرية؟ هذه أمور سوف نتحدث عنها بإذن الله في حلقة قادمة.في ختام حلقتنا نتوجه بالشكر الجزيل لضيفنا: فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة ؛ المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، نلقاكم في الحلقة القادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السابق السلام مع النفس السلام عليكم [6] مواضيع ذات صلة نصيحة لمن قنط من الحياة ورغب في الموت الدفاع عن النفس وإلقاء اللائمة على الغير الفرح في حياة البشرية الأنا غريزة فطرية اليقين يقتل العجز