ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›السلام عليكم›السلام عليكم [3]›استشعار مظاهر الرحمة في السلام استشعار مظاهر الرحمة في السلام الاثنين 21 جمادى الأولى 1424هـ طباعة قراءة المادة كاملة د. سلمان العودة 2040 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: طيب. لكنا نحن ما دمنا تحدثنا في الحلقات الماضية مثلاً عن السلام، وقلنا: أنه ليس مجرد لفظ يتردد، لا بد للمسلم وهو يطلق هذا اللفظ أن يستشعر هذه المعاني. أيضاً: الرحمة عندما يطلقها داخل لفظ السلام لا بد أن يستشعر أيضاً مظاهر هذه الرحمة في الخلق، كيف يمكن للمسلم أن يستشعر مظاهر هذه الرحمة في الخلق وهو يردد هذه الكلمة؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: لعلك تعلم أن آدم عليه الصلاة والسلام أول ما خلق كما جاء في حديث: ( أنه لما وصلت الروح إلى خياشيمه عطس، فقال الله تعالى له: يرحمك الله يا آدم )، ومن هنا جاء ما يسمى بالتشميت أو التسميت؛ وهو أن تقول للعاطس: يرحمك الله، فهذا يسمونه تسميتاً أو يسمونه تشميتاً، العرب كانوا يعتقدون أن العطاس بكل حال نوع من المرض؛ ولهذا اختاروا له كلمة (عطاس)، مثل: كلمة (صداع)، (زكام)، فهم يعتبرونه مرضاً؛ ولهذا كان العرب يتشاءمون من العطاس.أما الإسلام فقد جاء ليغير هذا المفهوم، ويبين أن العطاس منه ما يكون رحمة، وهو أشبه بالزلزال العابر الذي يعيد صياغة الجسم؛ ولهذا يدعى للإنسان بالتسميت يعني: أن يعود بدنه بعد عطاسه إلى وضعه الطبيعي المعتاد، وكأن هذه أزمة عابرة أو شيء تخلص الإنسان منه، بخلاف العطاس الذي يكون بسبب الزكام مثلاً أو الإنفلونزا أو المرض أو غيرها، فالنبي صلى الله عليه وسلم شرع حينئذٍ إذا عطس الإنسان أن يحمد الله تعالى؛ فيقول: الحمد لله، ويقول من يسمعه: يرحمك الله، فيدعو له بالرحمة؛ ليكون هذا الأمر سبباً في الدعاء، تجاوز الأزمة. هذا يشير من طرف خفي إلى أن الإنسان ربما يمر بأزمات في حياته، ولا بد من ذلك، فهنا يستذكر الإنسان أن الرحمة هي سبب الخروج من هذه الأزمات، والقدرة على الخلاص منها. المقدم: جميل!الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: كما أن الأمة أيضاً تمر بأزمات في حياتها ومسيرتها وأوضاعها المختلفة، كما نجد اليوم الأزمات التي تعانيها الأمة الإسلامية في ظل ضعفها وشتاتها وتخلفها، وتسلط أعدائها عليها، وعدم قدرتها على العمل، وضياع هوية هذه الأمة، وعدم تحديد مسئولياتها، وعدم قدرتها على أن تشتغل وتعمل على إطار واحد كما هو واضح، فهذه أزمة أيضاً؛ لكن هذه الأزمة على عمقها ورسوخها ووجود جذور لها إلا أنه لا ينبغي افتراض أن هذه الأزمة أزمة مقيمة ثابتة، ينبغي استشعار أن رحمة الله عز وجل هي سبب من أسباب.. المقدم: زوال هذه المحن.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: زوال هذه المحنة، وزال هذه الأزمة.لعلنا نشير بهذا الصدد إلى معنى ليس ببعيد عن هذا الجانب؛ وهو أن الله سبحانه وتعالى وصف نبيه عليه الصلاة والسلام بالرحمة؛ فقال: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ))[آل عمران:159]، هنا نجد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يؤمن به أصحابه، وأنه رسول الله، وأن الوحي يأتيه، و جبريل ينزل عليه، وهو مبلغ عن ربه تبارك وتعالى، ومع ذلك يقول الله عز وجل: ((وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ))[آل عمران:159]، هذا يؤخذ منه فائدة: أن الناس يمكن أن يجتمعوا على الرحمة: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهمْ))[آل عمران:159]، على اللين؛ لكن لا يمكن بحال من الأحوال أن يجتمعوا على الغلظة والشدة.على سبيل المثال -وهذا واضح جداً- في مجال الحكم وفي مجال السلطة: نحن نجد كثيراً من الأنظمة قامت على العسف والتسلط، والبغي ومصادرة حقوق الناس، واستخدام وسائل التخويف والترويع والترهيب، بحيث تجد أن الناس إذا أراد الواحد منهم أن يتكلم بكلمة تلفت ذات وذات الشمال، وكما قال القائل: حتى صدى الهمسات غشاه الوهن لا تنطقوا إن الجدار له أذن وأصبح الرعب يسيطر على نفوس الكبار والصغار، حتى يتلقنه الأطفال وهم في بيوتهم أو في سيارات آبائهم، أنه لا تشر، ولا تتكلم، ولا ترفع رأسك، ولا تنظر.. تربى الناس على قدر كبير من الرعب والخوف، هذا يصنع عندهم رعب؛ لكن لا يصنع عندهم.. المقدم: رحمة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الرحمة، ولا يجمعهم، لا يجمع قلوبهم، تكون القلوب متناثرة، جمعتها القوة، جمعها الحديد والنار، فبمجرد ما تشعر هذه القلوب بأن القبضة تراخت، وأن الفرص بدأت تأتي، فإن هذه القلوب تظهر كما لو كان هذا قلب يذهب ذات اليمين وهذا ذات الشمال، وهذا هنا وهذا هناك؛ لأنها لم تجتمع على معنىً واحد، وإنما جمعتها ظروف خاصة، جمعها الضغط والإكراه والقسر، فبمجرد ما يزول تختلف هذه القلوب وتتشتت.ولذلك نقول: إن من أعظم الأسس التي يمكن أن تزول بها الأزمة التي تعيشها الأمة في أفرادها وأسرها ومجتمعاتها ومجموعها: هو أن يتحول الحكم في العالم الإسلامي إلى عدل.. وإلى رحمة، تجتمع بها قلوب الناس على المحبة والمودة فيما بينهم، وعلى تعميق وتحقيق الانتماء إلى هذه الأمة العظيمة. ، استشعار أهمية الرحمة في حياة الناس بناء الكون على أساس الرحمة السابق العلاقة بين رحمة الخالق ورحمة المخلوق السلام عليكم [3] مواضيع ذات صلة حكم رد السلام مصافحة الجالسين الهدف من مشروعية السلام علاقة دخول الرحمة في لفظ السلام صفة ابتداء المسلم بالسلام