ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›السلام عليكم›السلام عليكم [2]›الرحمة والبركة في السلام الرحمة والبركة في السلام الأربعاء 16 جمادى الأولى 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 1560 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: جميل! أيضاً ما دمنا نتحدث عن هذا الموضوع لعلنا نستكمل - إذا أذنتم لنا يا شيخ!- بعض ألفاظ السلام أو إكمال ألفاظ السلام، نحن أخذنا حول معنى: (السلام عليكم)؛ لكن بقي (ورحمة الله).الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: (وبركاته). نعم.أما الرحمة فهي صفة من صفات ربنا تبارك وتعالى، وفي كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم) ذكرنا الرحمن والرحيم، وهما اسمان له جل وتعالى، كلاهما مشتق من الرحمة، فلما تلاحظ أنه كلمة الرحمن الرحيم فيها اسمان لله عز وجل، الرحمن الرحيم، وكذلك السلام فيه: (ورحمة الله)، هذا فيه إشادة بصفة الرحمة، لاعتبارات كثيرة جداً، وعظيمة جداً، الناس أحوج ما يكونوا إلى تذكيرهم برحمة الله عز وجل؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله خلق مائة رحمة، وأنزل في الدنيا رحمة واحدة، فبها يتراحم الناس والبهائم والدواب؛ حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، وادخر تسعة وتسعين منها ليوم القيامة ). المقدم: الله أكبر!الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: فالله تعالى أرحم الراحمين، رحمته وسعت كل شيء: ((كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ))[الأنعام:54]، ((نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))[الحجر:49]، ((وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ))[البقرة:163]، البشرية بحاجة إلى أن يقال لها: إن ربها تبارك وتعالى رحمن، رحيم، غفور، لطيف؛ لأن كثيراً من الناس في تاريخ البشرية كلها قد يتصورون آلهتهم ومعبوداتهم من دون الله عز وجل يتصورونها وهي تلاحقهم أحياناً، وتصادرهم، وتقتص منهم، وتحجب عنهم العلم، وتحجب عنهم الخير، وتحجب عنهم الفضل والعطاء، وتعاقبهم.. فجميع الصور الوثنية في ثقافات الأمم كلها من اليونان وغيرهم تعطي مثل هذه المعاني. أيضاً: كثير من الناس يخطئون: ( يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ). أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الآخر: ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله تبارك وتعالى لهم ). إذاً: الناس بحاجة إلى تذكيرهم بشكل مستمر برحمة الله عز وجل، فيذكرون بها بكلمة: (بسم الله الرحمن الرحيم)، كما يذكرون بها بكلمة: (السلام عليكم ورحمة الله)، فأنت تدعو لأخيك المسلم بالرحمة. الرحمة صفة الله عز وجل ولهذا جاءت مفردة، بينما (بركاته) جاءت بصيغة الجمع؛ لأن هذه أفعال لله عز وجل، يبارك الله في مالك، يبارك في عمرك، يبارك في عملك، يبارك في صحتك وبدنك، يبارك في سمعك، في بصرك، في حاضرك، في مستقبلك، في ولدك، في زوجك، في عملك، في عقلك، فالبركات كثيرة، وطبعاً المقصود بالبركة: هو الشيء المستقر، الثابت؛ ولهذا الناس مثلاً إذا كثر الماء قالوا: هذه. المقدم: بِركة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بِركة. إذاً: هنا نلاحظ أن هذه الكلمات الثلاث: السلام، الرحمة، البركة، تجمع المعاني كلها. أما السلام فهو يعني حصول الإنسان على الخير، وسلامته من الشر، لما تسلم للإنسان تقول يعني سلامته من كل ما يخافه، من مصائب الدنيا ومصائب.. المقدم: الآخرة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة : مصائب الآخرة. لما تدعو له بالرحمة فأنت تدعو له بالخير في دنياه وآخرته. إذاً: سلم من الشر وحصل على الخير. تدعو له مرة ثالثة تقول: وبركاته، وكأنك تقول: ليكن هذا معك دائماً وأبداً، ليس في مرحلة من مراحل حياتك أو فترة من فترات عمرك، وإنما لك الخير والسلامة عاجلاً وآجلاً ليس في الدنيا فقط، بل الدنيا.. المقدم: حتى الآخرة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: والآخرة. ولاحظ كيف شرع الله تعالى لنا ذكر اسم الجلالة مع هذا الدعاء: السلام عليكم ورحمة الله، وبذلك تلاحظ أن هذه الكلمة أو هذه التحية التي يتعاطاها المسلمون فيما بينهم، وهي كلمة كما قلنا: مألوفة معهودة عند من يعقلون معناها ومن لا يعقلونه، لاحظ أنهم بمجرد ما يلقيها الإنسان المسلم على إخوانه يكون قد حصل على خير عظيم جداً، فضلاً عن هذه الدعوات الكثيرة، وردوا عليه بمثل ذلك، والملائكة تدعو لهم أيضاً؛ ولهذا ذكر الله تعالى في الجنة: ((وَالمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ))[الرعد:23-24]؛ لكن لاحظ كيف أنه بذلك تتحول المجالس العادية إلى مجالس ذكر لله عز وجل، ليس من الضروري أن يكون ذكر الله تعالى من خلال محاضرة تقام، أو كلمة وعظية أو إرشادية.. لا، هذا ممكن، ممكن في المسجد.. ممكن في المدرسة.. المقدم: يعني المقصود به: الحديث الذي هو: من جلس..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، ( من جلس مجلساً لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تعالى ترة، ومن اضطجع مضطجعاً لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تعالى ترة ). المقدم: يعني إذا قال: السلام عليكم حقق.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إذا قال: السلام عليكم.. أولاً: (السلام) من أسماء الله عز وجل. ثانياً: السلام دعاء لأخيك المسلم، والدعاء عبادة، ثم الرحمة من صفات الله تبارك وتعالى، وهي مضافة إلى لفظ الجلالة: (ورحمة الله)، فيكون ذكر الله عز وجل، ثم الدعاء بالبركات وهي أفعاله جل وتعالى، وكل ذلك دعاء لعباده، ثم مجمل هذا الدعاء وهذه التحية: هو ذكر مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل في القرآن الكريم: ((رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ))[هود:73]، فبذلك تجتمع كل هذه المعاني ويصبح المجلس مجلس ذكر بإذن الله عز وجل. المقدم: فضلاً على أنه (السلام عليكم) عشر (ورحمة الله) عشر (وبركاته) عشر، فهنا تحقق..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: تكون ثلاثين. المقدم: نعم، جميل. إذاً: هذا هو المعنى الذي أردنا أن نصل إليه، أو جزء الحقيقة مما أردنا أن نصل إليه، نستكمل بإذن الله في حلقات قادمة إذا أذنتم لنا يا شيخ.مشاهدي الكرام! سوف نستكمل بإذن الله تعالى ما تبقى لنا حول هذا الموضوع (السلام عليكم) في حلقة قادمة من هذا البرنامج، شكراً لطيب متابعتكم، نلقاكم في الحلقة القادمة بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله. السابق علاقة السلام بمتاعب الدنيا السلام عليكم [2] مواضيع ذات صلة توهم التعارض بين السلام على الغير ومحاولة إصلاحهم رد السلام على من سلم من غير المسلمين صفة ابتداء المسلم بالسلام ما ورد في أن السلام قبل الكلام وعند الانصراف السلام على غير المسلم ورده