ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›السلام عليكم›السلام عليكم [2]›علاقة السلام بمتاعب الدنيا علاقة السلام بمتاعب الدنيا الأربعاء 16 جمادى الأولى 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 1223 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: جميل! ائذن لي الحقيقة قبل أن أنتقل إلى بقية ألفاظ السلام، ما دمنا نتحدث عن: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، يعني: أريد أن أستفسر حول سر اختيار لفظة (السلام) بالذات، هل هناك سر في اختيار هذه اللفظة قبل أن نتكلم عن بقية الألفاظ؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، لعل ما أشرنا إلى طرف منه الآن يبين جانب من هذا المعنى، يعني: الله سبحانه وتعالى خلق الحياة، وخلق الإنسان، ومن سنته وحكمته التي لا يسأل عنها سبحانه؛ لأنه: ((لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ))[الأنبياء:23]، فنحن نؤمن بأنه ربنا العليم الحكيم الخبير الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم؛ لكن الدنيا هذه دار ابتلاء، ودار امتحان؛ ولهذا كما يقال: جبلت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار فمن سنة الله تعالى في الحياة أن فيها نوع من الكبد: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ))[البلد:4]. ((يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ))[الانشقاق:6]، لاحظ لفظ (الكدح)، (( إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ))[الانشقاق:6]، فيه معنى التعب، وفيه معنى العناء؛ ولهذا سبحان الله! الإنسان يبدأ حياته بالولادة، يعني: لو إنسان منا شاهد عملية الولادة، وعملية خروج الطفل للمرة الأولى من بطن أمه إلى هذه الحياة، وكيف يعاني هذا الإنسان، وتعاني الأم أيضاً، هذه حكمة المبدع الخالق الحكيم جل وتعالى، فهذا مؤذن بأن الحياة تتطلب قدراً من المجاهدة، وقدراً من الصبر، وقدراً من التحمل، وهذا لا أحد في الدنيا يسلم من ذلك؛ بل في حديث قدسي الله سبحانه وتعالى يقول: ( يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )، وهو حديث صحيح؛ لكن في حديث قدسي آخر ليس بصحيح في سنده، لكن معناه صحيح: أن الله سبحانه وتعالى يقول: ( إني والجن والإنس في نبأ عظيم؛ أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إليهم نازل وشرهم إلي صاعد )، فالله سبحانه وتعالى جعل البشر مفطورين على قدر من هذا النكد، وهذا الكبد، وهذه المشكلات التي تواجههم، فالإنسان من يوم يبدأ مرحلته الأولى وهو يبكي: لما تؤذن الدنيا به من صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولد وإلا فما يبكيه منها وإنها لأرحب مما كان فيه وأرغد هو خرج لعالم واسع من الرحم الضيق، ومع ذلك يبكي. طيب. وبعد ذلك أيضاً: لو تأملت المرحلة الأخيرة والنهائية في حياة الإنسان؛ رحلة الاحتضار، وجدت أن فيها من خروج الروح من الأعضاء والعروق والأطراف، وفيها معاناة ليست بالسهلة، (حتى كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يموت يمسح العرق عن وجهه، ويقول: الله أكبر، الله أكبر، إن للموت لسكرات ). إذاً: الحياة بين هذين القوسين، وفيها من المتع والمباهج واللذات والسرور شيء عظيم جداً، وأكثر الناس سعادة به هم الذين يعبدون الله تعالى حق عبادته، ويتوجهون إليه بالتعرف إليه في الرخاء فيعرفهم سبحانه وتعالى في الشدائد. إذا كانت الحياة مفروشة بمثل هذه الصعاب، والإنسان مطلوب منه أن يعمل على تجاوز هذه الصعوبات، وعلى استشعار معنى الأنس والمتعة واللذة في هذه الحياة: ((مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى))[طه:2-3]، فالحياة فيها سعادة مطلوبة؛ ولهذا يقول بعض العلماء، كما قال ابن تيمية رحمه الله: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة". يقصد القرب والرضا والأنس بالله سبحانه وتعالى. ويقول رحمه الله: "إنه لتمر بالقلب ساعات يرقص فيها طرباً، حتى إني لأقول: إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه فهم في عيش طيب". وقد يكون نقل هذا أيضاً عن بعض السلف، و ابن القيم كأنه ذكره عن شيخه.والله سبحانه وتعالى يقول: ((إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ))[الانفطار:13]، من معاني النعيم: النعيم في الدنيا؛ نعيم بهناءة العيش، وطيب البال، وسرور النفس والسعادة، وزوال الهم والغم والقلق، والحرقة والآلام والمعاناة.. المقدم: رغم ما يمر به من الأخطار.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: رغم ما يمر به، لماذا؟ هنا يأتي موضوع السلام.. المقدم: جميل! أنت أشرت في حلقة مضت الحقيقة إلى أبيات جميلة كانت ... حول هذا المعنى أيضاً، يعني: رغم ما يمر بالإنسان إلا أنه يستشعر أن هذه المصائب التي تمر به في ظل نعم كثيرة ربما تكون فيها منحة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: فالمقصود هنا أن اختيار السلام يبرز ضمن هذه البيداء، هذ الصحراء التي فيها جبال، وفيها صعاب، ووحوش ضواري، وفيها غابات، وفيها ليل وظلام.. إلى آخره، كل الناس يعانون، انظر إلى الأكابر، انظر إلى الرؤساء، كثير منهم ماذا يكون مصيرهم مثلاً؟ انظر إلى التجار والأثرياء، انظر إلى الأغنياء، انظر إلى الأقوياء، تجد أن كثيراً من الأشياء تفاجئ الإنسان فيحتاج الإنسان إذاً إلى قضية السلام التي تصبح مصاحبة له في قيامه وقعوده، ونومه ويقظته، ودخوله وخروجه، وظعنه وحله وترحاله، بحيث يكون هذا السلام هو العلاج والدواء الناجح لمواجهة الصعاب. التالي الرحمة والبركة في السلام السلام عليكم [2] السابق ضرورة سلام الحكومات مع شعوبها السلام عليكم [2] مواضيع ذات صلة تحية الإسلام ومعناها صفة ابتداء المسلم بالسلام سلام الرجل على المرأة الأجنبية حِكم السلام البخل بالسلام وكيفية التخلص منه