ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›السلام عليكم›السلام عليكم [2]›البخل بالسلام وكيفية التخلص منه البخل بالسلام وكيفية التخلص منه الأربعاء 16 جمادى الأولى 1424هـ طباعة د. سلمان العودة 1493 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.مشاهدي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم إلى حلقة جديدة ضمن برنامجكم: (السلام عليكم).لا زلنا وإياكم نتحدث حول هذا الموضوع مع ضيفنا فضيلة الشيخ: سلمان بن فهد العودة، المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، باسمكم نرحب بضيفنا، فأهلاً ومرحباً بكم فضيلة الشيخ.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بارك الله فيك. المقدم: كنا تحدثنا في الحلقة الماضية وتوقفنا عند الحديث عن البخل بالسلام، وأشرتم إلى معاني تتسع وتضيق عند بعض الناس، وكنا وعدنا أن نتحدث عن هذا الموضوع بشيء من التوسع. مظاهر البخل إذا أذنت.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.ذكرنا أن منطلق المشاعر هو من داخل النفس.. المقدم: نعم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بل حتى أعمال الإنسان هي نتيجة انطباعات، ونتيجة قناعات وتوجهات في داخل النفس، وإرادات معينة يتم تحقيقها من خلال البدن. فالأخذ والعطاء والقبض والمنع.. وغير ذلك كل هذه المعاني هي في أصلها من داخل النفس ثم تفيض على الجوارح، ومن ذلك: إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن: (البخيل من بخل بالسلام)، فهذا البخل بالمشاعر يعني أن يصبح الإنسان جحوداً كنوداً مثل الأرض اليابسة لا تمسك ماءً، ولا تنبت كلأً، مثل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي قسم فيه الناس: ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً.. )، إلى آخر الحديث المعروف المتفق عليه.فمدار هذه القضية على مسألة أرى أنها في غاية الأهمية، وإن كان الوقت ربما لا يتسع لعرضها بقدر ما المقصود الإشارة إلى طرف منها: وهي قضية قدرة الإنسان على التخلص من الأنانية والذاتية والشح والهوى: ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ))[الحشر:9]، وأن الإنسان كلما استطاع أن يراقب نفسه ويحاسبها.. وكلما استطاع أن يستخرج منها مكامن الخير ويساعدها ويشجعها على ذلك، فإنه يستطيع أن يحصل على الكثير.. المقدم: ويتخلص من البخل بالسلام.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. المقدم: ويتخلص من البخل..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ويتخلص من البخل، وقد أشار الإمام ابن القيم رحمه الله كما في كتابه زاد المعاد إلى مسألة السعادة، وأسباب السعادة، وأن الكرم من أهم أسباب السعادة، طبعاً الكرم المادي يعني: العطاء، هو من السعادة؛ ولذلك أنت لما تعطي أحياناً كما يقولون في وصف بعض الكرماء، ويقال هذا في وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن فرحه بما يعطي أعظم من فرح الآخذ بما أخذ: تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد أضحت لاؤه نعم فكثير من الناس الكرم يستخفه ويطربه، فإذا أعطى شعر بالفرح، وشعر بالغبطة، وشعر بالسرور؛ لأنه أفاض على الآخرين من ماله، من عطائه، من كرمه، من جوده.. أسعدهم؛ ولذلك تجد مثل هذا الإنسان تجده كريماً في مشاعره، مع أهله، مع ولده، مع القريب، مع البعيد، مع من لا يعرف، ومع من يعرف، مع الناس كلهم، وكلما اتسعت الدائرة كانت القدرة أعظم، ولذلك نستطيع أن نقول على سبيل المثال: إن إشاعة السلام الآن بين الناس، وتدريب الناس على بذل السلام، كما أيضاً في الأثر الذي ذكره البخاري رحمه الله عن عمار بن ياسر قال: [ ثلاث من جمعهن فقد استكمل الإيمان: وذكر منها: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار ].فهذه المعاني العظيمة كلها تجتمع في المعنى الأساسي؛ (الإنصاف من نفسك) مثلاً: لا يتحقق إلا من خلال قدرة الإنسان على أن يجعل نفسه في الميزان بإزاء الآخرين الذين يختلف معهم، وأن يراقب نفسه بنفس الطريقة والاتجاه. المقدم: جميل.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: (وبذل السلام للعالم) أيضاً، بحيث يكون عند الإنسان من فيض الشعور، وصدق العاطفة، وسعة القلب ما يسع به الناس، وأنت لن تسع الناس بمالك؛ لكن تسعهم بخلقك، وبسطة الكف، وطلاقة الوجه، وكما قال بعض السلف: [حسن الخلق شيء هين: وجه طلق، وكلام لين]، ومع ذلك: ((وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ))[فصلت:35]. ثم قال: (الإنفاق من الإقتار)، يعني: أن ينفق الإنسان حتى لو كان ذا عسرة ومسغبة، فينفق مما آتاه الله عز وجل: ((لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا))[الطلاق:7]. مجتمعات المسلمين اليوم تعيش حالة من الإشكال: شح بالسلام، وتواجه هذه المجتمعات الإسلامية عدواناً وتسلطاً من الأعداء الذين يصنعون الحرب داخل هذه المجتمعات باسم السلام، كما تواجه مشكلات من داخلها أيضاً. المقدم: نعم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ولذلك أعتقد أن ثمت مسئولية تتسع بقدر ما تتسع دائرة الإنسان.. على الأكابر، على أصحاب السلطان، على أصحاب الغنى، على من لهم قدرة، على رؤساء الدوائر أو الشركات، وفي النهاية حتى على الرجل في بيته وداخل أسرته أن يتم إشاعة هذا السلام، وأن نتعود على التخلص من هذا البخل، وعلى تطبيع العلاقة. التالي ضرورة سلام الحكومات مع شعوبها السلام عليكم [2] مواضيع ذات صلة حكم مصافحة الأجنبية معنى الرحمة حِكم السلام حكم السلام عند الانصراف رد السلام على العصاة