ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›من شرفة الحرم›من شرفة الحرم [27]›موقف المسلمين مما يصيب الكافرين من كوارث كونية موقف المسلمين مما يصيب الكافرين من كوارث كونية الأحد 27 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 981 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إذاً: هذا معنى يجب أن نعلمه، ويجب أن ندركه، لكن الحذر الحذر أن يحول هذا المعنى بيننا وبين الحفاظ على قيمنا الدينية، ومشاعرنا الإنسانية، يتساءل البعض مثلاً عن إعصار كإعصار كاترينا، أو فيضان وطوفان كفيضان تسونامي، أو أي إعصار مشابه أو حادثة كونية تقع ويموت فيها مئات الناس أو آلاف فضلاً عمن يشردون ويخرجون من بلادهم إلى غير ذلك، ما موقفنا؟ هل هو الموقف الأول الذي يستشعر العداء الذي تريده تجاهنا عدد من هذه الإدارات التي تحكم اليوم فنفرح بذلك؟ أم هو شعور الحزن لما يصيب الناس فنحزن له؟ وأعتقد أنه يمكن التفريق بين هذا وذاك، نعم نحن نفرح بما يصيب الإدارات من خسائر، أو إحراج، أو انشغالات داخلية تمنعهم من العدوان على المسلمين، وهذا المعنى معنىً طبيعي، بل الكثير من الناس أصبحوا لا يملكون إلا الكراهية؛ لأنه فرض عليهم أن يكرهوا هذه الإدارات وهذه الدول؛ بسبب سوء السياسة، وإهمال الجانب الحقيقي في مراعاة الشعوب، وتركها تمارس خصوصياتها بشكل صحيح، وغير المسلمين من الصين إلى أمريكا الجنوبية إلى غيرها يحملون ذات المشاعر بل أكثر. لكن المسلم يحكمه إيمانه، ويحكمه ضميره، فهو يفرح من جهة لما يصيب هذه الإدارات ويشغلها سواءً في اقتصادها، أو في إدارتها، أو في الإحراجات التي تنزل بها، أو تشغلها عن عدوانها على المسلمين، لكن في مقابل ذلك فإننا نحزن للمعاناة الإنسانية، نحزن لمصاب الأفراد الذين قد يكون الكثير منهم لا يعرف حتى اسم رئيس دولته، فضلاً عن أن يكون مقراً لتفاصيل السياسة، والكثير منهم كما هو معروف في التقارير يجهلون كل هذه الأشياء، وليس صحيحاً أن ثلاثمائة مليون إنسان هم بدرجة واحدة من الوعي والمعرفة.إذاً: الجانب الإنساني نستشعره جميعاً، فنشعر بالحزن، وأقول لبعض الإخوة: لقد سلى الله أنبياءه، وقال: (( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ))[الحجر:88]، وقال شعيب عليه السلام: (( فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ))[الأعراف:93]، في حق أقوام دعوا إلى الله تعالى ورفضوا وأصروا وحاربوا، فكيف بأناس لم تبلغهم الحجة؟ ولو لم يكن إلا أن يحزن المرء على موتهم على غير الدين، وعلى غير الإسلام، وقبل أن نتمكن من إيصال رسالة السماء إليهم لكان ذلك كافياً.وبهذا التفصيل يتبين أن الأمر فيه نوع من الاتفاق، وإن كان كل طرف من الناس قد يعالج جانباً من القضية، ويغفل عن جانب آخر.إن عام الحزن يؤكد المعنى الإنساني في هذا الدين وعظمته، حتى وهو يواجه الحرب والعداء من الناس، ويؤكد في الوقت ذاته أن أولئك الذين يحاربون الله تعالى ورسوله من حق الناس أن يكرهوهم، وأن يفرحوا بمصابهم، وكيف لا وهم يدعون الله تعالى بكرةً وعشياً أن يكفي المسلمين شرهم، وأن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يحفظ أمة الإسلام وأهل الإسلام، وشباب الإسلام منهم، إنه جواد كريم. السابق إشارات في طريق مواجهة الحرب العالمية على الدين الإسلامي من شرفة الحرم [27] مواضيع ذات صلة مفهوم العالمية خطابنا مع الآخر ردة فعل دور الجامعة الإسلامية في مواجهة العولمة حرب أم سلام الموقف السلبي من العولمة