ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›من شرفة الحرم›من شرفة الحرم [23]›ضرورة أن تنبض القلوب بالرحمة والإحسان لعباد الله ضرورة أن تنبض القلوب بالرحمة والإحسان لعباد الله الأربعاء 23 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 954 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إن القلوب التي تتعلم في أوقات العبادة، في الصوم، في الصلاة أن تستحضر عظمة الله سبحانه وتعالى، وأن تحبه، وأن تقدم للآخرة، هذه القلوب يجب أن تنبض بالرحمة لعباد الله، يجب أن تتحرك بالإحسان إلى الناس، يجب أن تعلم أن الله تعالى كما يعبد بالسجود له جل وعز يعبد كذلك بالبدن، ومد اليد بالعطاء والكرم، حتى قبل أن يسأل، وخير العطاء ما كان عطاءً يوفر على الآخذ كرامته وإنسانيته، فلا يجر يده، ولا يمن ولا يؤذي، ولا يبتز إنسانيته، وإنما يعطيه وهو مرفوع الرأس، مرفوع الهامة، محفوظ الكرامة، محفوظ الإنسانية، انظر إلى هذا التشابك العظيم في الإسلام، والذي هو سر من أسرار عظمة هذا الدين، أن العطاء هنا ليس من أجل الدنيا والرياء، أو أن يكتب على الإنسان أنه المحسن الكبير مثلاً، أو المتصدق، أو الباذل، وإن كان هذا يأتي تبعاً فهو من عاجل بشرى المؤمن، لكن يحسن لأنه يعتبر أن هذا طريق إلى رضوان الله تعالى والجنة كما هو طريق إلى التوفيق في الدنيا، فأولئك المحسنون هم أطول الناس أعماراً، وأكثر الناس صحةً وعافية، وأكثر الناس توفيقاً في المال، وأبعد الناس عن التعاسة والشقاء، وأقرب الناس إلى السعادة والرضا. فجرب يا أخي الحبيب! كما تعبد ربك بالسجود، وتتضرع إليه، وقد تستشعر في عينك بعض الدمع الذي يبللها وتعصرها عصراً، وتحرك في قلبك حب الله عز وجل، جرب أن تتقرب إلى ربك تعالى بمثل هذا المعنى من خلال الإحسان إلى الناس، وقد جاء في الأثر: ( الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله )، وهذا لا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكنه معنىً صحيح، والمقصود بعيال الله أي أنهم عالة على الله، محتاجون إليه، فالله تعالى هو الذي يقيتهم، ويرزقهم، ويعطيهم، ويحفظهم، وله الفضل وهو الرزاق، الإنسان الذي يقوم بهذا العمل فهو أحب الخلق إلى الله؛ لأنه يرزق الخلق من رزق الله، ويعطيهم من عطاء الله، ويحفظهم من الذل، أو الابتزاز، أو اللجوء إلى المعاني المرذولة، والطرق الملتوية التي قد يضطرهم إليها الفقر والجوع والمسغبة. التالي ارتباط العبادة لله بالإحسان لعباده من شرفة الحرم [23] السابق الأمر من الله لرسوله عليه الصلاة والسلام بالإحسان لعباده من شرفة الحرم [23] مواضيع ذات صلة الحب التعبدي والحب الفطري والفرق بينهما المتعة والتلذذ عند أداء التكاليف الشرعية طرق إعمال الفكر والتدبر في آيات الله وجوب تعلق القلب بالله وحده التعبد بالفرح وأثر ذلك على حياة الإنسان