ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›من شرفة الحرم›من شرفة الحرم [11]›حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع كل من آذاه ثم جاءه مسلماً حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع كل من آذاه ثم جاءه مسلماً الجمعة 11 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 837 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص (( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى ))[العلق:9-10]، فلم يسمه الله عز وجل؛ إشارة إلى أن الباب مفتوح، وأن الإسلام ليس ديناً لصناعة المعارك مع فلان أو علان أو زيد أو عبيد، وإنما الإسلام دين للرقي بالإنسان لصناعة الحضارة، لصناعة الأخلاق، لصناعة القيم، لصناعة الروابط الاجتماعية بين الناس، وهذا المعنى معنى عظيماً وراقياً يجب أن نقرأه في هذا السياق، كما نقرؤه في آلاف الحالات التي نجد فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه قام في قومه، ودعاهم إلى الله والتوحيد، وكان الكثير منهم ممن كفر وحارب الدعوة، ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان في غاية الصبر عليهم، وفي غاية الحلم، وحسن الاستقبال لمن آمن منهم، فلم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما يدخل الرجل منهم في الإسلام كان يعقد له محضراً أو جلسة أو محكمة عسكرية، أو محكمة ثورية، أو ما أشبه ذلك، ويساءل، ويحاسب، بل إن من العجب أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما هاجروا من مكة إلى المدينة تركوا بيوتهم، وتركوا أموالهم، وتركوا أشياءهم، وبضائعهم، وديونهم عند الناس، وخرجوا مهاجرين إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، واستولى عليها المشركون، والنبي صلى الله عليه وسلم اعتبر أنهم تركوها لله، وخرجوا منها في سبيل الله، فلما رجعوا إلى مكة ، وفتح الله تعالى هذا البلد الطيب على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يأخذ من المشركين أحداً من الأموال التي كانت عندهم، ولم يحاسبهم على ما مضى بعدما دخلوا في دين الله عز وجل، ولهذا يقولون أحياناً في المثل الأجنبي: للعدو الهارب ابن جسراً، يعني: عدوك إذا كان هارباً منك لا تحاول أن تمنعه من الهرب أو تحيطه، بل ابن له جسراً دعه يهرب.الحياة ليست تصفيات بشكل دائم، لا، الحياة فيه قدر كبير من التسامح، وفيها قدر كبير من غض الطرف، وفيها قدر كبير من التفويت، وفيها قدر كبير من النسيان والحلم، وبهذه المعاني يستطيع الناس أن يتعايشوا فيما بينهم، التعايش له قوانين، هذه من أعظمها وأهمها: للعدو الهارب ابن جسراً، لكن إذا كان هذا العدو هو حقيقةً هارب إليك ليس هارباً منك، فهو يريد أن يدخل في دينك، أو يريد أن يدخل في ما تدعو إليه، هنا من العقل والرشد والحكمة أن تكون حسن الاستقبال، ليس التدين، ليس الدخول في الإسلام، ولا الدخول في السنة، ولا الدخول في الحق يعني جر النواصي، ولا يعني مصادرة إنسانية الناس، ولا يعني مصادرة كرامتهم، بل العكس يجب أن يفهم الناس أن دخولهم في الدين يعني المزيد لهم من الكرامة، المزيد من الحرية، المزيد من العدل، المزيد من الإنصاف. التالي الاستفادة من معاملة رسول الله لأهل مكة بعد الفتح من شرفة الحرم [11] السابق معاداة أبي جهل لرسول الله ومواقفه ضده من شرفة الحرم [11] مواضيع ذات صلة خلقه صلى الله عليه وسلم مع الأعداء موقفه صلى الله عليه وسلم مع الغلام اليهودي رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام والأسباب الميسرة لها صورة حية للقدوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم اختصاص النبي بشق الجريدتين الخضراوين وغرسهما في القبرين