ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›من شرفة الحرم›من شرفة الحرم [9]›حاجة الناس لتعليم أصول الأخلاق وإيجاد القدوة حاجة الناس لتعليم أصول الأخلاق وإيجاد القدوة الأربعاء 9 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 1077 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إن الكثيرين قد يجيدون فن الكلام، والقول الطيب، والحديث عن الأحكام، والحلال والحرام، والحق والباطل، والخطأ والصواب، والصحيح والفاسد، وهذه أشياء يحتاج الناس فيها إلى التعليم، لكن الأمر الذي الناس بأشد وأمس الحاجة إليه في التعليم هو أن يعلموا أصول الأخلاق التي أجمع عليها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وجاءت بها الشرائع السماوية كلها، وامتلأت الكتب المقدسة، وآخرها وأكملها وأجملها وأعظمها وأوسعها القرآن الكريم الذي ضبط وحفظ ووضع أصول الأخلاق. ثم إن تعليم الأخلاق ليس من خلال مدونات، أو كتب، أو تعاريف، قد نضع لطلابنا مقرراً في الأخلاق، فهنا يأتي السؤال: هذا المقرر تكلم عن الأخلاق، واشتقاقها، ومعانيها، ودلالاتها، وأقسامها، وربما أشياء من هذا القبيل، ليس هذا هو المقصود فحسب، ليس الخلق هو عبارة عن معلومة فقط تصل إلى ذهن الإنسان، أو محفوظات يستطيع الإنسان أن يرددها، لا، الأخلاق عبارة عن سلوك وممارسة وتطبيق، المحك العملي لها هو المعبر، وأعتقد أن من أهم الأشياء التي نحتاج إليها اليوم في مجتمعنا هو أن نوجد المثل، أن نوجد القدوة؛ لأن اليوم الكثيرين قد يقولون حينما يستمعون إلى محاضرة مثلاً، قد يستمعون إلى محاضرة عن الخلق الكريم، أو عن خلق من الأخلاق كالبر، أو الوفاء، أو الإحسان، أو الكرم، أو الجود، أو الشجاعة، أو الصبر، أو.. إلى آخره، في النهاية يقولون: والله هذا كلام طيب، لكن هو عبارة عن تسويق كلام، وقد يكون كلامهم صحيحاً؛ لأننا كثيراً ما نجد من يتكلم عن الأخلاق، وقد يتحدث عن حقوق الزوجة، وحينما تستمع إليه زوجته تقول: أنت الذي تتكلم عن هذه الحقوق، بينما نواجه منك الأمرين في البيت مثلاً، وقد يكون خطيباً مفوهاً مصقعاً تهز له أعواد المنابر في أمور كثيرة، لكنه لا يطبق هذه الأشياء على نفسه، هذه مأساة. نعم يجب على الإنسان أن يعلم حتى لو كان هو مقصراً، لكنني أعتقد أن الإنسان لا يستطيع أن يكون مؤثراً حتى يكون ممتثلاً ومطبقاً، وقد قال خطيب الأنبياء شعيب عليه الصلاة والسلام: (( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ))[هود:88]. يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً إذ عبت منهم أموراً أنت تأتيها أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهداً والمنكرات لعمري أنت جانيها ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى بالقول منك وينفع التعليم لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ))[الأحزاب:21]. السابق السر في تكوين الشخصية التي كان يمتاز بها رسول الله عليه الصلاة والسلام من شرفة الحرم [9] مواضيع ذات صلة ذكر أمثلة في سوء الظن بالآخرين الإقصاء والظلم وأثره في انتشار العنف دعوة إلى تدشين صفحات جديدة من الوئام والانسجام والتصالح حقيقة القدوة عدم العناية بالأخلاق الإسلامية وأثره على الأمة والفرد