الرئيسة ›برامج›من شرفة الحرم›من شرفة الحرم [2]›رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بجميع الناس وعدم انتقامه لنفسه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بجميع الناس وعدم انتقامه لنفسه الأربعاء 2 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 950 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص وأضرب مثلاً فردياً بقصته صلى الله عليه وسلم مع ثمامة بن أثال حينما يمسك به المسلمون ويأسرونه في المسجد، فيمر عليه النبي صلى الله عليه وسلم مرة بعد أخرى بعد أخرى ثم يقول في الأخير: ( أطلقوا ثمامة ، فيطلقونه فيغتسل ويعود إلى المسجد ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله ).لكنني تأملت هذا الموقف الذي وقفه صلى الله عليه وآله وسلم مع عبد الله بن أبي ابن سلول فرأيت عجباً من العجب، رأيت شيئاً مدهشاً، رأيت أمراً تحار فيه العقول، ويا ليت أن يقف المؤمن كل مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أمام هذه العبرة، نعم لقد نهاه ربه أن يصلي بعد اليوم على أحد منهم، فهذا القدر مما نهاه ربه عنه بعد ذلك، لكن دعنا في القدر الذي لم يتأت فيه نهي، من تنازله صلى الله عليه وسلم وتسامحه، وصبره، وأن يعطيه قميصه، لم أعطاه قميصه؟ بناءً على طلب الابن؟ نعم، أعطاه قميصه؛ لعله أن يخفف عنه العذاب، ( وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فوضع على أحدهما جريدة، وعلى الآخر أخرى، وقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ).لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمل في قلبه مهمة البشرية كلها، أن يدعوهم إلى الله عز وجل، ومهمة البشرية كلها أن ينقذهم وينجيهم من عذاب الله تعالى، ولهذا كان في دعوته صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر قريش! أنقذوا أنفسكم من النار ).فيا أيها الداعية! الزم غرزه صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه على الحق، ورب نفسك على معاني التسامح والقيم، ولا تغلب جانب النكاية على جانب الهداية، (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ))[الأنعام:90]. السابق أهمية اقتداء الدعاة والمسلمين برسول الله في جميع تصرفاته من شرفة الحرم [2] مواضيع ذات صلة الزهد في مفهوم رسول الله الفرق بين اسمي أحمد ومحمد من حيث التوكيد استجابة النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة من دعاه نماذج من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الترويح تسمي النبي عليه الصلاة والسلام بـ (الرءوف)