ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مقاصد الحج›مقاصد الحج [6]›المراد بالثبات وأثر الحج في تقويته المراد بالثبات وأثر الحج في تقويته الأربعاء 22 ذو الحجة 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 981 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: والثبات لا يعني الجمود لا، وإنما الثبات يعني أن يوجد عند الإنسان أصول يحتكم إليها وينطلق منها؛ لأنه إذا فقد الإنسان المسلم الإيمان بأركان الإيمان الستة، أو فقد الإيمان بالأركان العملية وممارستها أيضاً معنى ذلك أنه انتهى كونه مؤمناً، انتهى كونه مسلماً، وأصبح يمكن أن يكون أي شيء آخر غير الإيمان والإسلام، وأصبح يمكن أن يذوب ويمحي ويتلاشى، ولذلك أنا لا ينقضي عجبي من الحكمة الربانية العظيمة في هذه الأركان. أولاً: سهولتها، يفهمها الأعجمي، المسلم الجديد، الإنسان الصغير، يعني: الرجل الساذج البسيط يفهمها بشكل جيد، وكذلك ممارستها ميسرة كما قال ربنا سبحانه: (( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))[القمر:17]. وأيضاً: لها أسرار ومعان جعلت الأشياء هذه تحفظ المسلمين في ظل التغيرات المختلفة جداً، عبر القرون والعصور، وعبر التحديات المختلفة حفظ الله تعالى الأمة بهذه المعاني: أركان الإيمان وأركان الإسلام، والتي منها ومن أعظمها: الحج إلى بيت الله الحرام، فلو تأملت مثلاً هذا الكم الهائل من الناس الذين يأتون من كل فج عميق، ومن كل حدب وصوب، ويحجون بيت الله الحرام، وفي تلبية واحدة، تأمل: هذه هي العولمة الحقيقية التي تواجه عولمة العصر الحاضر؛ لأنها تجمع المسلمين من أنحاء الأرض وتسبكهم في أمة واحدة، وتجعل بعضهم يعرف البعض الآخر، ويتعامل معه، يعرف أخلاقياته، يعرف عاداته، تقاليده، يستفيد بعضهم من بعض، يتعرف بعضهم إلى بعض، حتى من النواحي التجارية يستفيدون كما قال ربنا سبحانه: (( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ))[البقرة:198-199]، ثم قال سبحانه: (( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ))[البقرة:198] في أول الآية، فالفضل من الله سبحانه وتعالى هو التجارة، ولذلك جاز للحجاج أن يشتغلوا بالبيع والشراء والتجارة وابتغاء الفضل من الله، كما قال سبحانه: (( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ))[الجمعة:10]. فهنا تلاحظ أن هذه العبادات حفظت للمسلمين بقاءهم، وحفظت لهم وجودهم كأمة، مهما كان الوضع الذي يعيشونه من التخلف، ومهما كانت التحديات التي تواجههم، فهنا تلاحظ مثلاً أننا في الحج نشهد تجمعاً بشرياً هائلاً ليس له نظير في الحياة كلها، يعني يوجد الآن تجمعات مثلاً للرياضة مثل دورة الألعاب الأولمبية وغيرها، يوجد تجمعات للسياحة، يوجد تجمعات للتسوق والمعارض من دبي إلى الصين إلى أوروبا إلى جميع الدول العربية، لكن انظر أي تجمع يقارب أو يداني تجمع الحج، مع أن تلك التجمعات الدنيوية يلتقي الناس فيها على الإغراءات المادية، وهناك أحياناً تذاكر مجانية، وهناك جوائز، وهناك مكاسب ومصالح، ويحث الناس ويحفزون على المجيء إليها، ومع ذلك يضل العدد مهما كثر فهو محدود، بينما لما تأتي إلى الحج تجد أنه لو أن كل من أراد الحج من المسلمين تمكن من ذلك لما اتسعت لهم الصحارى الواسعة الممتدة، بل يسمح لـ (1%) أن يحجوا، ومع ذلك انظر كم هذا العدد الكبير والغفير من الحجاج. المقدم: جميل، بارك الله فيكم، وأحسن إليكم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا جميعاً بما سمعنا من فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة في حلقة هذا اليوم، والتي تحدث فيها عن الثبات كمقصد من مقاصد الحج.أحبتنا الكرام! حتى الملتقى بكم في لقاء الغد نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السابق وسائل الثبات على الدين في زمن العولمة والمتغيرات مقاصد الحج [6] مواضيع ذات صلة حكم تارك الحج الأقوال في تكرار العمرة النهي عن الرفث والفسوق في الحج والمراد بهما ما يلزم من لم يعتمر وشك في كونه نوى العمرة حال دخوله مكة حكم العمرة والخلاف فيه