ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›مقاصد الحج›مقاصد الحج [2]›نماذج من المقاصد الشرعية لبعض العبادات نماذج من المقاصد الشرعية لبعض العبادات الأربعاء 22 ذو الحجة 1425هـ طباعة د. سلمان العودة 794 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: فمثل هذه المعاني، مثل هذه المقاصد لا بد أن يدرك الإنسان لماذا شرعت، لا بد أن يفهم ما وراءها، وهذا ليس أمراً صعباً، يعني مثلاً لما يقول الله سبحانه وتعالى في الصلاة: (( وَأَقِمِ الصَّلاةَ ))[طه:14]، (( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ ))[العنكبوت:45]، هذا نص صريح، مقصد الصلاة ليس فقط أن يعذب الله العباد بالقيام والقعود، وإنما هم يتلذذون ويتنعمون بمناجاة ربهم وسؤاله، والذل سبحانه وتعالى له، وهذا معنى العبودية؛ لأنه أحياناً يقولون: أعز ما في الإنسان جبهته وأنفه، ولذلك إذا أرادوا أحياناً أن يهينوا إنساناً أو يذلوه لمسوا أنفه، أو أشاروا إليه إشارة إلى نوع من الإذلال، فالإنسان بعمده واختياره وطاعته يجعل أعز وأعلى وأرفع ما فيه وهو الجبهة والأنف يضعها في الأرض في التراب خضوعاً لله سبحانه وتعالى، ولذلك كان لب الصلاة هو الخضوع والذل، حتى قال العلماء: إن الأشياء التي تسبق السجود هي كالمقدمات له، من تكبيرة الإحرام، ثم الوقوف، ثم الركوع، ثم بعد ذلك يأتي السجود الذي نستطيع أن نقول: إنه ذروة الصلاة، ذروة الخضوع والخشوع لله سبحانه وتعالى، ومصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء؛ فقمن أن يستجاب لكم )، فهنا القرب من الله سبحانه وتعالى لكمال الذل، وكمال الانكسار.طيب لما يكون إنسان عنده كبرياء، عنده غرور، عنده غطرسة، كبر بالمال، بالسلطان، بالوجاهة، بالوظيفة، بالسمعة، بالجمال، بأي معنى من المعاني الدنيوية، طيب ثم سجد لربه سبحانه وتعالى ولم يستشعر هذا المعنى، هنا صلاته لم تحقق المقصد الذي من أجله شرعت، نعم قد تبرأ بها ذمته من حيث إنه أدى الصلاة التي عليه، لكنه لم يؤدها كما أمر، ولم يصل صلاة مودع كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما صلى صلاة الصورة فيها قد تكون صورةً صحيحة، لكن الروح والمضمون الذي في داخلها يقل أو يكثر بحسب حضور قلب الإنسان واستشعاره لمعاني العبادة التي يؤديها.وهكذا ما يتعلق مثلاً بالزكاة، إنسان قد يعطي الشيء الكثير، يعني تجد الإنسان الغني ينفق على نفسه، وعلى أولاده، وعلى أقاربه، وقد يكون البذل طبعاً له، لكن إخراج هذا المقدار من الزكاة له معنىً خاصاً، (( تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ))[التوبة:103]، فيترتب على ذلك شعور الإنسان بأن هذا المال لله سبحانه وتعالى، (( وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آتَاكُمْ ))[النور:33]، والحنو على الفقراء والمساكين، وألا يغرق الإنسان في أنانيته وظلمات قلبه، وتطلبات عيشه المادي، حتى أنك تجد من الناس مثلاً من قد يبذل الكثير إذا كان في رحلة صيد، أو سفر، أو سياحة، أو ما أشبه ذلك، قد يدفع الملايين ولا يبالي ولا يسأل، لكن إذا كان المشروع مشروع خير، أو إغاثة، أو نجدة مكروب، أو إغاثة ملهوف، أو مساعدة محتاج، أو إطعام جائع، أو كسوة عار، أو وقوف إلى جانب الفقراء والضعفاء والمساكين، أو التفات إلى الأحياء الشعبية الفقيرة التي أصبحت أشبه ما تكون بالسواد الذي يشوه صورة العواصم الإسلامية والمدن الكبرى في العالم الإسلامي كله، حتى في المدن الراقية والغنية والمتطورة تجد أن هذا الإنسان ربما يقبض يده، ويتراجع ويتردد، ويأتيه الشيطان ويغريه بعدم البذل وعدم الإنفاق.وهكذا لما تأتي إلى الحج -كما سوف نأتي إلى شيء من تفصيله إن شاء الله تعالى- أو الصوم أيضاً، (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))[البقرة:183]. التالي تفاوت أجر العبادة بتفاوت استشعار مقاصدها مقاصد الحج [2] السابق أثر استشعار المقاصد الشرعية على العبادات مقاصد الحج [2] مواضيع ذات صلة أهمية إتقان العمل وعلاقته بالعبادة الإخلاص هل دمعتك قريبة؟ التعبد بالفرح وأثر ذلك على حياة الإنسان الخلوة والإقبال على القرآن والدعاء