ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›نبض›اللين›القول بأن استمرارية اللين تولد التساهل عند البعض القول بأن استمرارية اللين تولد التساهل عند البعض الأحد 27 رمضان 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 1029 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: (طيب) شيخنا الفاضل بماذا نرد على الشخص الذي يقول: إذا كانت الأمور كلها لينة ومتساهلة مع الجميع انفرط الموضوع ولن أستطيع على السيطرة، سواء على المنظمة أو على البيت أو..؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هو لا شك أنه نستطيع أن نقول: إن اللين هو الخلفية الأساسية، هو الأساس، وفي بعض المواقف، كما قيل: فقسا ليزدرجوا ومن يك حازماً فليقس أحياناً على يرحمُأحياناً قد يتطلب الأدب والتربية أنه هذا خطأ، قد يعاقب، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا زنت أمة أحدكم فليضربها الحد -فليقم عليها الحد- ولا يعنفها ولا يثرب عليها)، فالمقصود هنا.. بمعنى أنه لا تقل لها: يا فاجرة يا زانية يا خبيثة، يا كذا يا كذا.. لا داعي لهذه الكلمات كلها، تأخذ حقها إذا ثبت أنها ارتكبت جرماً تعاقب عليه، كما قال بعض السلف، بالنسبة للفقير السارق، تقطع يده ويعطى من الزكاة، بمعنى أن الأدب الأصل فيه اللين والأصل فيه الرحمة، حتى فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وسبق أشرنا إلى هذا المعنى، أن الأصل في أسماء الله وصفاته، هو.. الأسماء الحسنى كلها في جانب الحب، وفي جانب الرحمة، وليس في أسماء الله الحسنى شيء يتعلق بالعذاب، هذا هو المحقق عند أهل العلم، كما قرره ابن تيمية وابن القيم والأشقر، وغيرهم ممن كتبوا في موضوع الأسماء والصفات، وخاصة في هذا العصر أيضاً المختلف المتغير؛ أن أسلوب الدعوة وأسلوب التربية، خلنا نقل هذه الأشياء كلها.الدعوة، وأسلوب التربية البذرة البيت أو المدرسة، وأسلوب الإدارة؛ في المنشأة أو الدائرة أو الشركة أو المؤسسة أو الوزارة أو حتى الدولة بأكملها، الأصل فيه اللين والرحمة واستيعاب الناس، وطول النفس معهم، وسعة الصدر عليهم، واللين لهم، اللين حتى وإن صدر من بعض الناس ما لا يحسن ولا يليق، لكن خذهم بحلمك وصبرك وإحسانك، حتى يكبروا ويدركوا فضلك وقدرك، ويتعلموا من هذه المواقف، أما إذا عاملتهم بنفس الأسلوب الذي فعلوا فأنت هنا سافهتهم.كما حدث أنه بعض الصالحين أغلظ له رجل في الكلام وقسا عليه، فلم يرد، فقال له واحد: إن فلان تكلم عليك وما رديت؟ قال: أخشى لو رديت، يأتي إنسان ويرانا، فلا يدري أينا العاقل وأينا السفيه؛ لأن القصة هنا طرفان، أحدهما يرد على الآخر، فيرد الآخر عليه.المقدم: جميل، طيب، يا شيخ بماذا نستلهم من قول الله تعالى: (( فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ))[طه:44] في قصة موسى مع فرعون؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هذا في الدعوة إلى الله.المقدم: اللي يدعي في موضوع الدعوة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: في موضوع الدعوة أن الأصل في الدعوة اللين، وخاصة في بداية الدعوة، وهو بشكل عام في كل أحوالها، لكن السياق القرآني، ذكر الله تعالى: (( فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ))[طه:44]، يعني: في بداية الأمر، هذا أول ما واجهوا فرعون، وخاصة أن فرعون كان طاغية وله سلطان ومال وأتباع، وكما قال الله سبحانه وتعالى: (( وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ ))[الفجر:10]، فكان الأمر والمقتضى أن يكون الحديث إليه حديثاً ليناً، ربما يؤثر في قلبه، ولذلك قال: (( لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ))[طه:44]، يعني: المقصود هنا الوصول إلى قلبه.ولذلك ورد أن رجلاً دخل على المأمون فأغلظ له في القول، فقال له: رويدك هون عليك، لست أنت بأفضل من موسى ولا أنا بشر من فرعون، ومع ذلك الله تعالى قال: (( فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ))[طه:44]، ومع ذلك بعد المحاولة والمداورة والأخذ والرد، تجد أن الله تعالى حكى لنا عن موسى أنه قال: (( وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ))[الإسراء:102].إذاً: نرجع للكلام الذي سألت عنه قبل قليل، أنه هل القصة رحمة مطلقة ولين مطلق، أو أن فيها بعض المواقف؟لا، أحياناً قد يكون من المناسب قمع طغيان بعض المتجبرين، خاصة الذي عنده كبر بماله أو بسلطانه، أو بغير ذلك.وهنا القصة المشهورة، السلطان العز بن عبد السلام، لما كان في يوم عيد وكان أحب سلطان المماليك، أظنه المظفر قطز، كان حوله الخدم والحشم والأتباع، وقد رأى العز بن عبد السلام، أنه في حالة ربما فيه نشوة وكبرياء، فوقف في طريقه وقال له: يا فلان وسماه باسمه، لا فخامة ولا غير ذلك، فالتفت إليه، وقال: نعم يا سيدي، قال: إن في مكان كذا وكذا حانة يباع فيها الخمر، فقال السلطان: هذه من عهد أبي، هذا ليس شيء جديد، وليس من عندي، هذا موروث من والدي، الله يرحمه، فهز العز بن عبد السلام رأسه وقال: إذاً أنت من الذين يقولون: (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة ))[الزخرف:22].. شوف المواجهة! فقال: أعوذ بالله أعوذ بالله، وأمر بإزالتها فوراً. فلماذا ذهب السلطان سأل بعض التلاميذ العز بن عبد السلام، وقالوا له: كيف قلت له هذا الكلام، وكيف تجرأت على هذه اللغة؟ قال: إنني رأيت في هذا الموقف، ورأيت أن نفسه قد كبرت، فخشيت أن تؤذيه، يكون عنده شعور بالأبهة والكبرياء.المقدم: والنشوة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إيه، فأحببت أن أقمع هذه النفس المندفعة.قال له: أما خفت؟ قال: والله يا بني، استحضرت عظمة الله، فرأيت السلطان أمامي كالقط، فيكون في مواقف من هذا القبيل.لكنني أقول: الغريب والعجيب، اننا أحياناً ربما نفعل العكس، قد نكون قساة على الفقراء، والضعفاء والمساكين والأطفال والأيتام والمرضى وغيرهم، وقد نجلدهم أحياناً بالسياط، حتى إني صليت أمس مع إمام، فبعد الصلاة قام أحدهم يعظ في المسجد حضور مصلين؛ يقرءون القرآن ويتلونه، وقد فرغوا لتوهم من أداء فريضة، فقام يعظ وينصح وقال لهم: الله سبحانه وتعالى يقول عن المنافقين: (( وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ))[النساء:142]، وأنتم لا تذكرون الله قليلاً ولا كثيراً!تعجبت من هذا الأسلوب، يعني: كيف لا يذكرون؟ ما الذي أدراك وماذا يصنعون هؤلاء الناس؟المقدم: وفي هذه الساعة هم خرجوا من ذكر وهم حالياً في ذكر.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: وهم في ذكر وهم في.. يعني حتى جلوسهم يستمعون إلى مثل هذا الحديث، وما شاء الله عليهم صابرون ومحتسبون، وبهذا اللفظ من التوبيخ، وتجدنا قد نوبخ البسطاء، وقد نرفع عليهم أصواتنا، أو نرفع عليهم عصينا أو نقسوا عليهم، لكن إذا أتينا للناس الذين هم بحاجة إلى أن تقمع أحياناً بعض نفسياتهم المندفعة، تجدنا أننا نتعامل بالأسلوب المقلوب.المقدم: ونحجم عن ذلك.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ونحجم عن ذلك، أنا لا أقول بسوء الأدب مع أحد الحقيقة، ينبغي أن الإنسان يستخدم أسلوب الأدب الحسن، ولكن أيضاً وضع الدواء في موضوعه، ووضع الكلمة في موضعها، وألا يبالغ الإنسان حتى مثلاً في التبجيل والمديح والثناء على الآخرين بأمور معينة، وتجد بعضهم يعتبر أن هذه مداخل.فأظن أن في جانب من أهمية إعادة التوازن في هذا الموضوع.المقدم: جزاك الله خير شيخ سلمان، شكراً جزيلاً لك على ما أتحفتنا به من هذه الكلمات النيرات.شكراً لكم إخواني وأخواتي المستمعين والمستمعات، دام نبض لينكم، نلقاكم إن شاء الله في حلقة قادمة.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السابق تصرفات نقيض اللين اللين مواضيع ذات صلة علاج الغضب الأخلاق الفطرية التي يتصف بها كثير من الناس ثقافة الاعتذار ودورها في حل المشكلات الترغيب في العفو عن الآخرين الخطاب الديني وتربية الأمة على الرحمة