ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›نبض›الكرم›الكرم في المجتمعات الإسلامية في هذه الأيام الكرم في المجتمعات الإسلامية في هذه الأيام السبت 26 رمضان 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 885 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: كنا نسمع قديماً يا شيخ! عن قصص الكرم في الناس القدامى والتاريخ القديم، هل ما زالت هذه الصور باقية في المجتمع حالياً؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هي باقية عند العرب، بل مع الأسف أنها باقية بصورة سلبية أحياناً، يعني الآن في كثير من شعوب العالم بسبب الاحتكاك لا يفهمون بعض أساليب وممارسات الشباب العرب المبتعثين وغيرهم لما يختلفوا على الدفع للمطعم مثلاً، أو المقهى، وكل واحد يحلف وكذا، هذه ليست مفهومة عندهم، وفي الغالب أنه إذا كان بعض شبابنا يحتكون ببعض الأسر ويأتون لهم بالهدايا وبالطعام وبالعطايا، إنهم يستغربون من ذلك ويعتبرونه شيئاً غير مألوف عندهم، بطبيعة الحال فالغالب أنهم يعجبون به، ربما الشيء الذي لا يعجبهم هو الإلحاح، كان بعض كبار السن والشيوخ عندنا يقول: (اعزم واجزم ولا تلزم)، اعزم يعني: العزيمة دعوة الآخرين، عزومة يعني، ادع الناس مثلاً تدعوهم إلى وجبة أو شيء تفضلوا معنا. (واجزم): لا تكن معرضاً؛ لأن بعض الناس يدعوك وهو غير صادق، وأنا أذكر هذا حدث معي مرة مع أحد أصدقاء.. المقدم: عن قولة أصدقاء.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، قال لي أحد الأصدقاء، ولا بأس أن اسميه: الشيخ عائض ؛ لأن الشيخ عائض صاحب طرفة ونكتة، فمرة في مسجد قال لي: أنه يوجد شيخ في المسجد رجل كبير السن يعزم وليس صادقاً. المقدم: ولا يلزم. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ليس جازماً، فلما وقفنا قال له الشيخ عائض : هذا فلان. فقال: أهلاً وسهلاً وكيف الحال؟ تفضل معنا، فأنا بناء على المعلومة التي عندي قلت: لن أبادر بالاعتذار، أريد أن أرى ماذا تكون النهاية، فلما رآني سكت، خاف أني سأوافق، فقال: واعدونا، يعني: أجلها قليلاً، أعطني موعداً، ترى الوعد صعب، إنك تواعد إنساناً.فيقول لك: اعزم، سو عزومة، يعني: حاول أن تعزم الناس. المقدم: دعوة.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، دعوة، واجزم تكون عزيمتك صادقة. المقدم: عرضك جازم يعني.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، ولا تلزم، بمعنى أن الإلحاح والمبالغة ليس شيئاً جيداً، أحياناً قد تتحاشى مقابلة بعض الناس لأنه يلح عليك، وكذلك بعض الناس لما يصب القهوة أو الشاي مثلاً قد يعتبر أنه من الكرم أنه يصب لك إلا هذا، يا أخي! لا داعي للمبالغة والإلحاح، أو مثلاً يقدم لك طعاماً، فأكلت، فتجد بعضهم يقطع اللحم ويضعه في جهتك، أنا أستسيغ هذا، لكن يوجد ناس لا يستسيغونه، ... أنه لا يأكلون لحماً قد وقعت عليه يد آخرين، ممكن نقطع بالسكين مثلاً أو ما أشبه ذلك، وإن كنت قلت لك: أنا بالنسبة أستسيغه لكن ينبغي أنك تراعي أذواق الناس.كذلك بعض الناس قد يقدم لك مثلاً فاكهة أو غيرها، فإذا اعتذرت منها قال: جربه. يا أخي! هذا سبق أني أكلته، يعني تتوقع أن الإنسان ما يعرف البرتقال أو التفاح؟! فيلح أحياناً بعض الإلحاح، حتى من الطريف: أن أحد الشباب يقول لي: أنه كان شاباً حديث عهد بالعلم الشرعي، فلما جاءوا في ضيافة كان يقطع من الشحم، والشحم ضار، كوليسترول يعني: قاتل، فكان يقطع من الشحم ويضع في حافة أصدقائه، وإذا اعتذروا منه قال: يا أخي! هذه لا ترد، واحتج بحديث: ( أنه ثلاثة لا ترد، وذكر منها الدهن ) فاعتقد أن هذا الدهن الذي لا يرد، قال له واحد: لا يا أخي المقصود بالدهن الطيب، فانتبه لذلك.فإذاً: الأخلاق العربية في الكرم لا زالت موجودة، لكنها أحياناً صار فيها مبالغة، ولعلك تلاحظ هذا في الولائم: ( شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء )، ومع ذلك ( من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) كما في حديث عمار رضي الله عنه أظنه في سنن أبي داود .فالمقصود هنا المبالغة، ذبائح وأحياناً تجد الإبل قائمة. التالي الضابط للكرم والإسراف الكرم السابق كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرم مواضيع ذات صلة أزمة الأخلاق وسبل مواجهتها نماذج وقدوات في التسامح جشع التجار وطمعهم في العالم عموماً والسعودية خصوصاً بعض الآثار المترتبة على التواضع الحذر من ملاحقة أخطاء الآخرين وعيوبهم