ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›نبض›السماحة›شمول السماحة لتفريج الكرب شمول السماحة لتفريج الكرب الأربعاء 16 رمضان 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 1045 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: جميل. ما رأيك يا شيخ! هل يدخل في السماحة تفريج الكرب؟ هل هذا داخل في موضوع السماحة أم موضوع آخر؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هو قد يكون موضوعاً آخر، ولكن إن أردنا أن نعبر عن الشخصية السمحة أو الشخصية المتسامحة، تجد أن الشخصية التي فيها سماحة تتميز بالعطاء وعدم التدقيق في الحسابات، فيكون هذا الإنسان مبادر ومسارع إلى العطاء فيما إذا طلب منه أحد شيئاً، أو عرض منه أحد شيئاً؛ لأنه سبحان الله ستلاحظ أمراً ما، ما هو؟ هذا الأمر أنك أحياناً بعض الناس لما يكون عنده زواج، وهو إنسان قد أنعم الله عليه، ممكن يستأجر أفخم فندق، ويأتي بأطيب ألوان الأطعمة، ويدعو الناس كلهم. أنا مرة ذهبت في زواج، والله طابور الذين يريدون الدخول للقصر طوابير طويلة، الواحد يقول: متى يأتيني الدور فقط أدخل لأسلم ويمكن يخرج مع الباب الآخر، فتجد الإنسان هنا يكون سمحاً بل باذلاً ومندفعاً؛ لأنه مبسوط من المشهد هذا.ولكن هذا الإنسان نفسه لو جاء شخص يعرض عليه مشروعاً خيرياً بمبلغ بسيط، بضعة آلاف من الريالات، أو أقل من ذلك، تجد هنا تبدأ الحسابات، هل هذا الأمر صحيح أو غير صحيح؟ وهل هناك ما هو أفضل من هذا أو ليس هناك ما هو أفضل؟ وهل هذا مفيد أو غير مفيد؟ وهل.. وهل.. وهل.. وكيف؟ وهل هو مضمون؟ ومتى؟ ويمكن أحصل أفضل منه، فتبدأ الحسابات، هنا غابت السماحة، أنا هنا لا أدعو أن الإنسان يدعم أي مشروع دون أن يتثبت منه، ولكن التثبت أيضاً فيه مجال للسماحة، أنك تأخذ الناس بظاهرهم.وفي الحديث النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لنا القصة الإسرائيلية: ( خرج رجل ليلة بصدقته فوضعها في يدي غني، فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على غني. فقال: اللهم لك الحمد على غني، وعزم أن يعيد الصدقة فخرج في الليل فوضعها في يد زانية، فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على زانية، فقال صاحب الصدقة: اللهم لك الحمد، على غني، وعلى زانية، لأتصدقن الليلة ) ظن أنها لم تقبل؛ ولذلك الله تعالى وضعها في مكان غير مكانها ( في الليلة الثالثة تصدق على سارق، فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على سارق، فقال الرجل: اللهم لك الحمد، على غني، وعلى زانية، وعلى سارق ) كأنه يقول: صدقتي لم تكن في محلها؛ ( فأوحى الله إليه أن صدقته قد قبلت، وأما الغني فلعله أن يعتبر فيتصدق، وأما السارق فلعله أن يستغني بها، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها )، انظر الحديث هذا فيه إلهام عظيم قل من ينتبه له، وهو أن التفسيرات التي ذكرت في الحديث ليست من غالب ما يقع، في الغالب أنها ليست كذلك، يعني: مثلاً قد يقول قائل أن الغني الذي أخذ الصدقة هو غني، يدري عن نفسه أنه غني، ومع ذلك أخذها، فهذا دليل على أنه يحب المال وليس في نيته أن يتصدق، وربما لو رأى أحداً يتصدق على غيره كفاه، أما أن يأخذ هو الصدقة فهذا دليل على أنه أبعد ما يكون عن الاعتبار، ومع ذلك جاء في الحديث: (لعله)، في ذلك إلهام للإنسان أنه في طريق التسامح وفي طريق السماحة ينبغي أن يفعل ويهتم بالاحتمالات القليلة أحياناً ولكنها إيجابية، لعله، لعله، (فقلت: لعلها)، يعني: إذاً فكرة لعله كذا ما يجب أن الإنسان يكون مغلقاً فيها، خليك سمحاً، تعرف القصة المشهورة عن عيسى عليه السلام: [أنه رأى رجلاً يسرق، فقال له: سرقت، قال: لا، والذي لا إله إلا هو، فقال عيسى : آمنت بالله وكذبت عيني].هذا قريب من المعنى، أنه أحياناً قد يأتيك الإنسان بعذر ربما يكون هذا العذر بعيداً، فإن كنت شخصاً مغلقاً وصارماً تبدأ تفكك هذا العذر ومقبول وغير مقبول، وخل عنك الكذب، أما إن كنت شخصاً صاحب سماحة فأنت تغمض عينيك وتقول: لعله، ربما يكون الأمر كذلك.إذاً: نرجع إلى أن أيضاً السماحة صفة للشخص وليست فقط في بيع أو شراء، وإنما تبدأ بمحاولة التسامح مع الآخرين، والسماحة، وأخذ الأمور على عفويتها وبساطتها وظاهرها، ثم تتطور لتصبح وسماً توسم به شخصيتك، أنك صاحب سماحة، صاحب السماحة ليست فقط صفة يوصف بها مثلاً مقام من المقامات العلمية أو الفقهية أو غيرها، وإنما أقصد صاحب سماحة في تصرفك مع نفسك، ومع ولدك ومع زوجك، ومع العامل ومع الخادم، ومع الكبير ومع الصغير، وأنك لا تطيل الحسابات، هذا ليس غباء ولا سذاجة ولا قلة فهم وإنما هو نمط في السلوك اختاره الإنسان لنفسه ورضيه. المقدم: جميل جداً، شكراً جزيلاً لك فضيلة الشيخ على ما أتحفتنا به من هذه الكلمات الجميلة، شكراً لكم إخواني وأخواتي المستمعين، دام نبض سماحتكم، ونلقاكم إن شاء الله في حلقة قادمة من برنامجنا نبض. السابق السماحة في الحياة الاجتماعية السماحة مواضيع ذات صلة رحمة الرجال بالنساء ورحمة النساء بالرجال التحذير من الكبر معرفة الأخلاق عن طريق الوحي الحنين إلى الوفاء في الماضي مقامات الناس في الغضب