ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›نبض›الأمانة›أهمية تربية الأمة على الأمانة أهمية تربية الأمة على الأمانة الخميس 3 رمضان 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 1175 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: فهنا الأمانة هي عبارة عن مسئولية مباشرة، تبعة شخصية على الإنسان ذاته.وحقيقة هذا المعنى فيه خطورة وأهمية زائدة لو تأملناه؛ لأن كثيراً من المجتمعات الإسلامية تربي أبناءها وأجيالها على مراعاة الآخرين، وعلى الخوف من المسئول أو الأب أو المعلم أو رئيس الشعبة أو الدائرة أكثر مما تربيه على مراقبة الضمير والخوف من الله سبحانه وتعالى؛ علماً أنه أجمل وأكمل وأصدق ما يكون الإنسان في حالاته إذا كان عنده صفاء بينه وبين نفسه بحيث يرى ذاته، حتى أنه مما يذكر في القصص أو التجارب: أن مجموعة من الأطفال تركوا يمرون في ممر، وعلى يمينهم وعلى شمالهم حلوى مغرية ومغلفة بشكل جميل، فكان الأطفال يسرقون منها ويضعون في جيوبهم، ولم يدروا أن هناك كاميرا تراقبهم.مرة ثانية عملوا نفس التجربة ووضعوا الحلوى وجعلوا الأطفال يمرون، ولكن وضعوا مرايا عن اليمين وعن الشمال بحيث أن الطفل إذا مد يده ليسرق رأى نفسه في المرآة فكف، مجرد رؤية الإنسان لنفسه في فعل الخطأ تجعله يحجم عنه؛ لأنه هنا على الأقل كشف نفسه، فكأن سوء الفعلة تجلى له من خلال ملاحظته نفسه ليده وهي تمتد إلى حرام، وهكذا بقية الأشياء.فلذلك لو أننا جعلنا الناس يدركون بأن الأمر كما قال الله سبحانه وتعالى: ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه))[الزلزلة:7-8]، الآن نحن نجد أن وسائل التنصت والتصوير والكاميرات الخفية وغير الخفية في كل مكان، وأصبحت هذه الأشياء رأي العين عند الناس، ألا يجعلنا هذا نفكر أنه بمقتضى الآيات الكريمة؛ أن الإنسان يرى عمله يوم القيامة: ((وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا))[الكهف:49]، ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))[التوبة:105]، ألا يجعلنا هذا نقول: إن الإنسان يوم القيامة يرى أعماله مصورة أمامه، يراها بعينه، محفوظة. إذاً: هناك أجهزة حفظ وضبط ومراقبة ورصد وتوثيق لكل ما يعمله الإنسان، وكل ما يقول، سواء كان في الخلوة أو في الجلوة، قليلاً كثيراً، وعياً وغير وعي، صدقاً كذباً، حقاً باطلاً، عملاً طيباً عملاً خبيثاً، كل ذلك موثق ومضبوط ومحفوظ؛ حتى قال الله سبحانه وتعالى عن المشركين: ((وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا))[الكهف:49].فإذاً: هذا هو مقتضى الأمانة، أن يستشعر الإنسان مسئوليته أمام الله سبحانه وتعالى، فيقوم بحق الله وحق العباد. التالي اقتصار مفهوم الأمانة عند الناس على حفظ المال الأمانة السابق اقتضاء الإيمان للأمانة الأمانة مواضيع ذات صلة الخلاصة القدوة في القوة والأمانة الحال الذي يعد فيه العطاء إيثاراً دور الأسرة في تربية الأبناء على الرحمة الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه