ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الجاثية›إشراقات في قوله تعالى: (وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون) إشراقات في قوله تعالى: (وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 1706 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال: (( وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ ))[الجاثية:4]، هنا انتقل إلى شيء آخر هو ضمن السموات والأرض، وكأنه عطف للخاص على العام، بعدما تكلم عن السموات والأرض انتقل إلى خلق الإنسان، (خلقكم) كما قال سبحانه: (( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الذاريات:21]، فقال هنا: (( وَفِي خَلْقِكُمْ )) أيها الناس، يعني: آيات وعبر، ((وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ)) الدواب، ما هي الدواب؟ هل نعتبر مثلاً الطيور دواباً؟ ممكن، ولكن الأقرب أن الدواب هو ما يدب على الأرض بقدميه أو بأقدامه (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ))[النور:45]، نعم مثل الحشرات والحيوانات أيضاً بشكل عام كلها تسمى الدواب، البهائم دواب، لكن الطير يحتمل أن تكون داخلة في الدواب، ويحتمل ألا تكون كذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال في موضع آخر قال: (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ))[الأنعام:38]، فهذا قد يدل على أن الطيور كأنها مجموعة أخرى، أو جنس آخر، أو عائلة ثانية غير الدواب، ولكن المؤدى واحد، وسبحان الله هنا لما قال: ((وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ))، جمع البشر مع الدواب، وهذا يرد في القرآن مثل قوله سبحانه: (( مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ))[النازعات:33]، هذا فيه عدة اعتبارات، فيه اعتبار الإشارة إلى الرابط والجامع، ما هو الجامع بيننا وبينهم؟ ماذا؟ مداخلة: الخلق.الشيخ: الخلق لكل شيء. مداخلة: الحياة.الشيخ: الروح الحياة، الروح، وذلك نحن نقول: نسميهم ذوات الأرواح، هذا اسم مشترك يشملني ويشملك ويشمل الحيوانات والبهائم والطيور والحشرات والدواب وغيرها تسمى ذوات الأرواح، وهي تشترك معاً أحياناً في بعض الأحكام، مثل ( النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يتخذ شيء فيه الروح غرضاً ) يعني: لا يجوز أن الإنسان يتعلم الرمي بالبهائم وبالطيور؛ لأن هذا ماذا؟ يعتبر نوعاً من الأذى، إذاً فيه قائمة من الحقوق المشتركة، و( دخلت امرأة الجنة في كلب )، و( دخلت امرأة النار في هرة )، إذاً هنا رابط آخر في ذوات الأرواح وهو قضية وجود قدر من الحقوق.فيه أيضاً أمر ثالث وهو بعض الأحكام، فيه أحكام مشتركة، ولو بحثت في كتب الفقه ستجد أن فيه أحكاماً مشتركة بينهم مثل قضية النفقة، مثل قضية التصوير عند بعض أهل العلم الذين يمنعون التصوير يقول: لا يجوز تصوير ذوات الأرواح، يعني: سواءً الإنسان أو الحيوان، فهناك إذاً معاني مشتركة، وفي ذلك دعوة للإنسان إلى الرفق؛ ولذلك لم يكتب أحد من أهل العلم كتاباً في الحديث إلا باب ما جاء في الرفق بالبهائم، الرفق بهؤلاء الناس الذين يشركوننا في الحياة، ويشركوننا في الأرض أيضاً، (( مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ))[عبس:32]. في ذلك أيضاً يعني لفتات ومعاني كثيرة عجيبة لما يقول الله سبحانه: (يبث) (( وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ ))، إذاً عملية البث هذه عملية مستمرة، مثلاً أحياناً يقول: (( وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ ))[الشورى:29]، لكن هنا يقول: ((وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ ))، والبث هو.. ما هو البث؟ هو الخلق وهو النشر والتكثير؛ ولذلك قال: (( فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ))[الواقعة:6]، يعني: منتشراً كثيراً، وهنا قال: ((وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ)) يعني: ما ينشر، والدواب هذه مثلاً طبعاً ممكن تكون في البر، وممكن تكون في البحر، وممكن تكون في الجو، وممكن تكون فيما شاء الله سبحانه، فقال: ((وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ))، دلالة على تجدد الخلق، وعلى عظمته.(( آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ))[الجاثية:4]، في الأولى قال: يؤمنون؛ لأن التدبر في السموات والأرض يورث الإيمان كما أسلفت، في السموات والأرض ستلاحظ على الأقل ثلاثة أشياء: ستلاحظ في السموات والأرض قصة وحدة الخلق كما أشرت، وحدة الخلق النواميس التي تحكم الكون واحدة، ومع ذلك فيها (( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ))[الذاريات:49]، وكل ذلك دليل على الوحدانية، وحدانية الله سبحانه وبحمده، ستلاحظ في السموات والأرض.ثانياً: قضية السببية، ربط الأشياء بأسبابها، وهذا دليل على ماذا؟ على الحكمة، دليل على الحكمة ربط الأشياء بالأسباب، ربط الأسباب بنتائجها، هذا دليل على الحكمة الإلهية.وستلاحظ أمراً ثالثاً السورة تكلمت عنه وهو قضية التسخير، حتى شركاؤنا هؤلاء الذين ذكرناهم الدواب والبهائم مسخرات أو لا؟ مسخرة للإنسان، هذا التسخير دليل على ماذا؟ ماذا؟ على.. مداخلة: ...الشيخ: نعم، المنفعة، من صفات الله دليل على الكرم، دليل على الكرم، كرم الله سبحانه وتعالى وعطائه لخلقه، صحيح؟ مداخلة: والكرامة.الشيخ: والكرامة للإنسان بالضبط، (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ))[الإسراء:70]، فهنا هذا ما يتعلق بخلق السموات والأرض، لكن لما قال: ((وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ))، قال: ((آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ))، واليقين كأنه درجة فيما يظهر لي أعلى من الإيمان، فنقول: اليقين هو الإيمان الذي لا تردد فيه، فهو درجة أعلى؛ ولذلك لأن الكلام عن النفس (( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الذاريات:21]، وعن أمور في غاية الدقة وفي غاية الضبط وفي غاية الإحكام؛ لأن بعض الناس ربما يغفل عن السموات والأرض، لكن لا يمكن أن يغفل عن نفسه؛ لأن نفسه التي بين جنبيه في النوم واليقظة، والأكل والشرب، والعوارض الصحية التي تعرض للإنسان.. وإلى آخره، والتعب والحالة النفسية، مما يجعل أن الإنسان من الصعب جداً أن يغفل عن نفسه، ولو غفل عنها يوجد أسباب كثيرة تحفزه على أن يعيد النظر في نفسه، ومن هنا قال: ((آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) التالي إشراقات في قوله تعالى: (واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها ...) سورة الجاثية السابق إشراقات في قوله تعالى: (إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين) سورة الجاثية مواضيع ذات صلة إشراقات في قوله تعالى: (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) وجه تكرار (كل) في قوله تعالى: (وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى..) معنى (الإصرار) في قوله تعالى: (.. ثم يصر مستكبرا) المقصود بالكتاب في قوله تعالى: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) وعلاقته بالكتاب المذكور في الآية السابقة إشراقات في قوله تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها...) إلى قوله تعالى: (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا)