الرد على من يقول بأن الشيخ الألباني لا يكفر إلا بالاستحلال ولا يكفر مدعي النبوة
التاريخ: الأحد 02/ شعبان/ 1421الموافق 29/ أكتوبر/ 2000م.
السؤال :
ما القول فيما يشيعه البعض عن الشيخ الألباني رحمه الله أنه لا يرى كفراً إلا باستحلال، وعدم تكفيره لمدعي النبوة؟
الجواب :
إن القول: بأن الشيخ رحمه الله لا يكفر إلا بالاستحلال على الإطلاق، هو قول مبهم، وغير دقيق.
فبالنسبة للذنوب والمعاصي القطعية التحريم كالزنا، وشرب الخمر، وقتل النفس فلا يكفر المرء بفعلها، لكن يكفر باستحلالها، أي: بجحد وجوبها، سواء عملها أم لم يعملها.
وقد يكون الكفر بجحد شيء من معلومات الدين الضرورية، كإنكار الملائكة، أو اليوم الآخر، أو النبيين، وهذا كفر باتفاق المسلمين قاطبة، ولكنه لا يسمى استحلالاً، إذ الاستحلال خاص بالمناهي والمحرمات كما سبق.
ومع ذلك فليس الكفر مقصوراً على هذا أو ذاك، بل قد يكون كفر إباء واستكبار ورفض ككفر إبليس، فإنه لم يكن بجحد، ولكن برفض مبدأ الطاعة والخروج عنها والاستكبار عن الله وطاعته.
وقد يكون الكفر بالإعراض، مثل: إنسان لم يبحث عن الدين، ولم يسأل، ولم يكترث؛ لأنه مشغول بشهواته أو بدنياه، ولم يعرف من الدين شيئاً، ولا اعتقد شيئاً، فلا يوصف بأنه مصدق، ولا مكذب، ولا دين له؛ لأنه لم يلتفت أصلاً لهذا الموضوع ولم يعن به، فهذا كفر إعراض، كما في قوله تعالى: (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ))[السجدة:22] وأما ما نسب للشيخ الألباني رحمه الله من عدم تكفير مدعي النبوة، فهذا كذب على الشيخ لاشك فيه، وإنما هو من إلزامات بعض المتناظرين لبعض، وما أكثر الخطأ في الفهم، وأكثر منه الخطأ في النقل، نسأل الله أن يرزقنا التثبت والبصيرة والأناة.