ÇáÑÆíÓÉ الفتاوى1422 هـالفرق بين السنة الحسنة والبدعة

الفرق بين السنة الحسنة والبدعة

رقم السؤال: (15160).
التاريخ: الأحد 22/ جمادى الأولى/ 1422 الموافق 12/ أغسطس/ 2001م.

السؤال :

قال رسول الله صلى الله علية وسلم: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) السؤال هو:ما الفرق بين السنة الحسنة التي وردت في الحديث وبين البدعة؟ علماً أني لو فعلت أمراً حسناً في الصلاة، أو في الطهارة، أو في الزكاة، أو في أي عمل أجد من يقول لي: إنك رجل مبتدع، أو يقول: إن عملك هذا مردود ولا يقبل، فأرجو من الشيخ الإجابة، مع التمثيل، وجزاك الله خيراً.

الجواب :

الحديث المذكور هو حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، وفيه قصة: قال جرير رضي الله عنه: ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً رضي الله عنه فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: يا أيها الناس! (( اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ))[النساء:1] إلى آخر الآية: (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ))[النساء:1]، والآية التي في الحشر: (( اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ))[الحشر:18]، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره حتى قال: ولو بشق تمرة. قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام... ) هذا السبب يفيد أن المقصود هنا الصدقة، وهي مشروعة قبل هذه القصة، فقوله: (من سن) أي: ابتدأ أمراً شرعياً في مناسبة معينة فاقتدي به من صدقة، أو علم، أو دعوة، ونحو ذلك، أما البدعة فهي تعبد بما لم يشرع أصلاً.