حكم الدفع من منى إلى عرفة ليلاً
رقم السؤال: (64317).
التاريخ: الثلاثاء 30/ ذو القعدة/ 1425/ الموافق 11/ يناير/ 2005م.
السؤال :
فضيلة الشيخ سلمان حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تعاني الحملات من صعوبة الوصول إلى عرفة في صباح يوم عرفة، فما رأي فضيلتكم لو قامت الحملات بتسيير بعض حافلاتها أو كلها إلى عرفات في ليلة عرفات ويصبحون وقد باتوا بـعرفة؟
- فما الحكم في ذلك وما هو الأولى؟
- والسؤال نفسه: لو رغب أحد الحجاج فعل ذلك لوحده؟
الجواب :
السنة أن يذهب الحاج إلى منى يوم التروية، وهو اليوم الثامن، ويصلي بها الأوقات الخمسة، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يقصر الرباعية، ويصلى كل صلاة في وقتها بـمنى، إذا كان مسافراً، وهذا الذي ثبت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ونقله عنه أصحابه.
وليس هو بواجب، فقد كانت عائشة تمكث بـمكة ليلة عرفة مساء يوم التروية عامة الليل، كما في مصنف ابن أبي شيبة .. وغيره.
فيجوز للحاج أن يبيت في مكان آخر غير منى، كـمكة أو العزيزية أو عرفة .. أو غيرها.
وهكذا الدفع إلى عرفة، السنة فيه أن يكون بعد طلوع الشمس، ولو ذهب إلى عرفة قبل ذلك جاز، فقد جاء عن ابن عباس [ أنه كان يأتي عرفة بسحر ] .
ولو دفع إلى عرفة قبل ذلك فهو جائز.
وخاصة إذا كان هذا أرفق به وأسهل عليه، وفيه تخفيف للحجاج الآخرين، فيجوز أن تسير الحملة حافلتها لـعرفة ليلاً، ويجوز للحاج بمفرده أن يذهب إليها ليلاً.
ولكن ينبغي التنبيه إلى أن هذا الوقوف بالليل لا يعتد به، لأن من ميزات عرفة أن ليلتها هي التي تكون بعدها، وهي ليلة مزدلفة، فالوقوف بـعرفة يبدأ من يومها، أو من بعد الزوال، إلى طلوع الفجر ليلة المزدلفة، فمن وقف أية ساعة شاء ما بين هذين الوقتين بـعرفة فقد أدرك الحج، والله أعلم.
كتبه د. سلمان بن فهد العودة (1/12/1425هـ)