ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح العمدة (الأمالي)›كتاب الطهارة›باب قضاء الحاجة›عدم دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله إلا لحاجة عدم دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله إلا لحاجة الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 4279 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال المصنف: [ ولا يدخل بشيء فيه ذكر الله تعالى إلا من حاجة ].(ولا يدخل) يعني: إلى الخلاء (بشيء فيه ذكر الله تعالى)، وفي بعض النسخ: (فيه ذكر اسم الله تعالى إلا من حاجة)، والدليل على ذلك الحديث الذي رواه أهل السنن: رواه أبو داود و الترمذي وقال الترمذي : حديث حسن غريب، عن أنس بن مالك : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد دخول الخلاء نزع خاتمه )، ومعروف أن خاتم النبي صلى الله عليه وسلم منقوش فيه ماذا؟ فيه: محمد رسول الله. فحديث أنس : ( أنه إذا أراد دخول الخلاء نزع خاتمه ). والحديث حسنه الترمذي كما أسلفت، وقال الحاكم : هو حديث حسن صحيح، ولكن ضعفه أكثر أهل العلم، وحكموا بأنه حديث شاذ، فممن أنكره أبو داود ؛ فإنه قال عقب روايته: هذا حديث منكر، وكذلك النسائي رحمه الله رواه وقال: هذا حديث غير محفوظ.وقال النسائي : هو حديث ضعيف، وقال أكثر أهل العلم: إنه حديث شاذ، وإن المحفوظ من حديث أنس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من ورق ثم ألقاه ) هذا هو المحفوظ. أما قضية: ( أنه إذا أراد دخول الخلاء نزع خاتمه ) فهذا غلط ووهم من الراوي.إذاً: لا يصح الحديث عند الجمهور: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد دخول الخلاء نزع الخاتم ) هذا ضعيف، بل هو شاذ. طيب. أما أصل المسألة: أنه إذا أراد دخول الخلاء لا يدخله بشيء فيه ذكر الله تعالى، فقد يقال: لأن ذلك مستحب؛ صوناً لذكر الله تعالى عن أن يدخل به إلى هذا المكان المستخبث، إلا أن يكون الذكر خفياً، كأن يكون في جيبه -مثلاً ورق أو ما أشبه ذلك- فيه ذكر فهذا لا يظهر أنه يستحب له أن يخرجه مادام خفياً، ولهذا قال الإمام أحمد لما سئل فيما يتعلق بالخاتم وغيره قال: إن أدار فصه إلى باطن كفه فلا بأس، أو إن وضعه في كفه فلا بأس، يعني: إذا أخفاه فلا بأس عليه أن يدخل به إلى الخلاء؛ لأنه لا دليل على المنع من ذلك.أما قول المصنف رحمه الله تعالى: (إلا من حاجة) فإن الحاجة هي فيما إذا كان يخاف عليه، أو لا يجد مكاناً آمناً يضعه فيه، ولكن تبين ما في أصل المسألة من الإشكال، فإنه لا دليل على تحريم الدخول بشيء فيه ذكر الله عز وجل إلا صون ذكر الله تعالى عن أن يدخل به إلى الخلاء، فإن كان ذكر الله تعالى مخفياً كأن يكون في جيبه أو مكان خفي فلا حرج عليه أن يدخل به، وهذا فيه إشارة أيضاً إلى عدم ذكر الله تعالى إذا كان الإنسان في الخلاء وكان على الحاجة.ومما يرشد إلى ذلك -وهو أقوى في الاستدلال مما ذكر المصنف، أقوى من حديث أنس -، ما رواه مسلم في صحيحه : ( أن رجلاً سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حاجته فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام ). فهذا فيه إشارة إلى أن الإنسان لا يشرع له أن يذكر الله تعالى إذا كان على حاجته؛ لأن رد السلام واجب، فكون النبي صلى الله عليه وسلم ترك هذا الواجب دل ذلك على أنه غير مشروع إذا كان الإنسان متلبساً بقضاء الحاجة أن يذكر الله تعالى.سؤال: إذا عطس الإنسان وهو على حاجته فماذا يستحب له؟ أن يذكر الله تعالى في نفسه؛ يحمد الله تعالى في نفسه، هذه رواية في المذهب، الرواية الثانية: أن يفعل ذلك سراً ، الأولى: في نفسه، الثانية: أن يفعلها سراً.وينبغي أن يقال مثل ذلك رد السلام.. وما يشبهه، ومثله أيضاً إذا أراد أن يسمي، لو فرض أنه في الخلاء وأراد أن يسمي لوضوء أو لغير ذلك فإنه إما أن يقال: يفعله في نفسه، أو يفعله سراً، هما روايتان في المذهب، وكلاهما جائز، ولعل القول أن يفعل ذلك في نفسه أوجه لما يتعلق برد السلام وحمد الله إذا عطس وما أشبه ذلك ، أن يفعله في نفسه؛ لأن ذكر الإنسان ربه في نفسه وقلبه لا يعد تحريكاً للسان، ولا يعد إهانة أن يكون من الإنسان أثناء قضاء الحاجة. التالي إمساك الذكر بالشمال عند الاستجمار باب قضاء الحاجة السابق تقديم الرجل اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج باب قضاء الحاجة مواضيع ذات صلة الطعام أهمية تعلم آداب قضاء الحاجة في حياة المسلم حكم مس الذكر باليمين عند قضاء الحاجة القول الثالث: جواز الاستقبال والاستدبار في البنيان دون الصحراء، وأدلته متن حديث ابن عباس في اتباع الحجارة بالماء في الاستنجاء، وتخريجه