ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح بلوغ المرام›كتاب الطهارة›باب المياه - حديث 1-2›متن حديث: (هو الطهور ماؤه، الحل ميتته) وتخريجه متن حديث: (هو الطهور ماؤه، الحل ميتته) وتخريجه الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 5314 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.أما الموضوع الذي سنتطرق له اليوم إن شاء الله تعالى فهو البحث في كتاب الطهارة، باب: المياه، وسنبدأ بالحديث الأول والثاني إن شاء الله..بسم الله الرحمن الرحيم..عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في البحر: ( هو الطهور ماؤه، الحل ميتته ). سبب الحديث هذا الحديث له قصة، وهي: ( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته ). تخريج الحديث وهذا الحديث فيما يتعلق بمخارجه ومصادره ذكر منها الحافظ رحمه الله: الأربعة، قال: رواه الأربعة. وسبق معنا في الدرس الماضي من هم الأربعة، من هم الأربعة؟ نعم يا أخي! مداخلة: أصحاب السنن.الشيخ: هم أصحاب السنن، ممكن تذكرهم؟ مداخلة: أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه .الشيخ: نعم. هم أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه ، وذكر أيضاً ابن أبي شيبة ، وذلك في كتابه المصنف في الأحاديث والآثار ، وذكر أيضاً مالك في الموطأ ، و الشافعي في السنن ، و أحمد في المسند ، وقد رواه غير هؤلاء الثمانية: ابن حبان و ابن خزيمة و الحاكم و ابن الجارود و البيهقي و الدارقطني وغيرهم.ومما يجب أن يعلم أن كثرة مصادر الحديث لا تزيده قوة. فقد يكون الحديث في مصادر عديدة بإسناد واحد، فلا يستفيد من قولنا: رواه فلان وفلان قوة؛ ولذلك لابد أن يُثنى بذكر من صحح الحديث من الأئمة؛ لأننا في مجال البحث في الأحكام، ولابد أن ندرك صحة الحديث.فقد صحح الحديث جمع من الأئمة يربو عددهم على عدد من خرجوه.ذكر المصنف رحمه الله ممن صحح الحديث: ابن خزيمة ، فقد رواه ابن خزيمة في صحيحه ، وقد صححه البخاري كما ذكر الترمذي في علله ، قال: سألت البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث صحيح، وصححه الترمذي أيضاً، و البغوي و ابن منده و ابن المنذر و ابن حبان و الحاكم و ابن عبد البر ، وصححه من المعاصرين الشيخ ناصر الدين الألباني .ومدار هذا الحديث وإسناده هو على صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا يؤكد لكم ما سبق من أن كثرة مخارج الحديث لا تزيده قوة بالاضطرار ، فهذا الحديث في هذه المصادر مداره على صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة ، فلو كان أحد هؤلاء الرجال ضعيفاً للزم من ذلك تضعيف الحديث، ولكن هؤلاء الرجال كلهم ثقات معروفون، ولذلك صححه هذا الجمع الكبير من الأئمة.وهذا المعنى الوارد في ماء البحر لم ينفرد بروايته أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ورد عن جمع من الصحابة رواية هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم، فرواه أيضاً جابر بن عبد الله و أبو بكر و علي بن أبي طالب و عبد الله بن عمر و عبد الله بن عمرو بن العاص و عبد الله بن عباس ، وصحابي اسمه الفراسي و أنس بن مالك رضي الله عنه.فهؤلاء ثمانية كلهم مع أبي هريرة وهو تاسعهم رووا هذا المعنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كلها شواهد لحديث أبي هريرة ، إلا أن حديث أنس بن مالك لا يصلح لأن يستشهد به؛ لأن فيه راوياً متروكاً، وهو أبان بن أبي عياش . وهذا يفيدنا أو يذكرنا بفائدتين قد تخفيان على كثير منكم: الفرق بين المتابع والشاهد الفائدة الأولى: أن الحديث إذا ورد عن صحابي ثم ورد عن صحابي آخر كان هذا شاهداً للحديث الأول ، بمعنى: إذا ورد حديث عن أبي هريرة ثم ورد نفس الحديث أو ورد الحديث نفسه عن ابن عباس أو ابن عمر سمينا حديث ابن عمر أو ابن عباس شاهداً لحديث أبي هريرة ، وسمينا حديث أبي هريرة شاهداً لحديث ابن عمر .أما لو ورد الحديث عن صحابي واحد من طريقين فالحديث مثلاً عن سهل بن سعد ، ولكن رواه عن سهل بن سعد تابعيان، أو روي بإسنادين مختلفين، فهل يسمى أحدهما شاهداً للآخر؟ تقولون: لا، هذا صحيح لا يسمى شاهداً، إذاً ماذا يسمى؟ نعم. مداخلة: متابع.الشيخ: يسمى متابعاً. إذاً: إذا كان الحديث بإسنادين عن صحابي واحد فأحدهما متابع للآخر، أما إن كان بإسنادين عن صحابيين مختلفين فأحدهما شاهد للآخر . هذه الفائدة الأولى. الأحاديث التي لا تصلح للاستشهاد بها الفائدة الثانية: أن من الأحاديث ما لا يصلح لأن يستشهد به . ما هو الحديث الذي لا يصلح للاستشهاد به؟ مداخلة: ..... . الشيخ: نعم أخي! مداخلة: إذا كان متروكاً في الإسناد.الشيخ: إذا كان في إسناد الحديث راو متروك، و المتروك هو: من ترك العلماء روايته؛ إما لكذبه أو لاتهامه أو لغير ذلك .فـ إذا كان في إسناد الحديث راو متروك فهذا الإسناد لا يعبأ به، ولو جاء الحديث من عشر طرق أو أكثر في كل طريق منها راوٍ متروك ما ازداد الحديث بهذه الطرق قوة ، أما لو كان في الإسناد راو ضعيف - ضعيف الحفظ- لكنه ليس كذاباً ولا متهماً بالكذب فهل يتقوى الحديث بكثرة طرقه؟ نعم، يتقوى بكثرة طرقه .هذا فيما يتعلق بثبوت الحديث، وبذلك تبين لكم أن الحديث ثابت بلا شك، بل ثبت بأقل من ذلك. اسم السائل عن حكم ماء البحر ننتقل بعد هذا إلى الكلام في متن الحديث ومعناه، ففيما يتعلق بسبب الحديث: أن رجلاً قال: يا رسول الله! من هذا الرجل؟ هذا الرجل ورد اسمه في عدة روايات، منها: رواية البيهقي و الدارقطني و الطبراني ، واسمه عبد أو عبيد أو عبد الله أو عبيد الله ، ويكنى بـأبي زمعة البلوي ، وكان ملاحاً، ولذلك ذكر الإمام ابن منده في كتابه الذي ألفه في الصحابة وسماه معرفة الصحابة ، وكذلك الإمام السمعاني في كتاب الأنساب سموه: العركي، والواقع أن العركي ليس اسماً لهذا الصحابي، وإنما هو وصف له، فكل من كان ملاحاً يسمى العركي، وهذا السائل ملاح؛ ولذلك سمي بالعركي. ذكر ذلك أبو موسى المديني رحمه الله.إذاً: هو عبد أبو زمعة البلوي ، ولا يمنع أن يصغر فيسمى عبيداً ، أو يضاف فيقال: عبد الله أو عبيد الله ، والخلاف في اسمه يسير؛ لأنه لا يترتب عليه كبير غناء، وإن كان ما دامت معرفته ميسورة فلا بأس بها. التالي الأسئلة باب المياه - حديث 1-2 مواضيع ذات صلة تخريج الحديث تخريج الحديث شواهد الحديث متن حديث ابن عمر في فرضية زكاة الفطر وتخريجه تخريج الحديث