الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›تركيا .. تجربة جديدة›التطور الملموس في تركيا ما بعد (2003م) التطور الملموس في تركيا ما بعد (2003م) الجمعة 17 رجب 1430هـ طباعة د. سلمان العودة 3795 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: مشاهدة النفع العام، الأعمال التطوعية، المستشفيات، المدارس.. هذه أيضاً يبدو لي أنها ارتفعت إحصاءاتها كثيراً جداً بالذات بعد عام: (2002م) أو(2003م).الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يمكن أنا سأقتبس هذا السؤال لأتحدث عن تجربة رأيتها هناك، تجربة فتح الله جولان كما يسمونه، وهو شيخ عالم فقيه يمكن في السبعين من عمره، يعيش الآن في أمريكا ، لكنه يعيش في تركيا في الوقت ذاته، روحه موجودة في تركيا ، وأتباعه الكثيرون، مدارسه التي تعد بالآلاف داخل تركيا والآلاف خارج تركيا في الاتحاد السوفيتي و البلقان و مصر و المغرب و أفريقيا وفي كل مكان، مئات الكليات التي تعتبر في حقيقة الأمر تتبع ما يسمى بنظام الخدمة، حتى أنها ليس لهم اسم، ليس هناك تنظيم لهذا الوجود يلمس، لكن هناك أتباع وتلاميذ اقتبسوا هذه الروح العالية عند فتح الله جولان الذي كان عنده أيضاً عشرات القنوات الفضائية، عشرات الصحف، حتى جريدة واحدة أظن اسمها: (الزمان) أكبر جريدة تركية يوزع منها يومياً مليون نسخة، مجلة شهرية يوزع منها ثمانمائة ألف نسخة، وعندهم أكثر من عشرين مجلة، طبعاً هناك مجلة بالعربي أيضاً اسمها (حراء) تطبع من مصر ، عندهم عشرات المستشفيات، مدارس حدث ولا حرج، مساجد، مناشط يعني شيء مذهل، كله يعود الفضل فيه بعد الله إلى هذه الروح التي بثها هذا الرجل فتح الله جولان ، أنا قرأت عدداً من كتبه، له كتب حتى بالعربية، كتب مترجمة، له أكثر من أربعين كتاباً، وعنده كتاب في السيرة النبوية، رأيت تلاميذه، سمعتهم يتحدثون عنه بشكل غريب، سمعت مقطعاً صوتياً له وهو يتكلم عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ) طبعاً باللغة التركية، لم أفهم، لكنني عرفت روحه، يتكلم والدموع تنحدر من عينيه، أنه ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، هذا ليس خبراً فقط، وإنما هو خبر وأمر يطلب من المسلمين أن يبلغوا هذا الدين، ويصيح يقول: وجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم غريباً في كثير من الديار التي جئتها، يقول: أشعر كأنني أبتلع المسامير؛ لأنني وجدت غربة النبي صلى الله عليه وسلم في بلاد أوروبا و أمريكا ، كل من له ليل ونهار -لاحظ المعنى اللطيف- يقول: كل من له ليل ونهار ينبغي أن يشتغل في تبليغ الدين ما بلغ الليل والنهار، يعني: له ليل يخلو فيه بربه وله نهار أيضاً يعاني فيه سبحاً طويلاً، ويبني ويؤسس ويعمل ويحتك بالناس، ينبغي أن يكون له مشاركة في هذا المعنى، يدعو الناس إلى وصل من قطع.يقول: الصحابة رضي الله عنهم كانوا حفاة جياعاً ومع ذلك ركبوا الخيول المطهمة وحملوا الدعوة إلى كل مكان، وهذا الأمر قد توقف وانقطع، وهذه الروح قد تجمدت، يجب علينا أن نجدد هذه الروح ونجدد ما انقطع.يتكلم والمنديل في يده بكل عفوية، تجد أن هناك روحاً عالية، هذا الرجل صاحب سلوك إيماني وتصوف صاف بعيداً عن الغلو والانحراف، صاحب فقه واهتمام بالفقه خاصة كتب الفقه الحنفي، صاحب عناية بالحديث حتى أنه يقرأ كتب السنة التسعة مثلاً: مسند أحمد ، والصحاح الست، و الدارمي ، ويقرأ شروحها أيضاً، مثل: فتح الباري ، و العيني ، و الكرماني ، و عارضة الأحوذي ، و تحفة الأحوذي ، و كنز العمال في رمضان قرأه.. كل هذا مع طلابه طبعاً يدرسهم، التفسير، تفسير ابن كثير وغيره من التفاسير، بل إنه همَّ أن يبدأ بقراءة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكنه توقف بعد ذلك بسبب المرض والانشغال والسفر، فوجدنا تلاميذه ووجدنا بصماته ووجدنا قدرته على التأثير؛ ولذلك هو أبو الإسلام الاجتماعي في تركيا ، أبو الإسلام الوعظي، هو طبعاً يمكن استفادوا مما يسمى بالمدرسة النورسية سعيد النورسي ، ولكنهم تميزوا عنها، الحرص هنا على الروح الإسلامية الواعية القوية، وفي الوقت ذاته الحرص على العلم المدني الحديث، عندهم هذه المدارس التي يتخرج منها أنبغ الطلاب، وعلى سبيل المثال: رأينا مدرسة واحدة هي عبارة عن أكثر من عشر فلل أو اثنتي عشرة فلة فاخرة جداً، وإلى جوارها مسجد ضخم يخصهم، يحدثوننا عن قصة هذه الفلل؛ أنها كانت لرجل متأثر بالشيخ، وكان يريد أن يسكنها لتكون قريبة من المسجد، فجاءه الشيخ وقال له: ألا أقترح عليك اقتراحاً؟ قال له: بلى. قال: أن ترسل هذه الفلل إلى الآخرة. قال له: كيف؟ قال: تحولها إلى مدارس!وحولت إلى مدارس، والغريب أن المدارس هنا ليس فيها أي برنامج أو منهج مختلف، لا يدرس فيها الدين مثلاً، يدرس فيها البرنامج التركي، وباللغة الإنجليزية أو اللغة التركية، هنا القصة تتعلق بالمدرسين الأكفاء، تتعلق بالنشاطات اللاصفية، تتعلق بالنية والإخلاص، حتى إني رأيت عندهم الشيخ سعيد رمضان البوطي قابلته، والتقينا مع نخبة طلاب الشيخ فتح الله من أوروبا و أمريكا، وهم يلتقون يمكن ما بين الآونة والأخرى، وأجبنا على بعض أسئلتهم. فيحدثني الشيخ عن قصة سمعها من أحد المدراء، يقول: كان هناك امرأة منحرفة، ويكفي أن تعرف ما معنى منحرفة في تركيا ، وعندها ولد متفوق أرادت أن يكون في هذه المدارس؛ لأنها رمز المدارس للتفوق، فجاءت به للمدارس، وطبعاً في سكن داخلي ويتعلم، لكنها فوجئت أنه لما خرج إجازة كان يصلي، انزعجت وجاءت إليهم مغضبة قالت: أنا ما أتيت بالولد حتى يكون شيخاً، أنا أتيت به حتى يكون متفوقاً طبيباً أو مهندساً، قالوا: نحن لا ندرسه الدين أصلاً، وأعطوها المنهج، هذا المنهج، وهذا البرنامج، وأحضروا الولد وسألوه، فتبين أنه ما في أي تدريس مواد دينية أو شيء من هذا القبيل، فكأنها استقرت، وبعد فترة خرج فوجدته أكثر تديناً من ذي قبل، غضبت وانزعجت وجاءت إليهم، وقالت: أنا لا أريد هذا الشيء، هاتوا ابني، فطلبوا الابن، قال الابن: لن آتي إليها ولن أقابلها، أنا هذا طريقي، إذا يعجبها الحمد لله، وإذا ما يعجبها لا تعرفني ولا أعرفها ولا علاقة لي بها ولا علاقة لها بي، فأخبروها أن هذا ما يقوله ولدها، فخرجت مكسوفة، يقول: وبعد ستة أشهر أو قريباً من ذلك جاءتنا الأم وهي متغيرة، وقد وضعت ما يسمى بالإيشارب أو شيء من الجلباب عليها، وقد ظهر على وجهها آثار تحول، والدموع تبلل عينيها، وقد أتت بهدية أحذية لولدها، وقالت: أعطوها فلان، وسلموا لي عليه، وقولوا له: أنا معك على نفس الطريق إن شاء الله، والشيخ قال لنا الكلام هذا وهو يجهش بالبكاء سبحان الله.هناك تجربة فريدة لا توجد في العالم العربي ربما ولا حتى في أكثر بلاد العالم، مجموعة من الشركات، المؤسسات؛ مؤسسات إعلامية، اقتصادية، تعليمية، تربوية، مساجد، مناشط، مدارس.. آلاف المدارس داخل تركيا وخارجها. التالي الحجاب الإسلامي في تركيا تركيا .. تجربة جديدة السابق تطور القطاع الخدمي والبنية الأساسية في تركيا تركيا .. تجربة جديدة مواضيع ذات صلة ظهور الظلم الذي لحق بالإسلام والمسلمين في الجزائر إمكانية بروز محور عالمي جديد يواجه القوة الأمريكية أمريكا والإرهاب (1-3) حكم الجهاد في العراق, والقنوت في الصلوات الخمس رسالة من النساء المسلمات في البوسنة